DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
national day
national day
national day

«التشكيلي مداوي»: المدرسة الواقعية تلامس طبقات المجتمع من النقاد والمتذوقين

«التشكيلي مداوي»: المدرسة الواقعية تلامس طبقات المجتمع من النقاد والمتذوقين
دائما ما يتأثر الفنان التشكيلي ببيئته المحيطة بصورة مباشرة أو غير مباشرة، فالبعض يأخذ هذا التأثير ليحوله إلى صورة تعكس الواقع وتحاكيه، والآخر يوظف هذا التأثير بعقله اللاواعي، الفنان التشكيلي حسن مداوي ابن بيئته، تأثر بمنطقة الجنوب وتحديدا النماص التي وُلد ونشأ فيها، ويتميز بأعماله الواقعية التسجيلية التي شهدت إقبالا واسعا في معرضه الشخصي الأخير «قصر ثربان»، لأن أعماله تحاكي بيئة القرى في جنوب المملكة، ولامست المتلقين بمختلف فئاتهم وتخصصاتهم، يحكي في حواره تجربته الفنية الواقعية وتأثير بيئته عليها، ودور الفنان التشكيلي في نقل ثقافة بلده والحفاظ وتوثيق التراث العمراني.
الحركة الفنية بالمملكة تنقصها المتاحف المتخصصة وإدارة جيدة للفنون التشكيلية
ألتقط في لوحاتي الزاوية التي أرى فيها الجمال لتوثيق ملامح الطبيعة والعمران
الفنان الصادق يمكنه نقل الصورة الحقيقية لوطنه
- كيف أثرت بيئة «الجنوب» في أعمالك؟
الفنان بطبيعته ابن بيئته، فالشخص يتأثر بالمحيط الذي وُلد ونشأ فيه، فأنا وُلدت في محافظة النماص وأريافها، ولم أخرج منها إلا في عمر العشرينيات، وبعدما انتقلت للدراسة في الرياض، ثم إلى الجبيل الصناعية للعمل، وما زلت في كل إجازة أرجع إلى مسقط رأسي، وما زلت أتأثر فيها من خلال التأمل في الصخور والجبال والشجر والأفق البعيد، وبالتأكيد كل هذه العناصر تؤثر في عين الفنان.
- هل تُعد أعمالك «خصوصا الواقعية التسجيلية» بمثابة توثيق تراثي أو عمراني؟ بالتأكيد، خصوصا أن اللوحة أرسمها بناء على لقطة خاصة بي، بحيث ألتقط الزاوية التي أرى فيها الجمال، وذلك لتوثيق أشهر ملامح الطبيعة، وأوثق العمران التراثي القديم للقرى، كما أني عندما أرى ملامح الحداثة على القرى القديمة، أجد أنها صنعت نشازا جماليا وتشويها بصريا مع الطبيعة، لذلك أحاول إزالة أي شوائب كي تظهر البيوت بجمالها وطبيعتها كما أراها أنا في لوحاتي.
- كيف أثرت ملامح الحداثة العمرانية في التراث العمراني في الجنوب؟
مع كثرة التأمل، أرى أن البيوت القديمة تشكل اتساقا مع الطبيعة، كما أن الإنسان القديم استطاع أن يتعايش مع هذا الجمال من حوله أفضل من الإنسان الحديث الذي استخدم عناصر دخيلة، فكان هناك تعايش جميل مع الطبيعة والبيئة، فنرى الصخرة جزءا من بناء البيت، وكانت البيوت تنبت من الأرض وتخضبت بألوانها، ما يصنع جمالا، فالعناصر الحديثة في البناء دخيلة على العمارة وحتى العادات والتقاليد للبناء والمعمار، وللأسف لم يستعينوا بالنمط المعماري القديم في تطويره ليناسب الحياة الحديثة.
- حدثنا عن اهتمامك بـ«قصر ثربان»، خصوصا أن معرضك الشخصي الأول كان تحت اسمه.
قصر ثربان من أشهر المعالم في النماص، وهو قصر الشيخة والإمارة للمنطقة، بُني قبل نحو 187 عاما وشاركت كل القبائل في بنائه، كما أنه يُعد مقر الحكم وامتدت منطقة حكمه إلى بيشة، وأكثر ما يميز القصر أسلوبه المعماري القديم، كما أنه تم ترميمه بشكل صحيح، فالبعض رمموا منازلهم بالأسمنت فحكموا عليها بالإعدام، أما القصر فتم ترميمه عن طريق شركة متخصصة في الآثار، واختياري له كثيمة جاء كونه معبرا عن المنطقة والمعلم الأول فيها.
