وأضاف المقال: مع ذلك، في حين رفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرهان بحشد القوات على الجبهتين الشرقية والشمالية للبلاد، يرى العديد من المعلقين أنه إذا لم ترد الولايات المتحدة بقوة على العدوان الروسي، فإن ما يحدث في شرق أوكرانيا يمكن أن يكون نذيرا لما قد يواجه تايوان في المستقبل.
وتابع: الغزو الروسي لأوكرانيا ليس له في الواقع صلة بمستقبل تايوان، لأن القياس بين أوكرانيا وتايوان يعتمد على عدة افتراضات لا تصمد أمام التدقيق.
وأردف: تفترض المقارنة أن الرئيس الصيني شي جين بينغ سيفسر تقاعس الولايات المتحدة في أوكرانيا على أنه يعكس عدم رغبة أمريكية أوسع في الالتزام بأي تدخل أجنبي. وأضاف: بالتأكيد، مثلما تعلم قادة العالم الآخرون من الأحداث الدولية، يمكن للصين أيضا أن تأخذ دروسا من الغزو الروسي لأوكرانيا.
ومضى يقول: يعد تحليل السلبية النسبية للولايات المتحدة في التعامل مع التهديد الموجه لأوكرانيا أكثر تعقيدا.
واستطرد: على سبيل المثال، هل قرار الولايات المتحدة بعدم الالتزام بالدفاع عن أوكرانيا لمجرد أن أوكرانيا ليست عضوا في الناتو، وإذا كان الأمر كذلك، فهل يعني أن الولايات المتحدة لن تدافع عن تايوان؛ لأنها ليست حليفا رسميا في المعاهدة؟ ومع ذلك، يفترض هذا المنطق أن الأهمية الإستراتيجية لأوكرانيا وتايوان على نفس المستوى، وهو أمر قابل للنقاش نظرا للتركيز الإستراتيجي للولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لاحتواء الصين.
وتابع يقول: هل الولايات المتحدة تريد استخدام التهديد لأوكرانيا كفرصة لاختبار عزم الناتو، وربما تستمر في التدخل في النهاية إذا قامت روسيا بغزوها؟ أم أن تجربة إدارة بايدن في الانسحاب من أفغانستان أزالت أي شهية للتدخلات الأجنبية؟
وأوضح أنه يمكن أن ينتج عن أي من هذه التفسيرات دروس مختلفة تماما للرئيس الصيني.
ونوه بأن الرئيس الصيني حتى الآن لم يستقر على التفسير الأكثر إقناعا، مضيفا: من غير الواضح كيف سيفهم المسألة، وكيف سيؤدي سوء التقدير إلى عواقب لا رجعة فيها.
وتابع: تاريخيا، تدخلت الولايات المتحدة في حروب عبر مضيق تايوان 3 مرات، مرة واحدة عن طريق الإبحار بمجموعة قتالية من حاملات الطائرات عبر مضيق تايوان.
واستطرد: إذا علم شي من أزمة أوكرانيا أن التدخل الأمريكي غير مرجح، فمن غير الواضح كيف يمكنه التوفيق بين الاختلافات بين هذا الحادث وجميع السوابق التاريخية الأخرى المتعلقة بتايوان.
وأضاف: نحن لا نقول إن الغزو الصيني لتايوان لن يحدث أبدا. القائد لا يتخذ قرارات السياسة الخارجية من فراغ، حتى في الأنظمة الاستبدادية.