تحتفل المملكة العربية السعودية هذه الأيام بذكرى يوم التأسيس للدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود، فتأخذنا الاحتفالية لقراءة ماضي الجزيرة العربية والصراعات التي عاشتها، وما واجهه حجاج بيت الله الحرام في رحلاتهم من عمليات سلب ونهب لقوافلهم، مما انعكس سلبا على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية بمكة المكرمة نتيجة لانخفاض أعداد الحجاج.
وفي بحثه بعنوان (إدارة مكة المكرمة في عهد الدولة السعودية الأولى)، تحدث الدكتور عبدالله بن محمد المطوع عما شهدته مكة المكرمة قائلا: «بعد ضم الطائف للدولة السعودية الأولى وإصدار الإمام عبدالعزيز عام (1217هـ/ 1802م)، أمرا بتعيين المضايفي أميرا على الطائف، وبعد أن قضى الحجاج مناسكهم، سار سعود بالجموع فنزلوا المغاسل وأحرموا منها بعمرة، وفي مكة غادر الشريف غالب إلى جدة، وتركها لأخيه عبدالمعين بن مساعد بعد أن رأى عدم مقدرته على مقاومة هذا الجيش، وعندما وصول سعود إلى مكة، أعلن عبدالمعين استعداده لتسليم مكة على أن يبقى في شرافتها، فوافق سعود على ذلك ودخل مكة محرما في يوم السبت الثامن من محرم (1218هـ/ 1803م)، وأعطى أهلها الأمان وبذل فيها من الصدقات والعطاء لأهلها»، ونصت الرسالة على ما يلي: «السلام على من اتبع الهدى، أما بعد.
فأنتم جيران الله وسكان حرمه، آمنون بأمنه، إنما ندعوكم لدين الله ورسوله (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون)، فأنتم في وجه الله ووجه أمير المسلمين سعود بن عبدالعزيز، وأميركم عبدالمعين بن مساعد، فاسمعوا له واطيعوا ما أطاع الله والسلام».
ومثلت هذه الرسالة الضمان لأمن سكان مكة المكرمة وحجاج بيت الله الحرام بعد معاناتهم من غياب الأمن والاستقرار.
@ashalabi1380