DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

أزمة أوكرانيا تشكل خطرا على صداقة بوتين مع تشي

رغم التقارب الصيني الروسي والتوافق بينهما إزاء العديد من القضايا الدولية

أزمة أوكرانيا تشكل خطرا على صداقة بوتين مع تشي
أزمة أوكرانيا تشكل خطرا على صداقة بوتين مع تشي
التقرير اعتبر أن السياسة الخارجية الأمريكية أوجدت أرضا مشتركة بين الصين وروسيا (رويترز)
أزمة أوكرانيا تشكل خطرا على صداقة بوتين مع تشي
التقرير اعتبر أن السياسة الخارجية الأمريكية أوجدت أرضا مشتركة بين الصين وروسيا (رويترز)
رغم التقارب بين الصين وروسيا والتوافق بينهما إزاء العديد من القضايا الدولية، لا يعني هذا تطابق وجهات النظر بين البلدين، حيث تؤيد بكين موقف موسكو الرافض لتوسع حلف شمال الأطلسي وضمه لأوكرانيا، إلا أنها في الوقت نفسه، ترفض تدخل روسيا في الأراضي الأوكرانية واعتراف موسكو بالجمهوريات الانفصالية في المنطقة.
وقد أعلن الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والصيني تشي جين بينج وهما يقفان جنبا إلى جنب قبل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين في وقت سابق من الشهر الجاري -وهو لقاء يحمل الكثير من الدلالات المهمة للزعيمين، اللذين أبقيا على علاقتهما الدبلوماسية افتراضية خلال تفشي جائحة كورونا- عن صداقة «بلا حدود»، ومع ذلك فإن البيان الموسع، الذي وقّعاه بشأن مجالات الاتفاق، لم يذكر قضية واحدة، حيث لم يشمل البيان الذي يتألف من أكثر من 5 آلاف كلمة عن الازدهار الدبلوماسي والحماس الأيديولوجي، كلمة أوكرانيا على الإطلاق.
الأزمة الراهنةوقالت الكاتبة الأمريكية كلارا فيريرا ماركيز في تقرير نشرته وكالة «بلومبرغ» للأنباء: إن الحكام المستبدين يساعدون بعضهم البعض، وقد اتخذت الصين حتى الآن جانب روسيا في الأزمة الراهنة مع الغرب. ودعمت بكين طلب موسكو بالحصول على ضمانات أمنية ملزمة من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، كما رفض إعلانهما المشترك أي توسع جديد للحلف، إلا أن هذا لم يكن دعما للقيام بمغامرة في دولة مجاورة، بالتأكيد ليس في عام يسعى فيه تشي إلى ولاية رئاسية ثالثة غير مسبوقة، ويحتاج إلى استقرار جيوسياسي وتعاف اقتصادي عالمي وعلاقات أفضل مع الغرب، وليس حربا أوروبية فوضية ونفط بسعر يصل إلى 100 دولار للبرميل.
ورأت ماركيز أن بوتين من خلال تجاهل الدبلوماسية بخطاب غاضب اعترف خلاله بجمهوريتين انفصاليتين شرق أوكرانيا وإرسال قوات وتمهيد الطريق لغزو شامل، يختبر حدود بكين، ويتعين عليه أن يخفض من مستوى توقعاته.
واعتبرت أن تقارب الصين مع روسيا حقيقي، واقتصاداتهما متكاملان، حتى إذا كانت روسيا تمثل مجرد جزء من تجارة الصين، وقد أصبحت العلاقات الاقتصادية والعسكرية بينهما أوثق، حيث أوجدت السياسة الخارجية الأمريكية أرضا مشتركة بينهما، وقد تجاوزت الدولتان بالفعل عقبات في علاقتهما في آسيا الوسطى والقطب الشمالي وبشأن جهود بكين للتخلص من انبعاثات الكربون، التي لحسن حظ ستستمر روسيا في استخدام الغاز لبعص الوقت، وتدرك القيادة الصينية جيدا أهمية الدعم الروسي لها في قضايا مثل تايوان.جوهر سياسةإلا أن قضايا قليلة للغاية تهم بكين بنفس قدر مبدأي عدم التدخل ووحدة الأراضي، وهما مهمان في مطالبتها بالسيادة على تايوان والتبرير الرسمي لعمليات القمع في هونج كونج، وجوهر سياستها الخارجية، ولم تؤيد الصين مطلقا بشكل علني ضم روسيا لشبه جزيرة القرم أو إجراءاتها في شرق أوكرانيا أو اعترافها باستقلال جمهوريتي ابخازيا وأوسيتيا الجنوبية في القوقاز.
