لدى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الإمكانات والوسائل لمنع غزو أوكرانيا والجنوح للحل السلمي، إذا أخلصوا للمبادئ وتخلوا عن تجارة المصالح ومبايع السياسة.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي قال إنه ناشد الحماية من 27 زعيما غربيا ديمقراطيا «لكن لا أحد يستجيب».
وليس صدفة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثعلب، يؤقت التهام الدول المجاورة على مجيء الديمقراطيين الأمريكيين، ويجنح للكمون في حكم الجمهوريين. لأن الجمهوريين كواسر وجريئون في المواجهة، فيما الديمقراطيون عشاق منابر و«هلاسون»، يكثرون الضجيج عن حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية في المقابلات التلفزيونية، ويستنكفون عن العمل في الميدان. لهذا احتل بوتين سوريا، وطوع جورجيا، والتهم شبه جزيرة القرم الأوكرانية 2014 وضمها لروسيا في عهد الغر باراك أوباما ووزير خارجيته الضعيف جون كيري اللذين انقطعا لخدمة مرشد إيران وإهدائه الاتفاق ورعاية ميليشياته. وردت إدارة أوباما على «العدوان» الروسي، آنذاك، بإغراق الفضاء ببيانات صحفية مهايطة وعقوبات صورية لم توجع بوتين ولم تسمن الأوكرانيين ولن تعيد القرم.
ويبدو أن بوتين كان ينوي التهام أوكرانيا، لكن عاجله مجيء الجمهوري دونالد ترامب عام 2016، فأجل خطته، ينتظر بتصبر ولهفة عودة «الأحباب» الديمقراطيين. وفعلا انتخب الأمريكيون الديمقراطي جو بايدن عام 2020. وكان بوتين أسعد الناس. ووزير خارجيته المحنك سيرجي لافروف ابتهج بتعيين انطوني بلينكن الضعيف جدا، وزيرا لخارجية أمريكا. والكرملين أكثر بسماع أن الرئيس السابق أوباما يدير البيت الأبيض عن بعد. فالدبلوماسية الأمريكية الآن في قمة ضعفها وتهالكها، مما شكل وقتا مناسبا ومفضلا لبوتين لالتهام أوكرانيا. وواضح أن بوتين كان مستعدا ويعرف أن خصومه عاجزون عن فعل أكثر من خطابات الإدانة وعقوبات يمكن تحملها وهو يتلذذ بـ «كعكة» أوكرانيا.
* وتر
الهاربون من الجحيم..
يهجرون مدنهم ونسائم الأوطان..
يلوذون بالحدود.. وآلام الغربة والعوز..
يسلمهم التيه إلى التيه
وتجار الحروب..
@malanzi3