DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

روسيا تدفع السويد وفنلندا إلى أحضان حلف «ناتو»

ستولتنبرج شدد على أحقية كل بلد في اختيار تحالفاته العسكرية الخاصة

روسيا تدفع السويد وفنلندا إلى أحضان حلف «ناتو»
روسيا تدفع السويد وفنلندا إلى أحضان حلف «ناتو»
سانا مارين تستبعد انضمام فنلندا لحلف الناتو خلال فترة ولايتها التي تنتهي في أبريل 2023 (رويترز)
روسيا تدفع السويد وفنلندا إلى أحضان حلف «ناتو»
سانا مارين تستبعد انضمام فنلندا لحلف الناتو خلال فترة ولايتها التي تنتهي في أبريل 2023 (رويترز)
لا تزال التحذيرات الأمريكية من غزو روسي محتمل لأوكرانيا مستمرة، إذ تشير أحدث المعلومات الاستخبارية الأمريكية إلى أن روسيا تواصل حشد القوات المحيطة بأوكرانيا.
تلك التوترات لم تقتصر انعكاساتها على أوكرانيا فحسب، بل طالت أيضًا دولًا أخرى مثل فنلندا والسويد.
وقالت المحللة السياسية الأمريكية جوديث بيرجمان في تقرير نشره معهد «جيتستون» الأمريكي: إن الحشد العسكري لروسيا على حدود أوكرانيا وإنذاراتها لحلف شمال الأطلسي «ناتو» بشأن وقف المزيد من التوسع والتراجع عن الانخراط في الجناح الشرقي للحلف يتسبب أيضا في توتر بشمال أوروبا.
وهددت روسيا بأنه إذا انضمت فنلندا والسويد، وهما ليستا عضوين في الناتو ولكنهما تتمتعان بعلاقات وثيقة معه، إلى الحلف، فإن ذلك «ستكون له عواقب عسكرية وسياسية خطيرة تتطلب ردا ملائما من الجانب الروسي».
وردا على التوتر المتصاعد مع روسيا، عززت السويد استعدادها العسكري وأرسلت جنودا ومعدات عسكرية ثقيلة إلى أكبر جزيرة لها، وهي جزيرة جوتلاند، التي تقع إستراتيجيا في بحر البلطيق على بُعد 330 كيلو مترًا فقط من كالينينغراد مقر أسطول البلطيق الروسي، وتقوم القوات السويدية الآن بدوريات في شوارع «فيسبي» بما فيها ميناؤها ومطارها، ولاحظت السويد تدهور البيئة الأمنية في السنوات القلائل الماضية في ظل التوغلات الروسية المتكررة بالمجال الجوي والمياه الإقليمية السويدية.
وشهدت السويد مؤخرًا تدفقًا من الطائرات بدون طيار الكبيرة ذات الطراز العسكري التي تحوم فوق محطاتها النووية ومحطات الطاقة والقلاع الملكية والمناطق العسكرية، ووفقا لجهاز الأمن السويدي «سابو»، يُشتبه في أن الطائرات بدون طيار «تتعامل بشكل خطير غير مصرح به مع معلومات سرية»، كما شوهدت طائرات بدون طيار حول مبنى البرلمان والمباني الحكومية، وكذلك القصر الملكي في ستوكهولم، وبالقرب من مطاري كيرونا ولوليه في شمال البلاد.
السائح الروسي
وتواصل بيرجمان في التقرير بالقول: وفي 30 يناير، اعتقلت السلطات رجلا روسيا كان يوجه طائرة بدون طيار بالقرب من إحدى قلاع العائلة المالكة السويدية. وادعى الرجل أنه سائح.
وفي عام 2019، قررت السويد، بعد أن أدركت أنها تفتقر إلى قدرات عسكرية حاسمة ولن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها ضد هجوم روسي، زيادة إنفاقها العسكري بنحو 40 %، مع زيادة في الميزانية العسكرية قدرها 27.5 مليار كرونة سويدية (3.10 مليار دولار) بحلول 2025.
وقال ميخائيل بيدين، القائد الأعلى للقوات المسلحة السويدية: «لا يمكن استبعاد أي شيء في هذا الموقف. وقد ينتهي الأمر بغزو كامل مع مخاطر غزو إحدى أكبر دول أوروبا».
وقال اللفتنانت جنرال مايكل كلايسون، قائد العمليات المشتركة للجيش السويدي: إن الجيش لاحظ مؤخرًا توسعًا في القدرة الهجومية الأجنبية بالقرب من السويد.
