الكبر والتعالي عن الاعتراف بالحق.. أسبابه وتفسيراته
كثيرة هي القرارات، التي نتخذها بصورة يومية؛ فبين قرارات روتينية يومية وأخرى قد نعتبرها مصيرية أو ذات أهمية أكبر لما يترتب عليها وما يتعلق بها من مسائل أخرى.
ونظراً لتقيد الإنسان في قدر كبير من حياته بالعلاقات الاجتماعية، فإن كثيراً من قراراته لا تتعلق بشأنه فقط، بل بمَن حوله من أسرته أو أصدقائه وغيرهم، ولذلك فإن الضرر إن وقع قد يطول الجميع لا صاحب القرار فقط.
تخيل يوماً أنك على سفر مع عائلتك لتقضي الإجازة في بلد ما من البلاد التي تود زيارتها، قد تكون أنت سبباً في تأخير العائلة عن اللحاق بالطائرة أو المركبة مفترضاً أن في الوقت متسعا، إلا أنك لم تحسب حساباً للظروف الطارئة كازدحام الطريق أو تعطل السيارة ونحو ذلك.
وهنا يبدأ النقاش؛ ويختلف الناس فيما بينهم في رد فعل كل منهم، فبين معتذر عما بدر منه وما تسبب به للآخرين، وهنا إما أن يرضى الآخرون باعتذاره أو يرونه غير كاف وما إلى ذلك، ولكن في العموم هذا من أفضل الناس في تعاملهم مع أخطائهم.
ولكن على الصعيد الآخر ترى مَن يحاول التخلص والتهرب من مسؤوليته، آخذاً الأمر باستهزاء أو تهوين من الأمر دون أي اعتبار للآخرين. كما أن الأمر قد يأخذ منحنى آخر بإلقاء اللوم على الآخرين.
الكبر والغرور يدفعان المرء إلى التعالي عن الاعتراف بالخطأ حتى إن ثبتت الأدلة، وهذا هو أحد سبل الدفاع النفسي، التي تنشأ عن هشاشة نفسية؛ متجنباً بذلك اللوم ومحاولاً اكتساب ثقة بالنفس وألا يخدش أحدهم كبرياءه.
هذا الأسلوب الدفاعي أيضاً قد يتبعه الأشخاص ممن عانوا من الانتقاد أو مَن يخافون من السخرية والانتقاص محاولين بذلك وقاية أنفسهم من الوقوع في شراك ذلك الأمر من جديد.
ولكن في واقع الأمر، إن كان ذلك يعطيك انتصاراً لحظياً فإنه كالبركان الخامد، الذي ينتظر اللحظة المناسبة للانفجار، فنهاية المطاف بهذا الأمر هي بخسارة العلاقة بالناس مَن حولك وفقدان القدرة على التواصل المجتمعي مع الناس.
إن أخذت زمام المبادرة والعزم على التخلص من ذلك الحمل على عاتقك، فليس ذلك بالأمر السهل، يستلزم الأمر بيئة تعينك على التغيير ومساعدة من المختصين لتجاوز تلك العقبة، فمثله مثل الصفات المختلفة والأخلاق غير الحميدة يتطلب وقتاً وجهداً ومعونة لتجاوز المرحلة.
@AlharthiMaysa