وبيّن إمام وخطيب المسجد الحرام أنَّ مَن حَفِظَ لسانَه أراحَ نَفْسَه، وأنَّ مَن صمت نجا، كما أنَّه يُكسِبُ المحبة، ويُورِث الوَقار، ويُسبِغُ على صاحبه الهيبة، وهو أمَانٌ من تحريف اللفظ، وعِصمةٌ من زيغِ المَنطِق، وسلامةٌ من فُضولِ القول، وعِبادةٌ من غير عَناء.
أسرارٌ وحِكَم
وأضاف فضيلته في خطبة الجمعة أمس: لله في مخلوقاته أسرارٌ وحِكَم، وفي مَصنوعاتِه عِظاتٌ وعِبَر، ناطقاتٌ بعَظَمةِ الخَلْق، وشاهداتٌ على حِكمةِ التقدير، التدبُّرُ فيها يُثمِرُ اليقين، ويَزيدُ العلم، ويُقوِّي الإيمان وإن من تلكم المخلوقاتِ الباهرات، والآياتِ النيِّرات: اللسانْ، اللسانْ! آلةُ النُّطق، وأَداةُ البيان، والشاهدُ عن الضمير، والتُرجُمانُ للفؤاد. به يُرَدُّ الجواب، ويُفصَلُ الخِطاب، وتُدرَكُ الحاجاتُ والطِّلابْ، فما أعظمَهُ من نِعمة، وما أكرمَهُ من قِسمة.
آفات وصفاتوأكد أنَّ على العبد أن يكون قَوَّامًا على لِسانِه، حارسًا له من آفاتِه بِسِنانِه، وأخطرُها وأشنعُها: القولُ على الله تعالى بغير علم، كالقولِ بلا علمٍ في أسمائِه وصفاتِه وأفعاله، ووصْفِه بضِدِّ ما وَصَفَ به نفسَه أو وصَفَهُ رسولُهُ، أو تحليلِ ما حرَّم، أو تحريمِ ما أحلّ، أو الخوضِ في شَرعِه بلا عِلم ولا هُدى. ومن آفاتِ اللسانِ وحَصائدِه: السخريةُ والغيبة، والكذبُ والنميمةُ والبُهتان، واللَّعْنُ والسِّباب.
إحسان العمل
وفي المدينة المنورة، أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالباري الثبيتي أن الله -عز وجل- لا يضيع أجر من أحسن في عمله. وأفاد فضيلته بأن المجتمعات والأمم تئن من مظاهر فقد إحسان العمل المتمثل في إهمال الأعمال والتسيب في أوقات العمل وضعف الإنتاج وتضييع الأمانة وقلة النزاهة، واتساع دائرة الفساد فضلاً عن إحسان العمل وتسن لذلك التشريعات الحازمة والقوانين الصارمة ومع أهميتها نجد الإسلام جاء بمنهج رباني لا مثيل له وهدي نبوي لا نظير له يثمر العلاج الناجع والدواء الناصع.
موفور العطاء
وأوضح :أن الإحسان إذا رافق المسلم في عبادته وصلاته وذهابه ومجيئه وقيامه وقعوده وفي مكان عمله سيصنع منه مسلماً صادقاً أميناً محسناً في صنعته متقناً في مهنته ومباركاً له في ماله وصحته وأولاده يحوطه حفظ الله وتغشاه رحمته ومحبته. وبيّن أن القرآن حافل بنماذج من إحسان الله لمَن أحسن ليرى المحسن المتقن في عمله أثر الإحسان وعظيم الجزاء وموفور العطاء من رب الأرض والسماء.