وتعتبر القيادة إحدى الصفات المميزة التي تطمح إليها الشخصيات المسؤولة ذات العقول الواعية بأهدافها على مر العصور.
ويمكن اعتبار القيادة علما وفنا في آن واحد، كما ذكر المتخصصون في علم القيادة الإدارية فهي علم في مناهجها المتكاملة القائمة على توظيف المبادئ والقواعد والنظريات الحديثة للمساهمة في تحقيق التفاعل الإيجابي والتوازن مع البيئة لتحقيق الأهداف المبتغاة، وهي فن في ممارستها لأنشطتها وفي استخدامها للأسلوب المناسب الذي يؤثر في الأفراد ويحملهم على المشاركة الإيجابية في أنشطة المجتمع.
إن المجتمعات الناجحة هي تلك المجتمعات التي ينتشر بين أفرادها العديد من القادة الناجحين الذين استطاعوا أن يحققوا نقلة كبيرة في مجتمعاتهم ويصلوا بها إلى بر الأمان.
ونستطيع القول إن القيادة الناجحة لها طرق مدروسة وفعالة لتنشيط وتأهيل القائد الإداري للتكيف مع المتغيرات المفاجئة التي تساعده على توسيع الرؤية في مجال عمله واستشراف المستقبل، ولن يتم ذلك إلا إذا كان للقائد خطط مدروسة يعمل على تحقيق أهدافها، ويجب أن تكون متكاملة وقابلة للتنفيذ.
وحتى يتمكن القائد الناجح من تحقيق غايته المنشودة وأهدافه المقصودة لا بد له أن يكون رمزا للجماعة، فهو سبب رئيسي في أداء مهمتها تماما كالأب الناجح الذي يعتبر رمزا لعائلته فيسعى أبناؤه إلى محاكاته وتقليده.
لذا يجب على القائد حتى يحقق النجاح أن يتجاوب وبشكل صحيح في أساليب كيفية ارتباطه بالآخرين داخل العمل وخارجه، فالقيادة عملية اتصال بين القائد والمرؤوسين حتى يتمكن من تدريب الأفراد والعاملين وتنميتهم، وتحفيزهم من خلال تحفيز قدراتهم ومهاراتهم الإنسانية بالكلمات الإيجابية المؤثرة والتي لها عامل كبير في التأثير على نفسيتهم وتشجعهم على العمل ومضاعفة الإنتاج، وبذلك تصبح القيادة الناجحة محركا رئيسيا لكافة العمليات في مختلف المؤسسات، سواء أكانت إدارية أم فنية.
وللقيادة الناجحة ثمرات ملموسة تعمل على منح الثقة وتحقيق التوازن بين الجوانب التنظيمية والإنسانية والاجتماعية فهي حلقة اتصال بين القائد والعاملين، وتعمل على تحقيق الرؤية والرسالة والأهداف وفقا للتصورات المستقبلية التي وضعها القائد، ولا يمكن أن يتم ذلك إلا بالتفاعل الاجتماعي بين أفراد الجماعة فهو الأساس في إنجاح علاقات الأفراد ويعتبر في ذات الوقت جوهر العملية القيادية.
وهناك مجموعة من العوامل التي تساعد أي شخص للوصول إلى مستوى عالٍ من القيادة، يمكن تلخيصها في سعة العلم والاطلاع والخبرة المكتسبة والتي تشير إلى مستوى فهم وتمرس القائد وتمييزه لأمور العمل، وأن يتحلى بالحكمة والصبر والاتزان عند التعرض للمواقف الصعبة من حيث التحكم في الانفعالات، وضبط النفس وهدوء الأعصاب وسلامة التفكير، والتصرف في مواجهة الأخطار والمواقف الصعبة بالتفكير الإيجابي الذي ينعكس على الآخرين بالإيجابية، وهذه سمة سلوكية تتعلق بمدى إظهار القائد سيطرته على تحقيق وبناء علاقات مع الآخرين وكسب ودهم.
وخلاصة القول يجب على المجتمع أن يخطط ويحشد جميع إمكاناته للاستثمار في الشباب وفي طاقات الشباب لصناعة أكبر عدد ممكن من بينهم من القادة الناجحين في جميع مجالات المعرفة والإبداع، لقيادة المجتمع إلى تحقيق النهضة والتقدم في جميع المجالات.
@Ahmedkuwaiti