إن العشوائيات موجودة منذ زمن طويل بنيت بشكل عشوائي دون مراعاة المخطط التنظيمي للمدينة وعليه تسببت بتوقف عجلة التطوير العمراني، التي تسعى المملكة العربية السعودية الوصول إليها ضمن رؤية 2030.
فقد قال أمين محافظة جدة صالح التركي إنه استشعر خطورة هذا الشأن منذ 25 عاما، وأن القرار بشأنه كان صعبا. مضيفا إنه عندما كان عضوا بمجلس المنطقة كان ملف العشوائيات ملفا شائكا ومعقدا، فمنطقة جنوب جدة حرمت من التنمية على مر السنين وبسببها ارتفعت خطورة هذه الأحياء. ولكن منذ ما يقارب 4 سنوات وبتوجيه من الأمير خالد الفيصل، ونائبه الأمير بدر بن سلطان لإيجاد حلول مبنية على دراسات علمية وعلى الكثافة السكانية للمنطقة على أن تتم إزالة هذه الأحياء دون التأثير على المواطن السعودي والمقيم على حد سواء. فتم البدء بإنشاء الدراسات على 341 حيا، فوجد أن هناك 64 حيا عشوائيا ضمن المدينة.
وعليه كان لابد من حل جريء من الحكومة بالعمل على إزالة العشوائيات ولكن مع الحرص على عدم إلحاق الأذى والضرر بالمواطنين والمقيمين القاطنين ضمن تلك الأحياء، حيث تم الحفاظ على استمرارية العملية التعليمية للطلاب ونقلهم لمدارس بديلة وتأمين المواصلات لهم.
كما أنه قد تم نقل 102 أسرة سعودية ساكنة بحي غليل لمشاريع وزارة الإسكان، وتم توفير حوالي 5000 وحدة سكنية تقريبًا ستقدم والمقيمين قاطني الأحياء العشوائية هذا ناهيك عن التعويضات، التي تم تقديمها للمواطنين، التي تم نزع الملكية عليهم.
كما يمكن في الحقيقة أن تؤدي هذه الإزالة للعشوائيات في إنعاش سوق العقارات في تلك المنطقة وفي مدينة جده بشكل عام وبنفس الوقت أنها ستجذب الكثير من المستثمرين والشركات العقارية والتطوير العمراني لتشييد أبنية توفر خدمات ممتازة لقاطني تلك المنطقة تليق بهم، وبمدينتهم الجميلة. وفي النهاية أحب أن أنهي مقالي بأبيات أمير الشعراء.
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي
وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا
وَما اِستَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ
إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكابا
@baderalsiwan