ولفت رئيس مجلس إدارة «أدبي جدة»، والمشرف العام على الملتقى، د. عبدالله عويقل السلمي، إلى أن الدعوات وجهت للجامعات والأندية الأدبية واللجان الثقافية بالمناطق للمشاركة في فعاليات هذه التظاهرة الثقافية الكبيرة، فوجه النادي الدعوة لأكثر من 150 مثقفا وأديبا، متطلعين إلى إسهامهم في أعمال الملتقى بما عهده النادي عنهم من تميز في مجال البحث العلمي والطرح المعرفي الجاد.
وحول الشخصية المكرمة في هذه الدورة، أضاف: يكرم النادي في هذا العام الأديب حمد القاضي، فهو من الشخصيات التي خدمت نشر الثقافة في المجلات والصحف، وله تاريخ حافل في هذا الشأن، وسيقام على هامش التكريم ندوة عن الشخصية المكرمة، يتم فيها الكشف عن عدة جوانب في سيرته ومسيرته، ونتوقع أن تشهد الندوة تفاعلا من خلال المداخلات، نظرا لمكانة وعطاء الشخصية المكرمة.
قيمة البحث
فيما تحدث أستاذ الأدب العربي في جامعة أم القرى والرئيس المكلف للجمعية العلمية للأدب السعودي د. عبدالله إبراهيم الزهراني قائلا: النادي الأدبي في جدة تاريخ ممتد في كل ميدان من ميادين الأدب والثقافة، يؤمن أن الريادة تستدعي التوازن، ويؤمن بالتجديد، ويقف من التراث بمسافة واحدة، من هنا تنوعت إصداراته ولقاءاته، لديه قناعة أن المواصلة في هذا الجانب تحتاج إلى العزيمة المختلفة، هي التي حفظت له هذه المكانة، يحرص أي مثقف على أن يكون جزءا من النادي، وإذا أخذنا ملتقى النص مثالا لوجدنا أنه يتجدد، ففي كل لقاء نجد الابتكار في موضوعات الملتقى فكرا وتصميما وموضوعا، لم يكن ليقتصر على نص في زاوية، بل يسلط الضوء على الجانب المضيء المنغرس في الساحة.
وأضاف: ملتقى النص أخذ على عاتقه التنوع والاستمرار حتى أضحى شامة بارزة في الساحة الأدبية، يترقبه المجتمع الثقافي والأدبي والنقدي بكل شغف؛ لما له من أثر وإثراء، لم يعد الملتقى كأي ظاهرة عابرة، بل مظاهرة ثقافية يأتيها العشاق من كل صوب، يرغبون أن تذكر أسماؤهم في سمائه العالية، لما فيه من جدية اختيار الأبحاث العميقة، أي أنه لا يقبل أي بحث إلا أن يكون له إضافة نوعا وشخصا، ولا يعني هذا أنه يركز على الأسماء المشهورة فحسب؛ بل قيمة البحث العلمية هي المحور المهم الذي يحدد القبول من عدمه، من هنا لو استعرضنا الملتقى الحالي لوجدناه خير مثال على ما قلت، فإن عدد الأبحاث التي وصلت الملتقى ويرغب أصحابها في المشاركة كانت فوق التوقع، ومن ثم فُحصت وانتقى منها المنظمون صفوة الصفوة، وهناك جانب لافت في هذا الملتقى؛ هو الحرص على تكريم شخصية لها مكانتها وأثرها، فكان حمد القاضي خير مثال للتكريم.
كسر الحدود
وأكد القاص الأستاذ محمد الشقحاء أن ملتقى النص عاد من خلال هذه الدورة للداخل لتقديمنا إلى ساحة أدبية تجاوزت السائد في فضاء كسر الحدود من خلال قنوات التواصل الاجتماعي، وكانت ساحتنا الأدبية تجد في الإخوة العرب وغير العرب كوة ليصل منتجنا الأدبي إلى العالم، وها نحن مع ملتقى النص نحلق بأجنحة عمرها قرن من الزمان الأدبي، وكنز نجده على رفوف دواليب المكتبات العربية وغير العربية، ينفض عنها الغبار في المناسبات الخاصة، مشيرا إلى أن الملتقى صوب على الداخل متحدثا عن منجزه، وهي خطوة إيجابية ضد التغريب، وقد تجاوز مأثورنا الشعبي الحواجز الوهمية.
وتابع: منذ أيام قليلة ونحن نحتفل بيوم القصة، تذكرنا عدد مجلة المنهل الخاص بالقصة الصادر عام ١٩٥٥، وهنا أشكر من وفر لي نسخة مصورة ورقية للعدد، فقد فتح النادي الأدبي الثقافي بجدة الباب المغلق، فهل تتكرر اللقاءات التي نتحدث فيها عن أنفسنا؟
أجيال الباحثينوقال أستاذ النقد الحديث بجامعة الملك عبدالعزيز د. عادل خميس الزهراني: الملتقى يعد نافذة ثقافية جميلة، وفرصة سنوية سانحة للقاء المثقفين، والوقوف على اهتمامات الباحثين وتطورات البحث في الدراسات الأدبية والنقدية، أحرص على المشاركة في الملتقى سنويا لأنه أصبح تقليدا ثقافيا راسخا في المشهدين الثقافيين المحلي والعربي، وموعدا ينتظره المثقفون والمثقفات والباحثون والباحثات؛ لما يتمتع به من سمعة علمية وثقافية، جعلته أحد أهم الملتقيات الثقافية المحلية وأبرزها، يمكن أن أضيف أن أحد عوامل استمرار الملتقى ونجاحه المستمر يكمن في الهاجس المتجدد في التغيير، باعتباره سنة الكون الأكثر ثباتا، والمحاولة المستمرة لمواكبة التطورات الثقافية والاجتماعية، ورصد الظواهر الأدبية وغير الأدبية المشكلة لكامل الصورة الثقافية محليا وعربيا.
كما تشهد للملتقى أجيال من الباحثين والباحثات الذين احتضنهم وأسهم في إنضاج تجربتهم النقدية والأدبية، وأنا أحد أولئك بلا شك، كما يشهد له أرشيف الأوراق والأبحاث العلمية المكتنز بشتى أنواع الدراسات الأدبية والثقافية، والنقاشات العلمية الجادة التي شارك فيها عبر السنين كبار نقاد الغربية ومثقفيها.
تكريم الأديب حمد القاضي لتاريخه الحافل في خدمة الحركة الثقافية بالمملكة
بالتنوع والاستمرار أضحى الملتقى علامة بارزة يترقبه الجميع في الساحة الأدبية
أدبي جدة وجه الدعوة لـ 150 مثقفا وأديبا للمشاركة في أعمال الملتقى