وإذا سألك طفلك كيف الله يرانا؟ فتجيبه: الله أعلى منا بكثير، لذلك فهو يرانا كلنا في وقت واحد، مثل الذي يصعد إلى سطح العمارة (ولله المثل الأعلى)، فهو يرى كل الناس في الشارع وهم لا يرونه، فالله سبحانه يرانا ونحن لا نراه، وإذا سألك لماذا لا نراه نحن؟ فتجيبه: إن الله من نور ونور الله عظيم ولا نستطيع رؤيته الآن، لأن بصرنا الآن ضعيف لا يستطيع أن يرى نور الشمس، فكيف بنور الله العظيم، ثم اصحبه إلى النافذة لينظر للشمس فيكتشف أنه لا يستطيع فتقول له كذلك الله سبحانه نوره أعظم من الشمس، ولو كان طفلك مميزا يمكنك أن تذكر له قصة موسى -عليه السلام- عندما طلب أن يرى الله، فالقصص وضرب الأمثلة يسهل كثيراً فهمها للغيبيات وأمور الدين.
وإذا سألك طفلك أين الله؟ فاشرح له أن الله موجود في السماء، والله يستطيع أن يراقبنا في كل مكان، وأننا لا نستطيع الاختباء منه ولو كنا داخل صندوق، ثم أنت أسأل طفلك وحاوره وقل له مَن خلقك؟ وعلمه أن الله خلقه، ثم اسأله مَن خلق عينك؟ وما فائدتهما؟ ثم حرك خياله بقولك له: تخيل لو أنك بلا عينين؟ كيف ستكون حياتك؟ بعد الحوار بينك وبينه عن جمال العينين وفوائدهما، أخبره بأن الله تعالى هو الذي أعطاه العينين كي يرى بهما ويكون شكل وجهه جميلا، فالله يحبه ولذلك أنعم عليه بهذه النعمة، ويمكنك تكرار هذه التجربة مع أعضاء جسمه الأخرى.
بمثل هذا الحوار مع طفلك الصغير تعزز عنده الجانب الإيماني ومعرفة الله تعالى، فينشأ نشأة صحيحة، ولاحظ معي أن الإجابات كلها سهلة وبسيطة وفيها معلومة خفيفة حتى يستوعبها الطفل، وبعض الإجابات تحتاج إلى أن تضرب أمثلة مثل النظر للشمس أو رؤية الفراشة والعصفور والحديث عن خلقهما.
وغالبا الطفل بعد عمر الثلاث سنوات يبدأ يسأل مثل هذه الأسئلة حتى يتعرف على ذاته وعلى خالقه وعلى الكون، وهذا أمر طبيعي ويكرر مثل هذه الأسئلة عندما ينضج في مرحلة البلوغ، ولكن يحتاج في هذه الحالة إلى إجابات أقوى وأوضح وأكثر قناعة.
@drjasem