حل مميز
وقالت استشاري طب الأسرة والأستاذ المساعد بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل د. ملاك الشمري إن العيادات الافتراضية، وفرت حلا مهما للكثير من المرضى، بعد استحداث تخصص telemedicine أو «التطبيب عن بعد» باستخدام التكنولوجيا المتاحة، للاستشارات بين الأطباء في المستشفيات والمراكز الطرفية ضعيفة الموارد مع غيرها من المستشفيات التخصصية والمركزية، وبعدها تطورت لخدمة المريض نفسه وهو في بيته أو عمله للحصول على استشارة طبية، مما رفع من مستوى الرضا عند المراجعين.
وأضافت: قد لا تخدم هذه النوعية من الاستشارات، الكثير من الأعراض التي قد تستجد على المريض، إلا أنها تعد خيارات مميزة، فيما يخص المتابعات الدورية للاعتلالات المزمنة والمتابعات قصيرة أو طويلة المدى.
وأشارت إلى أن تطبيق هذا النوع من الخدمة، يواكب التطور الحالي في مجالات التواصل الافتراضي، ويقلل من الوقت المستقطع من الحياة العملية للمتابعات الدورية، ويحافظ على الوقت، ويرفع من مستوى الخدمة ورضا المراجعين.
نقلة نوعية
وذكرت استشاري الأمراض المعدية د. حوراء البيات أن هناك نقلة نوعية في مجال خدمة المرضى، خصوصا في المستشفيات المركزية والتخصصية التي تخدم أعدادا كبيرة من المراجعين من مختلف مناطق المملكة، بالغين وأطفالا وكبار سن، مشيرة إلى أهمية استمرارية العيادات الافتراضية، لخدمة شريحة كبيرة من المرضى، ككبار السن الذين يضطرون للانتقال إلى العيادات لإعادة صرف العلاج أو حتى لأي فئات أخرى ممن هم مصابون بالأمراض المزمنة أو من يجدون صعوبة في التنقل لظرف البعد المكاني. وأكدت أهمية استمرارية العيادات لهذه الفئات بتوفير اتصال مرئي مع ضمان وصول الأدوية عن طريق شركات النقل دون تأخير.
تخفيف الازدحام
وأوضحت استشاري الأمراض الباطنية بمستشفى الملك فهد الجامعي في جامعة الإمام عبدالرحمن د. عائشة العصيل أن العيادات الافتراضية والاستشارات الطبية عن بعد، والتي فرضت في القطاع الطبي أثناء الجائحة، وفرت حلولا مهمة لخدمة المرضى، من بينها تخفيف الازدحام وجودة الخدمة.
وقالت: العيادات الافتراضية ليست مستحدثة بل لها تاريخ، وبدأت الكثير من دول العالم في تطبيقها قبل الجائحة، وكانت نتائجها ممتازة من حيث الخدمة ورضا المرضى واستمرارية التواصل مع المراجعين، والمتوقع أن تواصل العيادات الافتراضية في بعض التخصصات التي لا تتطلب حضور المريض، كفحصه وأخذ العلامات الحيوية، وتجديد الأدوية، ومعرفة نتائج التحاليل.
وقالت أخصائية علم أمراض الدم بمستشفى الملك فهد الجامعي د. حنان الدعيلج: إن تفعيل العديد من العيادات الافتراضية وتقديم الكثير من الاستشارات عن بعد، كان له دور كبير جدا في ضمان استمرار الخدمات الطبية ورعاية المرضى وتوفير الوقت والجهد خصوصا للمراجعين الذين قد يصعب حضورهم للعيادة إما بسبب بعد المسافة أو عدم ملاءمة الظروف كالعمل أو الدراسة، مع وقت موعد العيادة أو في بعض الحالات لصعوبة توفر مرافق مناسب لإحضار المراجعين الذين هم بحاجة إلى مرافق كصغار السن وذوي الإعاقة. وبالتالي فإن الاستشارات الافتراضية سهلت وصول الخدمات إلى شريحة كبيرة من المرضى الذين هم في حاجة حقيقية وماسة لها، كما لوحظ أن العيادات الافتراضية حققت ارتفاعا في نسب الالتزام ومتابعة المواعيد من قبل المرضى.
فرص أفضل
وأوضحت الأستاذ المساعد بقسم طب الأسرة والمجتمع د. غادة اليوسف أن العيادات الافتراضية جاءت في بداية الجائحة، وبالتحديد في فترة حظر التجول كحل مؤقت، يساعد المريض للوصول للرعاية الطبية عند الحاجة وشهدت إقبالا عليها في تلك الفترة. ويعد تقبل المريض أمرا بالغ الأهمية لاستمراريتها وتفعيل خدماتها بشكل أفضل، مشيرة إلى مساهمتها في توفير فرص الرعاية الصحية أكثر كفاءة وأفضل تنسيقا، خاصة ما يتعلق بالكشف الدوري للحالات المزمنة وكبار السن.
وقالت: قد تفتقر الزيارات الافتراضية إلى الفحص الشخصي، مما قد يعيق أحيانا التشخيص الدقيق. لكن الفائدة المرجوة منها وتقبل المرضى لها يدعم استمراريتها ولو بدمجها مع العيادات الاعتيادية بداخل المراكز الصحية.