ويعتبر «منتصف عام 1139هـ الموافق لشهر فبراير من عام 1727م هو بدء عهد الإمام محمد بن سعود وتأسيسه للدولة السعودية الأولى»، لذا تم اختيار هذا اليوم من كل عام للاحتفال بـ «يوم التأسيس».
شعار اليوم
أصدرت المملكة هوية بصرية مميزة ليوم التأسيس، تحمل «معاني جوهرية تاريخية متنوعة ومرتبطة بأمجاد وبطولات وعراقة الدولة السعودية». بدايةً مع الراية التي تظهر في منتصف الشعار لرجل يحمل الراية، وهي «أول علم سعودي»، وتشير إلى بطولة رجال المجتمع السعودي والتفاهم حول الراية، أما النخلة التي تُعد مصدراً للتمور وأحد أهم المصادر الغذائية ومنتجاً وطنياً مرتبطاً بتاريخ السعودية؛ فيُقصد بها في الشعار الكرم والحياة والنماء، ويظهر أيضاً بالشعار الخيل العربي، وهو يعبر عن الفروسية وبطولة أمراء وشجعان الدولة السعودية، ويُوجد كذلك رمز المجلس، الذي يدل على الوحدة والتناغم المجتمعي الثقافي، ويضم الشعار أيضاً رمز السوق الذي يدل على الحراك الاقتصادي والتنوع، وكذلك الانفتاح على العالم، وهي خمسة رموز جوهرية تعكس تراثاً حياً متناغماً بالإضافة لوجود الصقر والخطوط العربية، والزخارف المعمارية التراثية، وأخيراً فنجان القهوة السعودية.
رسالة شاملة
وكُتبت عبارة «يوم التأسيس - 1727م» بخط «مستلهم من مخطوطات عديدة، وثقت تاريخ الدولة السعودية الأولى، لتكون الرسالة الشاملة للشعار مرتبطة بالقيم، التي تمثل الثقافة السعودية المشتركة، وموصلة لمعاني الفخر والحماس والأصالة والترابط، ومرتبطة بالضيافة والكرم والمعرفة والعلوم»، وأتت الهوية البصرية ليوم التأسيس هذا العام تحت شعار «يوم بدينا» لـ«تعزز القيم والمعاني المرتبطة بهذه المناسبة الوطنية المميزة، ومرسِّخَةً للاعتزاز بالإرث الثقافي والاجتماعي لهذه الدولة ومجتمعها».
وتحمل ألوان الشعار أهمية في توصيل الفكرة والرؤية البصرية؛ لذا استُخدم فيه اللون الأبيض على كامل الشعار أو اللون الأسود على كامل الشعار أيضاً أو البني، أما خلفيات الشعار، فهناك مجموعة ألوان تم استلهامها من طبيعة المملكة وتاريخها، ولها دلائل خاصة بداية مع اللون البيج، الذي يرمز على الوضوح، أما اللون البني فيعكس العزيمة، واللون الأحمر العزيمة، والأخضر الفاتح يرمز للفخر، أما عن اللون البني الفاتح فيعكس لون الأرض، والأصفر العلم، أما اللون البرتقالي فيُقصد به الإبداع، واللون الوردي الباهت يرمز إلى الدفء، والفستقي الباهت على الإصرار.
الوطني والتأسيس
ويكمن الفرق بين اليوم الوطني ويوم التأسيس، هو أن اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، جاء بعد الإعلان التاريخي للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، -رحمه الله-، عن توحيد البلاد المباركة تحت راية «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وهو يوم الوطن الذي أطلق فيه الملك المؤسس اسم «المملكة العربية السعودية» على أرجاء البلاد، وكان بعد جهاد استمر 32 عاما، أرسى خلالها قواعد هذا البنيان على هدى كتاب الله الكريم وسنة رسوله الأمين -صلى الله عليه وسلم-، سائراً في ذلك على نهج أسلافه من آل سعود.
وارتسمت على أرض المملكة العربية السعودية ملحمة جهادية، تمكَّن فيها الملك عبدالعزيز آل سعود، -رحمه الله-، من جمع قلوب أبناء وطنه وعقولهم على هدف واعد نبيل، وبتوفيق الله وبما حباه من حكمة وصل الملك عبدالعزيز آل سعود إلى إرساء قواعد وأسس راسخة لوطن الشموخ، قادته لنشرْ العدل والأمن ممضياً من أجل ذلك سنين عمره.
