DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

التحديات الدولية تعطل واشنطن عن تحقيق «الاستدارة نحو آسيا»

قضايا أمنية روسية في أوروبا والشرق الأوسط تضع بايدن بمنعطف حرج

التحديات الدولية تعطل واشنطن عن تحقيق «الاستدارة نحو آسيا»
التحديات الدولية تعطل واشنطن عن تحقيق «الاستدارة نحو آسيا»
اجتماع وزراء خارجية الحوار الأمني الرباعي في ملبورن (رويترز)
التحديات الدولية تعطل واشنطن عن تحقيق «الاستدارة نحو آسيا»
اجتماع وزراء خارجية الحوار الأمني الرباعي في ملبورن (رويترز)
قالت صحيفة «كريتسان ساينس مونيتور» الأمريكية إن إستراتيجية الولايات المتحدة نحو آسيا، والتي تستهدف الحد من نفوذ الصين دوليا، متعطلة بفعل التحديات التي تواجهها واشنطن في أكثر من منطقة في العالم.
وبحسب تقرير لـ «هوارد لافرانشي»، تلقى الرئيس جو بايدن بعض اللكمات خلال عامه الأول في منصبه من روسيا فلاديمير بوتين، ومن إيران التي تتجه نحو الوصول إلى القدرة النووية، وحتى من تنظيم داعش الذي ضعف كثيرا، لكن أعاد تعزيز قوته.
ومضى التقرير يقول: لقد صرفت تلك الضربات انتباه الولايات المتحدة عن الاستدارة نحو آسيا.
وأضاف: بعد حربين مستنزفتين في الشرق الأوسط، ينظر إلى أمريكا دوليا على أنها مشتتة بسبب الصراعات في المناطق التي كان لها فيها نفوذ تقليديا.
وأردف: بالنسبة للكثيرين، السؤال الآن هو ما إذا كانت الولايات المتحدة لديها ثقل القوة العظمى والدعم الداخلي للقيام بجهود موازنة فعالة للصين التي تزداد عدوانية وقوة اقتصادية.
تحديات أمنية
وتابع: في الواقع، بالنسبة لبعض خبراء الأمن القومي، فإن التحديات الأمنية اللافتة للانتباه التي تطرحها روسيا في أوروبا والشرق الأوسط تضع خطط بايدن لتحويل تركيز أمريكا إلى المحيطين الهندي والهادئ في منعطف حرج.
ونقل عن هال براندز، الزميل البارز في إستراتيجية الدفاع والعلاقات الأمريكية الصينية في معهد أمريكان إنتربرايز بواشنطن، قوله: فشلت الاستدارة إلى آسيا. نحن على المحك. سنكتشف في الأشهر الستة المقبلة أو نحو ذلك ما إذا كان بإمكان هذه الإدارة أن تطور بنجاح التحول في الاهتمام والموارد إلى آسيا التي كانت الأولوية المعلنة لما يقرب من عقدين الآن.
وبحسب التقرير، ترتبط الاستدارة إلى آسيا ارتباطا وثيقا بالرئيس السابق باراك أوباما، ولكن وفق براندز، كانت البداية في عهد جورج دبليو بوش قبل أن تتعطل بسبب حرب العراق.
وتابع: الآن تبذل إدارة بايدن قصارى جهدها لتظهر للعالم، والجمهور المحلي، أن الاستدارة نحو آسيا تسير على الطريق الصحيح.
ومضى يقول: على الرغم من التهديد بغزو روسي لأوكرانيا، كان وزير الخارجية أنتوني بلينكن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ هذا الأسبوع، حيث التقى بوزراء خارجية ما يسمى بالدول الرباعية، أستراليا والهند واليابان، إلى جانب الولايات المتحدة، وقادة دول جزر المحيط الهادئ، ثم مع وزيري خارجية اليابان وكوريا الجنوبية في هاواي.
الأزمة الأوكرانية
وأردف: قام الوزير بلينكن برحلة طويلة إلى أستراليا حتى مع استمرار تركيز بايدن والبنتاغون على أزمة أوكرانيا وزعزعة الاستقرار الأوسع لحلفاء أوروبا الشرقية. وتابع: يبدو أن الرحلة التي استغرقت أسبوعا تستهدف جزئيا إثبات أن الولايات المتحدة لم تغمض عينها عما تصر الإدارة على أنه يظل أولويتها الدولية القصوى.
