n أكثر من ثلاثة عقود واللغط قائم ضد (شجيرة البرسوبس). فكتبت مدافعا عنها في (مجلة اليمامة) في تسعينيات القرن الماضي الميلادي. وضعت شأنا وأهمية وشروطا لأماكن زراعتها. وتم اقتباس مقالي من وزارة الشؤون البلدية والقروية في حينه، بتعميم من وزيرها بأماكن اقترحتها مناسبة لزراعتها.
n لماذا حول العقل العربي هذه الشجيرة إلى شجرة؟ تحوير بالتقليم الجائر ضد نموها الطبيعي، جعلوها لا تصلح داخل المدن وأحيائها. لم يتوقف هذا العقل في حربه. لكن جاء مؤخرا من حرك الرغبة في إعادة تأكيد دفاعي عن (شجيرة البرسوبس) الصامدة. أتعجب من المواقف السلبية والتناقضات. أليس الأولى رفع الصوت لإنقاذ شجر العرعر المعمر من الموت الجماعي في مناطق الدرع العربي؟ أي تناقض يعيشون؟ أي فلسفة يحملون تجاه الغطاء النباتي؟ لماذا الجور على هذه الشجيرة، التي أثبتت نجاحا وتشبثا بالحياة يفوق النباتات المحلية؟
n تارة يقولون: (شجيرة البرسوبس) تسبب الحساسية للأنوف العربية. كأنها الملوث للهواء العربي النقي. تارة يدعون بأنها شجرة دخيلة على الغطاء النباتي المحلي، تنمو وتعيش وتتكاثر على حسابه. وهنا قمة التناقض. أي غطاء نباتي يتحدثون عنه في مناطق أثبتت هذه الشجيرة نجاح نموها وصمودها بشكل طبيعي؟ هات مثالا واحدا على أنها أزهقت روح نبات الغطاء النباتي المحلي أو أنها نمت على حساب حياته؟
n شاهدت مناطق تغطيها (شجيرة البرسوبس) من الشرقية حتى سهول تهامة على البحر الأحمر. بعضها ينتشر ويعيش بجانب نباتات محلية دون أن تؤثر سلبا على حياتها. شاهدت مناطق على مد البصر لنجاح انتشار نموها في مناطق مفتوحة خالية من أي شجرة محلية كما يدعون. راجعوا أنفسكم. احمدوا الله أن سخر لهذه البيئات نبتة.. رضيت أن تنمو وبشكل طبيعي.. دون جهد وتدخل من أحد. (شجيرة البرسوبس) تحب الحياة وتنتصر على التحديات. الشيء المضحك ادعاؤهم بأنها دخلت البلد خلسة.
n الحقيقة أن أرامكو أدخلتها مع بدايات عملها، مع غيرها من نباتات تتحمل ظروف البيئة المحلية بنجاح. منها نبات الزينة (الدفلة). وجدوا أنها أفضل حتى من النبات المحلي. هل يوظف البعض (شجيرة البرسوبس) للحديث عنها بشكل سلبي، بهدف استعراضي حتى يقال عنه أبو العريف؟ لماذا ينجر المسؤول والإعلام خلف دعوات اجتثاثها من المملكة، مع غيرها من النباتات مثل نبات (الدفلة)؟ الأمر المضحك أنه قامت وزارة البيئة والمياه والزراعة سابقاً بإصدر قرار بالتخلص من نبات (الدفلة) من المملكة ومنع استيراد بذوره.
n نحن أمام مهمة تحقيق السعودية الخضراء. نحن بحاجة إلى (شجيرة البرسوبس) كغطاء نباتي أكثر من أي وقت مضى. نحن بحاجة لتأصيل زراعتها في بعض المناطق الجرداء من الغطاء النباتي. (شجيرة البرسوبس) سريعة النمو، دائمة الخضرة. تحب أن تنمو دون تدخل بالقص والتشذيب. سريعة الانتشار دون ري. تتحمل جميع أنواع الظروف المناخية السائدة صيفا وشتاء. لنجعلها نباتا وطنيا محل فخرنا. لنخصص طابعا بريديا يحمل صورتها تعظيما لشأنها ودورها البيئي. أوقفوا الحملات البائسة ضدها. عظموا انتشارها.
twitter@DrAlghamdiMH