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي لمؤتمر ميونخ للأمن خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية «يجب احترام وحماية سيادة الدول واستقلالها ووحدة أراضيها»، وأكد أن «أوكرانيا ليست استثناء».
ولم يمثل أي من ذلك مشكلة، عندما كانت روسيا تطلق فقط تهديدات عسكرية وتغالط التاريخ، مما سمح للصين، التي تمارس الأمرين، لتظهر بمظهر المؤيد للدبلوماسية وتعاقب أولئك الذين «يثيرون الذعر»، إلا أن اتخاذ موقف بشأن شن حرب هو أمر آخر، خاصة عندما فوجئ مسؤولو بكين بالتغير الذي أصاب الزعيم الروسي الشرس، الذي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، وفي نهاية الأسبوع، أعرب وانغ عن تأييده لاتفاق مينسك للسلام المبرم عام 2015 كحل للأزمة الأوكرانية، إلا أن اعتراف بوتين بجمهوريتي لوهانسك ودونيتسك الشعبيتين المعلنيتن من جانب واحد بعد ذلك بأيام، ضرب هذا الاتفاق في مقتل، وكان هذا التطور محرجا بشدة للصين، خاصة بعد الشهر الماضي، عندما فوجئت الصين أيضا بإرسال تحالف تقوده موسكو قوات إلى كازاخستان لقمع الاحتجاجات هناك.
وهناك عوامل تزيد من تعقيد الصورة، ومنها أن بكين لن تغامر بتأييد حركات انفصالية، خاصة تلك التي تشكلت حول اللغة والعرقية، هناك مبدأ وحدة الأراضي.
ارتباط الأقلياتومن عوامل تعقيد المشهد، يقول تشن هاو هوانغ أستاذ العلوم السياسية بكلية «يال-ان يو اس» بسنغافورة: هناك أيضا قضية غرب الصين المتمرد، حيث ترتبط الأقليات بآسيا الوسطى عرقيا ودينيا، أكثر من ارتباطهم مع قومية «هان»، التي تشكل الأغلبية في الصين، وقيادة الحزب الشيوعي.
وكما يشير هوانغ، تعد هذه إشارة يمكن أن تعود لتطارد الحكومة.
وتقول ماركيز: إن روسيا ربما تكون قد تجنبت التصعيد خلال دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية في بكين، إلا أن عام 2022 ككل، يعد عاما حاسما بالنسبة للرئيس الصيني تشي، من أجل النجاح في المؤتمر الوطني الـ20 للحزب، لذلك فإن التسامح مع عدم الاستقرار أقل من أي وقت مضى، من خلال حشد دعم الصين ضد أي توغلات روسية جديدة، فإن المسؤولين الأمريكيين وحلفاءهم سيحسنون صنعا بالتأكيد على خطورة التداعيات الاقتصادية على مستوى العالم.
وعلى الرغم من ذلك، حذر مؤرخ الحرب الباردة سيرجي رادشنكو بجامعة جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة من أنه من السابق لأوانه اعتبار أن العلاقات الصينية الروسية انتهت، ورأى أن اتحادهما ضد الغرب لا يزال قويا، وأن أي أمر آخر يأتي في المرتبة الثانية.
واختتمت ماركيز تقريرها بالقول: إن الخطوط الحمراء للصين ستحدد على الأرجح استجابتها النهائية، وأشارت إلى أن خبراء الدعاية سوف يقرون رواية روسيا، كما يفعلون بالفعل، بمقالات افتتاحية مشابهة لتلك التي تصدر عن الآلة الإعلامية الرسمية في موسكو، التي تلقي باللائمة على «الاحتواء الشديد» من جانب واشنطن، الذي لم يترك لروسيا أي خيار. وسيستمر الدعم المالي أيضا لعدد قليل من المشروعات الكبيرة من كيانات أقل حساسية للعقوبات.