حين نقِف اليوم كمواطنين نعيش في هذا البناء الراسخ الشامخ الممتدّ العريض، ننعَم فيه بالثبات والأمان والاستقرار والازدهار، لم ولن يغيب عن ذاكرتنا فضلُ من قامَ بتأسيسه وتكوينه. نعم إنّهم أولئك الأبطال الأوائل، أئمّة التأسيس، ملوك الدولة السعوديّة الأولى والثانية والثالثة، بدءاً من الإمام محمّد بن سعود، ثُمّ أبنائه للدولة السعودية الثانية، فمؤسس الدولة السعوديّة الثالثة الملِك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وأبناؤه، مؤسسين وحاملين لراية التوحيد، ولهُم يعود الفضل في بناء هذه الدولة العظيمة التي ننعم بالعيش بها والانتماء لها.
جاهدوا واجتهدوا في توحيد خطوات التغيير للحياة الأفضل، وأخرجوا البلاد من عصور البدائيّة والتخلّف إلى رحاب عقيدة راسخة واكبت الزمن بالعلم والعمل والبناء والاهتمام بتأسيس الدولة والإنسان، فنهضت المملكة العربيّة السعوديّة في مُدّة قصيرة من عمر التاريخ، لتّتخذ مكانةً وقيادة مسؤولة في مصافّ الدّول المتقدمة. فلمْ يكن التأسيس حلماً عابراً لرجالات الدولة الأولى والحديثة، بل كان النظر أبعد وأعلى وأسمى، كانت الغاية العظمى توحيد ودمج تلك القبائل والأطياف في هذه الأراضي الشاسعة واستخراج أقصى إمكانات الأرض والإنسان لإعمار تلك الأرض بالإنسان.
كانت هيَ الغاية.. وتحقّقت الغاية
دولة حديثة موحّدة تضمّ المدن الحديثة والقرى البعيدة، تحتَ مواطنةٍ واحدة موحّدة، على اتساع هذا المحيط الصحراوي الشاسع تحوّل إلى المدنيَة الحديثة محافظا على عقيدته وإرثه العريق التاريخي الممتدّ من تراث وموروث وثقافة وتاريخ وحضارة. طُرُق حديثة ومدارس وجامعات ومستشفيات ووزارات وقطاعات متعددة المهام والمسؤوليات، تطوّر لا يلين ولا يستكين، بل يكبُر ويتعاظم، بدأ باستخراج الزيت قبل مائة عامّ.. إلى الرؤية الحديثة والقيادة الذكيَة الفذّة المعاصِرَة في رفاهية الأرض مع الحفاظ على مقدراتها، وخدمة المجتمع السعودي، الذي يعيش عليها ويحمل رايتها وهوّيتها بعلامة فارقة سعودية، تحمل راية الإسلام والنخلة والخيل العربية والصقر والسوق والدكان والزي والكرم والحزم والعزم.
حفظ الله لنا مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسيدي ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وولاة أمرنا جميعا.
قادة اليوم حمَلة الراية امتداد لذلك التاريخ العظيم
ملوك اليوم أحفاد أئمَة التأسيس
وهذهِ الأسود مِن تلِك الأسود
رئيسة أمناء مجلس المنطقة الشرقية للمسؤولية الاجتماعية