كما أشاد سموه بالجهود التي يبذلها مركز الملك فيصل من أعمال علمية وثقافية في مجال حفظ التراث العربي والإسلامي، والعناية والاهتمام بنوادر المخطوطات، وتعزيز وتبادل المعارف الإنسانية والعلوم المختلفة بين المملكة والعالم، وأكد سموه أن جهود مركز الملك فيصل تأتي في إطار الاهتمام الدائم من قيادات المملكة بالتراث العربي والإسلامي وحمايته والمحافظة عليه، ويُعد هذا المعرض تعزيزاً للجهود التي تبذلها الدولة في هذا الجانب، مشيراً إلى أن المركز اكتسب على مدار أربعين عاما خبرة عالية جعلته في طليعة المراكز العلمية والثقافية التي تتسم بالجدية في الطرح العلمي، وتُسهم بشكل إيجابي في تحقيق الأبعاد الثقافية لرؤية المملكة 2030.
ومن جانبه، عبّر صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، عن شكره لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز، على رعايته المعرض وافتتاحه، مشيراً إلى أن كلمات سموه عن المركز والمعرض تعكس الدعم المتواصل من القيادة السعودية للمشروعات الثقافية، كما تعبّر عن رؤيتها المستقبلية لأهمية إبراز البُعد الحضاري والثقافي للمملكة من خلال التعريف بتراثها وتاريخها والحضارات الإنسانية التي نشأت على أرضها عبر العصور.
وقال سمو الأمير تركي الفيصل إن (متحف الفيصل للفن العربي الإسلامي) الذي تأسس في عام 1405هـ، يحتوي على مقتنيات متميزة من المخطوطات العربية والإسلامية الأصلية النادرة والفريدة. وأوضح سموه أن هذا المعرض يهدف إلى التعريف بأبرز المخطوطات والمطبوعات التي يمتلكها المركز، وتسليط الضوء على أقدمها وأندرها، وإبراز قيمتها، إلى جانب الهدف الفكري والثقافي للمركز في مجال المحافظة على التراث العربي والإسلامي والإنساني، والاهتمام بالنوادر والمآثر الفكرية الثرية، والعناية بالمخطوطات والوثائق، والسعي لإتاحتها أمام الباحثين والمختصين لتعميم الإفادة من هذه الكنوز التاريخية وما تختزنه من قيم علمية ومعرفية. وان المعرض سيكون احدى الوجهات الثقافية والسياحية في مدينة الرياض.
يُذكر أن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، تأسس في عام 1403هـ/ 1983م؛ ويُعد منبرًا علميًّا وفكريًّا وثقافيًّا يسعى، إلى جانب اهتمامه بالتراث العربي والإسلامي؛ لتبادل المعارف الإنسانية والعلوم المختلفة بين المملكة العربية السعودية والعالم، وذلك من خلال إنتاج الكتب التراثية والثقافية، والاهتمام بالتراجم، بالإضافة إلى إصدار المجلات الثقافية والمتخصصة، وإنتاج البحوث العلمية الأصيلة في مجالات الدراسات الأكاديمية، والعلوم الاجتماعية، والتراث العربي والإسلامي، كما يوفر المركز منصةً للباحثين والمؤسسات البحثية المحلية والإقليمية والعالمية، لتبادل المناقشات الفكرية والحوارات الثقافية، وتداول الدراسات الجادة، ونشرها على نطاق واسع لتعميم فوائدها العلمية والثقافية، ويضم المركز حالياً (178،500) مخطوطة أصلية ومصورة تتميز بالندرة والتفرد والقيمة التراثية الرفيعة التي تشكّل جزءًا مهمًّا من منجز التراث الإنساني بشكل عام. وقد اختار المركز من بين الكنوز التراثية التي يمتلكها (36) مخطوطة ومطبوعة نادرة لعرضها، وتم تقسيمها إلى (6) أقسام خلال هذه الدورة من معرض «أسفار» الذي يعكس حرص المركز على نشر المعرفة، وتمكين البحث العلمي، وحفظ التراث الإنساني، وإتاحته للمختصين حول العالم.
كما يضم متحف الفيصل للفن العربي الإسلامي (6) مجموعات متحفية متميزة هي: (مجموعة الملك فيصل التذكارية، مجموعة الفن العربي الإسلامي، مجموعة العملات والمسكوكات، وحدة الذاكرة السعودية، مجموعة الفنون التشكيلية، مجموعة تاريخ المركز)
ويفتح المعرض أبوابه للزوار من التاسعة صباحاً حتى التاسعة مساء من الأحد إلى الخميس.