وتقول بيرجمان: إنه على عكس السويد، لم تتوقف فنلندا، التي تشترك في حدود برية طويلة مع روسيا، عن الاستثمار في قدراتها الدفاعية، وقد طلبت مؤخرًا شراء 64 مقاتلة من طراز (إف 35)، بقيمة 9.5 مليار دولار، لتحل محل طائراتها القتالية الحالية والقديمة، وقال وزير الخارجية الفنلندي السابق إركي تووميويا: «إن فنلندا يمكنها حشد قوات احتياط تضم 280 ألف جندي مدرب، وهو ما لا يمكن لأي دولة أخرى في أوروبا القيام به».
وفي اجتماع مع السويد وفنلندا في 24 يناير حول الوضع الأمني المتدهور في أوروبا، دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج البلدين للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، مشددًا على أن لكل بلد الحق في اختيار تحالفاته العسكرية الخاصة.
وقال: «لا يزال باب حلف شمال الأطلسي مفتوحًا. وبينما يتعاون حلف الناتو بشكل وثيق مع فنلندا والسويد، فإننا نحترم تماما سياساتكم الأمنية القوية والمستقلة، والأمر يعود إلى فنلندا والسويد وحدهما في تقرير مساركما، ليس روسيا، ليس أي طرف آخر، الدول ذات السيادة لها الحق في تقرير المصير».
خيار فنلندي
وأوضحت فنلندا في اجتماعها مع السويد، أنها تحتفظ بخيار الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، ورد رئيسها ساولي نينيستو بقوة على تهديدات روسيا بقوله: «إن مجال المناورة وحرية الاختيار في فنلندا يشمل أيضًا إمكانية الاصطفاف العسكري والتقدم بطلب للحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي إذا قررنا ذلك».
وتشاطر رئيسة وزراء فنلندا سانا مارين، نينيستو مشاعره، لكنها قالت أيضا: إنها لا تتوقع طلبًا من فنلندا للانضمام لحلف شمال الأطلسي خلال فترة ولايتها، التي تنتهي في أبريل 2023.
والمفارقة، وفقًا لبيرجمان، هي أن روسيا قد تدفع كلا من فنلندا والسويد نحو عضوية حلف الناتو على المدى الطويل، إذ إن التهديدات الروسية تجبر هاتين الدولتين على إعادة التفكير في حيادهما وتحفز مناقشات جديدة حول العضوية، وقال أحد أعضاء البرلمان الفنلندي إن البلاد الآن «أقرب من أي وقت مضى» إلى التقدم بطلب للالتحاق بعضوية الناتو، ولأول مرة انخفضت معارضة عضوية الحلف إلى أدنى مستوى لها.
ويؤيد أكثر من ربع الفنلنديين (28 %) الآن العضوية في حلف شمال الأطلسي مقابل 42 % ممن هم ضد ذلك، وفقا لاستطلاع أجري مؤخرًا، وبلغت نسبة أولئك الذين هم غير متأكدين 30 %، وفي الماضي، كانت المعارضة لعضوية حلف شمال الأطلسي مرتفعة إلى 68 % بين الفنلنديين، كما سُئل المشاركون في الاستطلاع عن موقفهم إذا ما قررت السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، الأمر الذي تسبب في ارتفاع عدد المشاركين المؤيدين للعضوية إلى 38 % وانخفاض المعارضين إلى
39 %.
وفي السويد، وصلت المعارضة للانضمام إلى الحلف إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق، حيث أيد 37 % من المشاركين في استطلاع رأي الانضمام إلى الحلف مقابل 35 % ممن عارضوا ذلك.
وليست السويد وفنلندا هما فقط مَن يرى أن روسيا هي أكبر تهديد في شمال أوروبا. فقد خلص جهاز الاستخبارات العسكرية الدنماركي، في أحدث تقييم أمني له، إلى أن روسيا هي واحدة من أكبر التهديدات لأمن الدنمارك، خاصة عمليات الاستخبارات الهجومية الروسية وأنشطة التجسس الإلكتروني، والدنمارك، على عكس السويد وفنلندا، عضو في حلف شمال الأطلسي.