وبعد هاتين المرحلتين جاء فجر جديد وعهد مشرق، ففي عام 1319 هجري (1902م) قيض الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- ليؤسس ويعيد بناء الدولة السعودية الثالثة، ويوحدها من جديد باسم (المملكة العربية السعودية) عام 1351 هجري (1932م). تلكم الثلاثون سنة كانت حافلة بالإنجازات والبطولات تحت قيادة حكيمة من أجل توحيد الصف لتنعم هذه البلاد بالأمن والرخاء والازدهار إلى يومنا هذا.
وهنا نحن اليوم نعيش هذا الامتداد التاريخي العريق بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه-، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد -حفظه الله ورعاه-، حيث تشهد المملكة تطورات مذهلة ونقلات نوعية في كل المجالات والأصعدة وفق رؤية (2030).
ويأتي «يوم التأسيس»، الذي يوافق (22 فبراير) من أجل الامتنان لله على نعمة الوحدة والاستقرار والأمن، والاعتزاز بالجذور الراسخة للدولة السعودية، والارتباط الوثيق بين المواطنين وقادتهم، والاعتزاز أيضا باستمرار الدولة السعودية واستعادتها لقوة جذورها وقادتها، وكذلك الوحدة الوطنية للمملكة العربية السعودية، التي أرساها الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-.
وقد أطلق على الهوية البصرية لـ«يوم التأسيس» شعار «يوم بدينا» لتعزيز القيم والمعاني المرتبطة بهذه المناسبة الوطنية المميزة، وترسيخ الاعتزاز بالإرث الثقافي والاجتماعي لهذه الدولة ومجتمعها. كما يظهر في منتصف الشعار أيقونة «رجل يحمل راية» وهي تشير إلى بطولات رجال المجتمع السعودي، والتفافه حول الراية. ويحيط بأيقونة الهوية أربعة رموز هي: التمر الذي يدل على النماء والحياة والكرم، وأيضا المجلس الذي يعبِر عن الوحدة والتناغم الثقافي المجتمعي، وبالإضافة إلى الخيل العربي وهو العنصر الذي يعرض فروسية وبطولة أمراء وشجعان الدولة، وهناك رمز السوق وفيه إشارة إلى الحراك الاقتصادي والتنوع والانفتاح على العالم.
وها نحن ما زلنا بعد ثلاثة قرون من العمل والبذل والجهد والتضحية نعيش في الأمن والنهضة والتطور، ودورنا تجاه هذا الوطن الغالي يكمن في أن نشكر الله أولا، ثم نعمل بتفانٍ وفخر من أجل المحافظة على مكتسبات وإنجازات مملكتنا العزيزة.
abdullaghannam@