[email protected]
عندما يعجز تلاميذ الأدب والشعر في أي عصر عن معرفة تفسير هذا البيت أو ذاك يلجؤون إلى أساتذتهم علَّهم يقفون معهم على المعنى، ولكن هؤلاء الأساتذة يعلنون أيضًا عن فشلهم الذريع في «اصطياده»، فيقولون إن «المعنى في بطن الشاعر» حتى أن شعراءنا الكبار حيَّروا الناس في أشعارهم فاختصموا حولها، وحقيقة القول أن المعاني كانت واضحة في أشعار المتنبي على سبيل المثال لا الحصر، ولكن المعنى الواحد الواضح في بعض قصائده كان يحتمل أكثر من تفسير، فاختلف الناس حول شعره، غير أن شعراء «الحداثة» يصنعون القلب من جبس ثم يُلبسونه ثوبًا فضفاضًا له كم يجمع الطيبات من فوَّهته، وهو قادر على أن يطفو فوق سطح الماء ليتنفس قليلًا قبل أن يعاود الغطس، وبإمكانه كذلك أن يلمس «موز الأصابع».. ولا تسألوني عن ماهية هذا «الموز»، فالمعنى في بطن الشاعر: (وقلب من الجبس ينبح.. لكنه سيجمع في كمه الطيبات.. ويطفو لكي يتنفس.. يلمس موز الأصابع..).
وهذا القلب «الجبسي» الذي ينبح كما ينبح الكلب، وهو تشبيه موغل في الغرابة «سيلمّ» تفاصيله من «كمه» الواسع، ثم يسد «شقوقه» بعد ذلك، وبعد «اللم والسد» سوف يعمد إلى «حشو» صناديقه «بالصهيل»، فتصوروا معي كيف يتحول القلب «الكلب» في غمضة عين إلى «حصان»، وبعد هذا الحشو ستمنحه التفاصيل فرصة للعبور الجميل.. ولا أدري إلى أين سيتوجّه هذا «القلب الكلب الحصان»، ولكن التفاصيل سوف تماشيه حتى يصل إلى «خلاياه»، ولا تسألوني عن التفاصيل أو الشقوق أو الخلايا، «فالمعنى في بطن الشاعر»: (سيلم تفاصيله من زواياه.. يسد شقوقًا.. ويحشو صناديقه بالصهيل.. وستمنحه فرصة للعبور الجميل.. تماشيه حتى حدود خلاياه..).
[email protected]
[email protected]