وتتميز «الحشاة» بتلاصق مبانيها وارتفاعها النسبي بالمقاييس المحلية القديمة، وتصل بعض المنازل فيها إلى 4 طوابق، وتوفر جميع متطلبات الحياة قديما داخلها، وقال الشهري إن القرية التراثية المرممة تحتوي على مسجد «الحشاة» الأثري، وهو أحد المساجد الأثرية المعروفة في «ختبة» وأعيد ترميمه وأصبح مجهزا للصلاة فيه، أضاف: بدأت فكرة الترميم عندما رأيت هذا المكان الأثري المهم يتداعى، فقررت أن أبذل كل ما أستطيع من جهد ومال للحفاظ عليه كأحد معالم حضارة وتاريخ المكان الذي يعد جزءا لا يتجزأ من تاريخ بلدنا الشامخ، وعندما قرأت أهداف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري، والذي يتضمن مسار المحافظة على مواقع التراث العمراني وتنمية القرى التراثية في المملكة، تشجعت وعزمت على تنفيذ الفكرة التي تراودني منذ زمن.
تهالك الجدران
وأوضح أن أصعب ما واجهه هو التعامل مع تهالك وتساقط جدران معظم مباني القرية لأسباب مناخية وعوامل بيئية طبيعية مع مرور الزمن، مضيفا: وضعت خطة بأولويات الترميم ثم واصلت العمل، وخلال 24 شهرا تم إعادة تأهيل معظم مباني القرية كما كانت في عصر الأجداد، فتم إعادة بناء الجدران بنفس الحجر والطين والمرو والجص كما كانت في الماضي، وإضافة بعض المواد الحديثة لتقويتها واستمرارها لوقت أطول، كذلك إعادة الأسقف والأسطح بجذوع الأشجار المتينة، وتجميل المنازل وتزيينها من الداخل بأنواع من الرسوم والزخارف بالألوان الطبيعية القديمة والحديثة.
نزل سياحية
وبدأ بعض المهتمين بالآثار والفنون التقليدية في منطقة عسير استقبال الزوار الذين يأتون من داخل المملكة وخارجها وتعريفهم بالقيمة التاريخية لبعض المواقع الأثرية، وهو ما أكده الشهري الذي قال: بعد الترميم أصبحت القرية مزارا لأهل المنطقة والكثير من زوار المنطقة، فهي تحوي حاليا نزلا سياحية يرتادها القادمون للموقع ليجدوا فيها رائحة عبق الماضي والراحة والاستجمام، وينعموا بالحياة القديمة التقليدية، لأنها تعيد لهم الماضي القديم بأجمل صورة، وتحتوي النزل السياحية التي تم الانتهاء منها داخل القرية التراثية على أماكن للجلوس والراحة تحيط بها نقوش فن «القط» التقليدي، وتعلو جدرانها نماذج من الأسلحة القديمة وأدوات حفظ الماء مثل «القربة»، إضافة إلى أدوات الطبخ المصنوعة من الأخشاب والصخور المحلية.