يوافق اليوم الثاني والعشرين من شهر فبراير ذكرى تأسيس الدولة السعودية، وقد أصدر خادم الحرمين الشريفين أمراً ملكياً بأن يكون هذا اليوم يوماً يحتفى فيه بذكرى تأسيس الدولة الذي يوافق الثلاثين من جمادى الأولى من عام 1139، وقد اعتبر هذا اليوم يوم التأسيس وفقاً لمعطيات تاريخية حدثت خلال تلك الفترة وشهدت تولي الإمام محمد بن سعود الحكم في الدرعية، كما شهدت نفس الفترة العديد من الإنجازات في عهده؛ وبذلك فإن هذا اليوم هو من الأيام الهامة في تاريخ المملكة العربية السعودية باعتباره ذكرى وجود نواة نشأة الدولة السعودية الأولى، ولذلك فقد لقي الإعلان عن الاحتفاء بهذه المناسبة ترحيباً كبيراً من أبناء هذا الوطن ليكون هذا اليوم مناسبة يعبرون فيها عن مشاعرهم الجياشة تجاه وطنهم، كما يكون مناسبة في نفس الوقت لتعريف الأجيال الناشئة بتاريخ هذه البلاد والجهود التي بذلها القادة المؤسسون وأبناؤهم من بعدهم لترسيخ هذا الكيان العظيم، والنقلة النوعية الهائلة التي أدى إليها تأسيس الدولة في المنطقة والمجتمع مقارنة بالأحوال التي كانت سائدة قبل التأسيس وصولاً إلى ما عليه بلادنا الآن والحمد لله من المنعة والقوة والازدهار، وما وصلت إليه الدولة السعودية من مكانة بين دول العالم في مختلف المجالات حتى غدت قوة لا يمكن تجاهلها عند النظر في حلول قضايا العالم بأسره، وخاصة قضايا المنطقة في المجالات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية والأمنية مستعينة على ترسيخ هذه المكانة بعون الله الذي أنعم عليها بالأمن والسلام ثم بالخيرات والنعم التي مكنتها من بناء بلد حديث يوظف كل المنجزات الحضارية العالمية لرفاهية الشعب، وبناء الجيل، والعمل على مستقبل أكثر إشراقاً بعون الله، ولا تقف جهود بلادنا الإنسانية والتنموية عند حدودها، بل تتجاوز ذلك لمد يد العون والمساعدة للدول الشقيقة والصديقة في أنحاء العالم وفي كافة المجالات الاقتصادية والعلمية، والمساعدة في توفير البنى التحتية والمؤسسات العلمية والصحية وغيرها، والقيام في نفس الوقت بما شرفها الله به من خدمة الحرمين الشريفين وتيسير سبل أداء فريضة الحج على سائر مسلمي العالم في أمن وراحة وأمان.. ومما يبعث السعادة في نفس المواطن والمسؤول أن يلاحظ رغبة المواطن في القيام بدوره في تعظيم هذه المناسبة سواء بالتعبير عن المشاعر تجاهها بكافة الوسائل المتاحة وكذلك تسابق الجهات الاقتصادية والثقافية للقيام بفعاليات تبرز أهميتها، وتعمل على التعريف بها، وإلقاء الضوء على أهمية هذا اليوم باعتباره يوم الانطلاق نحو هذا الكيان الكبير، ويبقى الدور الأكبر على المؤسسات التعليمية بكافة مراحلها سواء في التعليم العام أو العالي استناداً لدورها التربوي والتوعوي أن تخص هذا اليوم، وهو ما سيحدث -بإذن الله- بأنشطة ثقافية ورياضية وتربوية تعمق الولاء للوطن والفخر بإنجازاته وتاريخه في نفوس الناشئة من الطلبة والطالبات، وتتيح لهم الفرصة للتعبير عن مشاعرهم تجاه هذا الوطن، وتوظف المناسبة في توعيتهم وتعريفهم بالواجب الملقى على أكتافهم في إعلاء البناء على الأسس المتينة التي شيدها الآباء وتحقيق المزيد من التقدم والمنعة والازدهار لهذا الوطن الغالي.
@Fahad_otaish