ونقل عن الدكتور براندز: تواجه إدارة بايدن الآن مشكلة ليست من صنعها ولكنها تتراكم منذ أكثر من عقد الآن، وهي الفجوة المتزايدة بين التزاماتنا وقدرتنا على الوفاء بها، خاصة إذا كانت هذه المطالب في وقت واحد.
وأضاف: لقد بذل الوزير بلينكن مجهودا طوال رحلته ليوضح كيف يراقب أوكرانيا.
وتابع: بعد إبراز قائمة القضايا التي يعالجها في آسيا من الوباء، وتغير المناخ، والتحركات الاستفزازية للصين في بحر الصين الجنوبي، واختبارات الصواريخ الباليستية الأخيرة لكوريا الشمالية، واصل التأكيد على أجندته المقسمة.
ونقل عن براندز، قوله: نحن نغطي بالمعنى الحرفي والمجازي الكثير من الأراضي في هذه الرحلة.
وأردف يقول: تولى بايدن منصبه قبل عام معلنا أن الصين استبدادية وقوية اقتصاديا باعتبارها المنافس الإستراتيجي والأيديولوجي الرئيسي لأمريكا والوحيد، والتي تشكل تحديا مستداما لنظام دولي مستقر ومنفتح.
مواجهة الصين
وأضاف: في الوقت نفسه، كان مدركا أنه من أجل مواجهة الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحيوية، يجب أن تكون أوجه الاهتمام والأصول الأخرى في وضع ثانوي أو التخلص منها تماما. وهكذا أنهى بايدن أطول حرب أمريكية في أفغانستان وسعى بسرعة لإعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الإيراني.
وتابع: علاوة على ذلك، عبر في يونيو خلال قمة مع بوتين، عن سعيه لإقامة علاقة مستقرة ويمكن التنبؤ بها مع عدو أمريكا في الحرب الباردة.
ومضى يقول: بعيدا عن إعادة إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 التي تحد من البرنامج النووي الإيراني، فقد تعطلت الإدارة بسبب محادثات مطولة ولكنها غير مثمرة مع إيران. يقول بعض الخبراء إن طهران استغلت مرور أشهر دون قيود في برنامجها لتخزين ما يكفي من الوقود لإنتاج قنبلة نووية في غضون شهر أو أقل.
وبحسب التقرير، استؤنفت المحادثات مع إيران والقوى العالمية الأخرى في فيينا هذا الأسبوع، لكن المسؤولين الأمريكيين حذروا من أنه بدون اتفاق قريبا، فإن التقدم النووي الإيراني سيجعل الصفقة موضع نقاش، ويعيد المجتمع الدولي إلى مواجهة الأزمة في المنطقة.
النفوذ الروسي
وأردف: أما بالنسبة لروسيا بوتين، فإن حشده لأكثر من 130.000 جندي على حدود أوكرانيا ومطالبه باعتراف الغرب «بمجال نفوذ» روسي على جزء كبير من الاتحاد السوفيتي السابق دفع بايدن إلى إرسال 3000 جندي لتحصين الجناح الشرقي للناتو. وتطلبت الأزمة الأوكرانية من الإدارة مزيدا من الاهتمام أكثر مما كان متوقعا على العلاقات عبر الأطلسي.
واستطرد: مع ذلك، على الرغم من أن هذه الأزمات ستكون صعبة بالنسبة لقوة عظمى يصفها الدكتور براندز بأنها «مرهقة»، فإن بعض خبراء الأمن الدوليين يقولون إن البيئة السياسية المحلية شديدة الانقسام تشكل تهديدا كبيرا لقدرة أمريكا على القيادة في مواجهة الصين بنجاح.
ونقل عن راميش ثاكور، الأستاذ الفخري في الجامعة الوطنية الأسترالية في كانبيرا والزميل البارز في معهد تودا للسلام في طوكيو، قوله: يشعر معظم الناس والبلدان في المنطقة بالقلق بشأن ما يرون أنه تراجع في قدرة الولايات المتحدة على الاستمرار في ضمان أمن وازدهار المحيطين الهندي والهادئ، ناهيك عن قدرتها على فعل المزيد في مواجهة الصين المتزايدة القوة.