شخصيتان تاريخيتان
ويرتبط اليومان بشخصيتين تاريخيتين «بينهما نحو قرنين من الزمان» جاءا في وقت كانت تشهد فيه شبه الجزيرة العربية فوضى سياسية وفرقة وتشتتا، فقاد كل منهما البلاد في عصره من الفوضى إلى الاستقرار، ومن التشتت إلى الوحدة، ليؤسسا دولة دستورها القرآن الكريم وسنة رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-.
إجازة رسمية
وتعدُّ كلتا المناسبتين إجازة رسمية، وتم إقرار إجازة اليوم الوطني 23 سبتمبر لأول مرة عام 2005، بموجب أمر ملكي، من الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، فيما سيتمتع السعوديون بإجازة «يوم التأسيس» للمرة الأولى العام الجاري 2022، بموجب الأمر الملكي الصادر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
أمر ملكي
أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أمرا ملكيا، بأن يكون يوم «22 فبراير» من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية، باسم «يوم التأسيس»، ويصبح إجازة رسمية، وأشار إلى أن اختيار هذا التاريخ يعود إلى أن «منتصف عام 1139هـ الموافق لشهر فبراير/ شباط من عام 1727 هو بدء عهد الإمام محمد بن سعود، وتأسيسه للدولة السعودية الأولى».
نظرة مستقبلية
بدأ تأسيس الدولة السعودية الأولى مع تولي الإمام محمد بن سعود حكم الدرعية، منتصف عام 1139هـ «22 فبراير/ شباط 1727»، وكان عمره آنذاك 30 عاما «ولد في الدرعية عام 1697» وإبان تلك الفترة كانت شبه الجزيرة العربية تشهد فوضى سياسية، وكانت بلدانها وأقاليمها في فرقة وتشتت ودائمة القتال والحروب فيما بينها. ورغم صغر سنه، فإنه كان لديه حس إداري ونظرة مستقبلية لإنشاء حضارة تزدهر عبر القرون، فرفع شعار الوحدة، وبدأ بمدينته «الدرعية» ووحَّد شطريها، وجعلها تحت حكم واحد، بعد أن كان الحكم متفرقًا بين مركزين لها.
البناء والوحدة
ومع بداية عهده، بدأ مرحلة جديدة في شبه الجزيرة العربية، ووضع لبنة البناء والوحدة التي وحد معظم أجزائها، وأصبحت الدرعية عاصمة لدولة مترامية الأطراف.
وتوالت الإنجازات في عهد هذه الدولة ومنها: نشر الاستقرار في الدولة، التي شهدت استقرارًا كبيراً وازدهارًا في مجالات متنوعة، والاستقلال السياسي وعدم الخضوع لأي نفوذ في المنطقة أو خارجها، وخلال عهد الإمام محمد بن سعود، الذي تُوفي عام 1765 ومن بعده من الأئمة أصبحت مدينة الدرعية عاصمة لدولة مترامية الأطراف، ومصدر جذب اقتصاديا واجتماعيا وفكريا وثقافيا، وهاجر كثير من العلماء إلى الدرعية من أجل تلقي التعليم والتأليف، الذي كان سائدًا في وقتها، ما أدى إلى ظهور مدرسة جديدة في الخط والنسخ.
العمق الحضاري
لا يتعارض «يوم التأسيس» مع اليوم الوطني، فـ«يوم التأسيس» هو اليوم الذي نشأت فيه الدولة السعودية الأولى، قبل نحو 3 قرون، أما اليوم الوطني فهو ما يوافق تاريخ تسمية البلاد بالمملكة العربية السعودية قبل نحو 9 عقود، وأضحى «يوم التأسيس» إجازة رسمية، بموجب أمر ملكي، وأوضح الأمر الملكي أن هذا الأمر يأتي «اعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون» وهو أمر أعاد بموجبه الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إبراز العمق التاريخي والحضاري للمملكة، لتتعرف الأجيال الحالية على الجذور التاريخية لبلادهم، ويتعرف العالم أجمع على مدى عراقة الدولة السعودية وحضارتها العظيمة.