- نلاحظ أن بعض أعمالك مكسوة باللون الأزرق أو البنفسجي ودرجاته، ما سبب ذلك؟
من يتأمل الصخور في منطقة الجنوب، يلاحظ هذه الألوان في جزئيات وحبيبات من الصخور، وحينما يغسل المطر هذه الصخور تظهر هذه الدرجات والألوان ونرى المشهد بهذا النقاء، كما أنه تم استخدام اللونين كنوع من التعبير عن الحلم أو حتى للتعبير عن القدم، وأرى أنه من الجميل أن يضع الفنان بصمته سواء بتنقية المشهد الذي يرسمه أو حذف وإضافة أي عنصر يضيف جمالا بحسب رؤيته.
- ما الرسالة التي تسعى إلى إيصالها للمتلقي من خلال أعمالك؟
أولا: بلدنا زاخر بالمناطق الجميلة وتستحق الزيارة والاستمتاع بأجوائها وطبيعتها، ثانيا: رسالة لأهالي المنطقة، أن يعودوا إلى الجمال الشعبي القديم وجمال المباني التراثية في معمارهم، والحفاظ على المدرجات الزراعية، وأن يحافظوا على هذا التراث الجميل، لأنها ليست ثروة للشخص نفسه فحسب وإنما ثروة للمنطقة كلها، فلو أن كل منطقة وكل قرية وأصحاب كل بيت قديم يرممونه بطريقة صحيحة، فسنكون في مصاف الدول السياحية التي يقصدها الناس لوجود جمال مغاير، فكل هذه العناصر تمثل مكتسبات للجميع.
- ما دور الفنان التشكيلي في تصدير الثقافة المحلية؟
الفنان يمثل الصورة الحضارية لمنطقته ومجتمعه، وهو الذي يظهر صورة مكانه وبلده، وإذا تقبله مجتمعه ستتقبله المجتمعات الأخرى كونه استطاع أن يعبر عنهم وعن طبيعتهم، وشخصيا خلال مشاركاتي الدولية وجدت أن المتلقي شعر بأني جلبت منطقتي له، وخصوصا أن معرفتهم محدودة بأن المملكة «صحراء» ولم يتوقعوا وجود المناطق الجبلية والريفية وغيرها من الأعاجيب، وبالرغم من انتشار الوسائل الحديثة إلى أن هذا يؤكد أهمية دور الفنان في التعريف ببلده ومجتمعه، ولا يزال بلدنا بحاجة إلى الكثير من التعريف لأنه غني جدا بالثقافات والثروات، فالفنان الصادق مع بلده وطبيعته سينقل الصورة الصادقة للآخرين.
- حدثنا عن معرضك الشخصي كونه يمثل تجربتك الأولى بعد العديد من المعارض الجماعية.
المعرض الشخصي مهم جدا لكل فنان، لأنك تعرض فيها تجاربك ليطلع عليها الآخرون من فنانين ومثقفين ومحبين للفن التشكيلي، وتجد انطباعاتهم وتعليقاتهم ليعرف الفنان من خلالها موقعه وإلى أين يذهب.
- ما الذي يميز المدرسة الواقعية؟ وهل لك تجارب أخرى غيرها؟
أعمل على تجارب أخرى، وعندما يكتمل العدد المطلوب سأعرضها بإذن الله، أما المدرسة الواقعية فهي تلامس جميع طبقات المجتمع من النقاد والمتذوقين إلى من لا يفقهون الفن التشكيلي، وأعتقد أن رسالتها واضحة وصريحة يراها أي شخص وتلمسه.
- تم اقتناء أعمالك من قبل جهات حكومية وأفراد.. ما العامل المشترك بين الأعمال المقتناة؟
أغلبها أعمال من الفن الواقعي، وتوجد بعض الأعمال من أسلوب آخر أعمل عليه وهو من الأساليب الحديثة، وغالبا يتم اقتناؤها بشكل سريع لأن أغلب المقتنين يهتمون بالعمل الفني الحديث، وبشكل عام أنا أرسم الأسلوب الذي يشعرني بالارتياح، ولا أرسم لمجرد أن تقتنى اللوحة، ولكن في حال تم اقتناؤها لا مانع من ذلك، وأرى أن التوجه للاقتناء مهم جدا، وخصوصا من قبل الجهات الرسمية التي تحفظ اسم الفنان وتاريخه وكون هذه اللوحات تمثل جزءا من ثقافة البلد.
- ما الذي ينقص الحركة الفنية التشكيلية في المملكة؟
تنقصها إدارة جيدة للفنون التشكيلية، ومتاحف تهتم بالفن التشكيلي وتجمع أعمال الفنانين، ولا ننسى الفنان نفسه إذ عليه أن يركز مجهوده على أعماله وتحسين منتجه، وأن يراعي فيه جودة الخامات وجودة العناصر، والبحث والاطلاع والقراءة على الثقافة الفنية العالمية والمحلية، والحفاظ على الأصول الفنية الأساسية، لأن الفن التشكيلي فن مهني وثقافي، فيجب أن يشتغل على المهنية والثقافة والمهارة.
تراثنا الوطني الجميل ليس ثروة للأشخاص فحسب.. وإنما للمنطقة كلها