البيئة تعاني الجفاف وشح الأمطار في جميع المناطق. سيؤثر هذا على هبوط مناسيب المياه الجوفية المتجددة. وستجف معظم الآبار التي ما زالت صامدة. ما الحل الإستراتيجي مع كل هذه الأوضاع السلبية؟
نقف متفرجين على موت الغطاء النباتي المحلي. وهذا شجر العرعر كمثال يموت بشكل جماعي وطبيعي دون حراك لصالحه. غاباته تنقرض. هل يعني هذا في النهاية عدم اكتراثنا بالأمطار كمصدر مستدام لتغذية المياه الجوفية؟ نواجه وضعا مائيا حرجا. بجانب تعاظم انحباس المطر، احتياجاتنا المائية تتعاظم. لم يعد هناك غطاء نباتي كاف يساعد البيئة على صيد واستحلاب السحب. تعبر دون أن تمطر. شروط تحقيق هبوط المطر البيئية تآكلت. الحل ما زال بأيدينا.
هذا المقال يعزز مقالي الأسبوع الماضي، بتاريخ (16 فبراير 2022) بعنوان: [دفاع عن شجيرة البرسوبس الخضراء العظيمة]. وجاءت كنتيجة فورة الاحتجاجات بالمغالطات المتشنجة من أعداء حق الحياة لهذه الشجيرة. ينادون باجتثاثها من جميع أنحاء المملكة بحجج واهية وغير صحيحة. مغالطات لا تراعي أهميتها ودورها وتميزها عن باقي الأشجار المحلية.
أصبحت الأشجار المحلية أساس المشكلة البيئية، وليست الحل. شيء محير أن نجتث نبات البرسوبس الأخضر والسريع الانتشار، والمقاوم لأقسى أنواع الظروف البيئية صيفا وشتاء. شجيرة البرسوبس عظيمة وتحتاج لعقول ترتقي لمستوى نجاحها البيئي. شجيرة أو كما يحب البعض بتسميتها (شجرة)، تحمل الحل المناسب أمام موت الشجر المحلي. بكل وضوح أدعو إلى إحلالها محل (شجر العرعر) الذي انقرض من الوجود في بعض مناطق الدرع العربي.
ما يهمنا هو الغطاء النباتي الأخضر وأهميته لاستحلاب السحاب ماء نحن بحاجة متزايدة إلى غزارته.
الظروف البيئية والمناخية لنمو الشجر المحلي بشكل طبيعي لم تعد متوافرة. الهدف الذي أطرحه هو جزء من مشروعي لإنقاذ المستقبل من العطش. شجر البرسوبس الأخضر هو البديل الذي يجب نثر بذوره بالملايين بالطائرات على جبال الدرع العربي الجرداء وعلى أوديتها وفي الصحاري والسهول.
n ليس عيبا أن نستبدل الأشجار المحلية التي تأقلمت عبر القرون على مناخ لم يعد متوافرا. فشلت في الصمود أمام التغيرات البيئية والمناخية المستجدة. لماذا التعصب لهذه الأشجار المحلية التي تموت واقفة معلنة عجزها واستسلامها.
شجر البرسوبس يحمل الحل للأزمان القادمة المختلفة في معطياتها البيئية والمناخية عن الأزمان السابقة. لتكن محور إنقاذ المستقبل من العطش. علينا إحلالها محل أشجارنا المحلية العاجزة. البرسوبس هي الحل الناجح والناجع. لديها القدرة على التكيف مع جميع المتغيرات المناخية والبيئية. أمامنا فرصة ذهبية لاستثمار هذه الشجرة الخضراء وتوظيفها لخدمة البيئة، وخدمة الإنسان، وخدمة متطلبات الحياة المساندة الأخرى.
شجرة البرسوبس تحمل الحل البيئي المناسب في ظل تخلي النباتات المحلية عن الحياة. فهذا شجر العرعر يموت في مناطقه بشكل طبيعي، وهذا شجر السدر، وهذا شجر الطلح، وحتى أشجار الزيتون البرية تموت هي الأخرى مع بقية أشجار الغطاء النباتي في جميع مناطق المملكة.
شجرة البرسوبس قدمت نفسها بنجاح كبديل. لماذا نستبعدها ونجور عليها ونحكم عليها بالإعدام، لصالح شجر محلي عاجز، لم يستطع الصمود أمام التغيرات المناخية والبيئية؟ المستقبل لشجرة البرسوبس. لنمكنها في البيئة منفعة للوطن وأجياله. إنها الشجرة الصالحة لكل أرجاء الوطن. لنجعلها الشجرة السعودية الأولى.