في الحقيقة والواقع هذا الكتاب ذكرني بموقف شخصي حصل معي وهذا ما قد يحصل مع الأغلبية حتى يومنا هذا وربما جيلا بعد جيل، عندما تطمح أسرتك وترى فيك طبيب المستقبل أو المهندس العالمي أو حتى طيارا يجول بالمسافرين حول العالم، ويتم حصر الطالب بين تلك الوظائف المعدودة بينما يتغافلون عن وجود شغف مثمر وربما إبداع مبهر وابتكار بداخل الطالب في مجال آخر مغاير لتلك التخصصات قد تخلق منه شخصية قيادية فذة ومعطاءة.
وعلى سبيل الاعتراف لأول مرة، أتذكر عندما كانت والدتي تتمنى أن أكون طبيبة، حيث كرست طاقتها ومالها في تعليمي ودعمي رغم أن ذلك المجال لم يستهوني إطلاقا ما كنت أرى نفسي فيه لدرجة لم تكن تقييماتي بالمستوى المطلوب حتى، ثم دخلت المرحلة الجامعية وكان مجموعي العلمي لا يؤهلني للدخول في كلية الطب فاخترت تخصص دراسات مالية ومصرفية على أمل أن تكون لي فرص وفيرة في سوق العمل إلا أنه بعد كل هذه المسيرة الحافلة بمشاعر متضاربة ما بين اليأس والأمل إلا أنني وجدت نفسي شغوفة بالكتابة والثقافة ومؤخرا الإعلام، ولا أنسى عندما كان البعض يقول لي مستقبل الأدب والكتابة لن يصنع لك الثروات الطائلة ولا حتى الوظيفة القيادية الدائمة!
نعم من الطب إلى عالم الأرقام ثم الثقافة والإعلام رحلة طويلة ومعارك عديدة خضتها من أجل تحقيق طموحاتي التي مازلت أسقيها بحب وشغف والإصرار على تحقيق الأحلام، صنعت لنفسي طريقا آخر يجعلني محط فخر واعتزاز، وكما تقول لي والدتي كلما أحقق إنجازا جديدا «ابنتي القوية التي لم تهزمها الحياة، كم أنا فخورة بها».
وكم أنا سعيدة وقوية بدعمها لي اليوم فيما أحب وأعمل وفخورة بوظيفتي وعطائي للوطن والمجتمع ولمن حولي، هذا ما يحثنا عليه الأساتذة مؤلفو كتاب «قرار» أن الطالب عليه أن يأخذ القرار المصيري الذي يتوافق مع حبه وشغفه للمجال الذي يبصر فيه نفسه لتحقيق طموحاته العالية، الكثير من الأمور المشوقة بين ثنايا هذا الكتاب القيم أتمنى أن يكون بين أيديكم الآن قبل فوات الأوان.
@DalalAlMasha3er