ووفقا لمعدي التقرير، الذي جاء بعنوان «تهديدات الهاتف المحمول» للعام 2021، قد تبدو الزيادة البالغة 19 % في الهجمات بالبرمجيات الخبيثة على الهواتف المحمولة في عام 2021، وكأنها تغيير عادي في مشهد التهديدات، لكنهم لاحظوا أن هذه الزيادة لم تكن اعتيادية بالنظر إلى المشهدين الإقليمي والعالمي، فقد انخفض عدد الهجمات التي استهدفت مستخدمي الهواتف المحمولة في جميع أنحاء العالم ليصل إلى 46 مليونا في 2021 بعد أن سجل 63 مليونا في 2020، مضيفين: الحال مماثل في بلدان أخرى في الشرق الأوسط؛ إذ شهدت مصر انخفاضا كبيرا بلغ 52 %، تلتها قطر 47 % والكويت 46 %، فالإمارات 29 % وسلطنة عُمان 27 %، ثم البحرين 13 %.
تقليص الاستثمار
ويميل مجرمو الإنترنت في الوقت الراهن إلى تقليل الاستثمار في التهديدات السائدة التي استطاعت الحلول الأمنية الحديثة تحييدها بنجاح، ولجؤوا بدلا من ذلك إلى زيادة الاستثمار في البرمجيات الخبيثة الجديدة التي تستهدف الأجهزة المحمولة، والتي أصبحت أكثر تعقيدا باشتمالها على طرق جديدة لسرقة بيانات اعتماد الدخول إلى الحسابات المصرفية وحسابات الألعاب، وبيانات شخصية أخرى.
واكتشفت «كاسبرسكي» العالمية المتخصصة في تقديم حلول أمن المعلومات، أكثر من 95 ألف تروجان جديد حول العالم، تستهدف الخدمات المصرفية المحمولة، لكن عدد الهجمات التي تستخدم مثل هذه البرمجيات الخبيثة ظل كما هو.
فرص الهجوم
ويرجع الخبراء الارتفاع في استخدام البرمجيات الخبيثة المستهدفة للهواتف المحمولة في 2021 في المملكة، إلى التغيرات العامة في السلوكيات الرقمية، بعد أن أجبر المستخدمون على العمل من منازلهم مع اندلاع الأزمة الصحية العالمية في 2020، إذ شهدت تلك الفترة زيادة في استخدام العديد من تطبيقات الاجتماعات عبر الفيديو وتطبيقات الترفيه، ما أسفر عن زيادة حجم فرص الهجوم واتساع نطاقها وانتشارها.
ومع أن الأوضاع استقرت حاليا، فما زال المستخدمون في المملكة يعتمدون بشدة على هواتفهم المحمولة، ما يضعهم في مواجهة المخاطر المتزايدة التي تصاحب الزيادة في استخدام هذه الأجهزة.
منحنى مغاير
ورغم أن عدد الهجمات التي استهدفت الهواتف المحمولة تراجع في أرجاء العالم، فإن المنحى في المملكة جاء مُغايرا، وما فتئت الهجمات تصبح أكثر تعقيدا وأصعب اكتشافا، وفق تأكيد تاتيانا شيشكوفا الباحثة الأمنية لدى كاسبرسكي، التي أوضحت أن مجرمي الإنترنت باتوا يميلون إلى إخفاء التطبيقات الخبيثة تحت ستار التطبيقات الرسمية التي يمكن تنزيلها غالبا من متاجر التطبيقات الرسمية المعروفة، محذرة من أن انتشار الخدمات المصرفية وتطبيقات السداد المالي عبر الهاتف المحمول، وسع نطاق الفرص أمام المجرمين لاستهدافها بنشاط أكبر.
وأوصت بتوخي الحذر وتجنب تنزيل التطبيقات غير المعروفة، مضيفة: «نوصي بشدة كذلك باستخدام حل أمني موثوق به؛ فعندما يتعلق الأمر تحديدا بأمن الموارد المالية، علينا أن نهتم بالسلامة كي نتجنب الندامة».
تهديدات متربصة
وأوصى خبراء كاسبرسكي، المستخدمين باتباع عدد من التدابير لحماية أنفسهم من التهديدات المتربصة بالهواتف المحمولة، بتنزيل التطبيقات من المتاجر الرسمية الأكثر أمانا، موضحين أنه رغم أن التطبيقات في هذه المتاجر ليست آمنة تماما من المشاكل، فإنها على الأقل تخضع للفحص من قبل مسؤولي المتاجر التي توجد فيها أيضا بعض أنظمة التصفية، علاوة على أنه لا يمكن لكل تطبيق الوصول إلى هذه المتاجر بسهولة.
ودعوا للتحقق من الأذونات الممنوحة للتطبيقات من خلال التفكير مليا قبل السماح لأحد التطبيقات بالحصول على إذن ما، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالأذونات عالية الخطورة كالخدمات المتعلقة بقدرات الوصول، ضاربين المثل بتطبيق المصباح اليدوي، فالإذن الوحيد الذي يحتاجه هذا التطبيق منطقيا، هو الوصول إلى المصباح فقط، وليس الكاميرا ولا أي وظيفة أخرى.
البرمجيات الإعلانية
وأكد الخبراء أن الحل الأمني الموثوق به يسهم بشكل كبير في اكتشاف التطبيقات والبرمجيات الإعلانية الخبيثة قبل أن تبدأ في اتخاذ أي إجراءات ضارة على أجهزتك، مضيفين: إذا كنت تمثل شركة ما، فعليك التفكير في اتباع نهج شامل لحماية محيط الأمن الخاص بك، واختيار الأنسب لشركتك.
وأشاروا إلى أن مستخدمي «آيفون» لديهم بعض عناصر التحكم في الخصوصية التي تتيحها آبل، ويمكن للمستخدمين حظر وصول التطبيق إلى الصور وجهات الاتصال ومزايا الموقع الجغرافي إذا وجدوا أن هذه الأذونات غير ضرورية، مشددين على ضرورة الحرص على تحديث نظام التشغيل والتطبيقات المهمة بمجرد أن تصبح التحديثات متاحة، إذ يمكن حل العديد من مشكلات الأمن عن طريق تثبيت إصدارات محدثة من البرمجيات.