كم راتبك؟ كم عدد أولادك؟! ومثلها أسئلة الخصوصية.
ومن الغباء أيضاً أن تسأل الفاشل عن طريق النجاح، أو غير المتخصص في سؤال ليس له به علاقة، فالبعض يتساهل في طرح الأسئلة على كل أحد عن الطريقة المثلى لتعامله مع بيته ومع أولاده ومع عمله.
مثل هذه الأسئلة الغبية التي لها أنصار ومدمنون تذكرني بالقصة التي ذكرها ابن الجوزي في كتابه أخبار الحمقى والمغفلين، أن مغفلاً سأل غلامه: أي يوم صلينا الجمعة في مسجد الرصافة؟، ففكر الغلام ساعة، ثم قال: يوم الثلاثاء!
مشاكل الأسئلة الغبية كثيرة، فهي تعطي انطباعاً عن السائل لدى الآخرين قد يستمر طويلاً، فمن سأل السؤال الغبي سيتبادر إلى الذهن مباشرة أن هذا نتاج فكره وبالتالي يعطي انطباعاً خطيراً لمديره وصديقه وزميله أنه غبي، وبالتالي يتضرر كثيراً فسيتم التعامل معه في كل جانب من الجوانب حسب ما سوّق عن فكره بأسئلته، كما أنها تعوّد صاحبها على الكسل والخمول فهو يسأل السؤال الغبي ليريح رأسه من التفكير والبحث، رغم أنه لو فكر قليلاً لعرف أن سؤاله ليس له داع، كما أن ضرره متعد للمجتمع بأكمله، فما هي حال مجتمع تنتشر الأسئلة الغبية بين أفراده؟!
يقول قائل: ولكن بعض الناس هذا مستواه، وهذا ما وهبه الله من قدرات، هل تريد من الجميع أن يسأل سؤالاً ذكياً حتى لا تتهموه بالغباء؟!
وجواب هذا القائل: بالعكس نتمنى من كل من جهل أن يسأل، وكلنا ذلك الرجل فلابد أن نجهل فنسأل، ولكن فرق بين سؤال الجاهل والسؤال الغبي، فالأول توجيه سؤال لمن يملك الإجابة، بينما السؤال الغبي توجيه للسؤال في غير محله، وهنا الفرق.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «إن الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال».
وهناك حالة أسوأ من غباء السؤال وهو التذاكي الذي يوصل إلى غباء السؤال، والأسوأ منهما أن الأسئلة الغبية تُعدي وتُتوارث.
@shlash2020