وأكد زيلينسكي في مقابلة تليفزيونية على أن منطقة حظر الطيران المقترحة لا تهدف إلى جر دول حلف الأطلسي إلى حرب.
يأتي هذا مع تصريحات لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف نقلتها وكالة «تاس» الحكومية قال فيها: إنه من غير المقبول وجود الأسلحة النووية الأمريكية على أراضي عدد من الدول الأوروبية، وحان الوقت لإعادتها إلى الولايات المتحدة.
وأضاف لافروف: دول الاتحاد الأوروبي تحاول الابتعاد عن الحوار الصادق وجها لوجه وتختار طريق العقوبات، مشيرا إلى أن بلاده تتوقع عقد مؤتمر معاهدة حظر الانتشار النووي.
وشدد المسؤول الروسي على أن - ما سماها - «مأساة أوكرانيا» هي نتيجة تواطؤ الرعاة الغربيين للنظام الإجرامي الذي تشكل هناك، وأكد لافروف: تحقيق الضمانات الأمنية الملزمة قانونيا من جانب دول الناتو له أهمية أساسية بالنسبة روسيا.
الأزمة الأكبر
وفي السياق، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فرار 660 ألف شخص من أوكرانيا إلى دول الجوار، محذرة من أن تتسبب الأزمة الأوكرانية في أكبر أزمة لجوء خلال القرن الحالي. وأوضحت أنها تعمل على الاستجابة بشكل سريع وفعال في بولندا والمجر ومولدوفا وسلوفاكيا ورومانيا، مشيرة إلى أن دول الجوار أبقت على حدودها مفتوحة أمام النازحين.
ودعت المتحدثة باسم المفوضية شابيا مانتو إلى استمرار فتح الحدود أمام اللاجئين الأوكرانيين وجميع الجنسيات الأخرى القادمة من أوكرانيا دون تمييز.
وفي موسكو، نقلت وكالة «تاس» للأنباء عن وزارة الدفاع قولها الثلاثاء: إن روسيا ستضرب مواقع في كييف تابعة لجهاز الأمن الأوكراني ووحدة عمليات خاصة.
وقالت الوزارة: إن الضربات تهدف إلى منع «هجمات المعلومات» على روسيا، وحثت القريبين من تلك المواقع على المغادرة.
في المقابل، قالت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض الثلاثاء: إن الولايات المتحدة تبحث عن كثب ما إذا كانت جرائم حرب قد ارتكبت أثناء الغزو الروسي لأوكرانيا وتتواصل مع شركاء في أنحاء العالم بخصوص المسألة.
وأضافت في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» أن هناك «مجموعة تقارير مرعبة بخصوص أساليب وحشية، سواء كانت قنابل عنقودية أو أساليب أخرى نراها يمكن تصنيفها باعتبارها جرائم حرب».
ومضت تقول «سنراقب الأمر عن كثب ونقيّم هذه القضية».
زيارة إستونيا
من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون «إن قوات بلاده لن تقاتل القوات الروسية في أوكرانيا، وإن التعزيزات الأخيرة كانت داخل حدود الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي».
وأضاف خلال زيارة إلى إستونيا، حيث نشرت بريطانيا المزيد من القوات «هذه ليست أكثر من إجراءات دفاعية، وهي جوهر حلف شمال الأطلسي منذ أكثر من 70 عاما».
ومضى يقول: أريد أن أكون واضحا تماما في هذه النقطة، لن نحارب القوات الروسية في أوكرانيا وتعزيزاتنا مثل هذه التعزيزات هنا في «تابا» موجودة داخل حدود أعضاء حلف الأطلسي وهي الشيء الصحيح الذي يجب فعله.
وأمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف الثلاثاء، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: إن «الجرائم» الروسية في أوكرانيا «تتزايد ساعة بعد ساعة»، إذ تصيب الضربات المستشفيات والمدارس والمباني السكنية.
وأضاف بلينكن أن الجلسة الطارئة للمجلس بخصوص أوكرانيا المقررة يوم الخميس، حيث قدمت كييف وحلفاؤها مشروع قرار لفتح تحقيق دولي في الانتهاكات، «خطوة مهمة من أجل ضمان التوثيق والمحاسبة». وقال «يجب أن نبعث برسالة قوية وموحدة بأنه ينبغي للرئيس فلاديمير بوتين أن يوقف هذا دون شروط».
دفاعات جوية
وفي معرض رد على سؤال بشأن ما إذا كان حلف شمال الأطلسي سيقيم منطقة حظر طيران لمساعدة أوكرانيا بعد الغزو الروسي، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا: إن بلاده تجري محادثات مع حلفائها بشأن دعم دفاعاتها الجوية.
وقال كوليبا في مؤتمر صحفي على الإنترنت «يمكنهم مساعدتنا بكل شيء الآن - من الأفضل تقديم المساعدة الآن بدلا من أن يجدوا أنفسهم وجها لوجه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيما بعد».
وأضاف «ليس هناك داع للخوف من أن يجد حلف شمال الأطلسي نفسه في حرب مع روسيا بسبب أوكرانيا، إذا فازت روسيا، فسيكون عليكم الدور».
من جانبه، قال مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية أنتون هيراشتشينكو: إن الضربات الصاروخية على وسط خاركيف قتلت عشرة أشخاص على الأقل وأصابت 35 آخرين، وقتلت ضربات مماثلة وأصابت العشرات في اليوم السابق.
وأضاف «يجري رفع الأنقاض وسيكون هناك المزيد من القتلى والمصابين».
وقال الرئيس الأوكراني: إن القصف المدفعي الذي تتعرض له خاركيف يرقى إلى حد إرهاب دولة. وبعد قرابة أسبوع من تدفق القوات الروسية على أوكرانيا عبر الحدود، فشلت روسيا في الاستيلاء على مدينة أوكرانية كبيرة واحدة بعد أن واجهت مقاومة شديدة، ويمثل عدد القتلى المدنيين خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية نذير شؤم لأنه يشير إلى أن القادة العسكريين الروس المحبطين يمكن أن يلجأوا إلى أساليب قتال أكثر تدميرا.
تحقيق انفراجة
وأخفقت يوم الإثنين محادثات لوقف إطلاق النار بين روسيا وجارتها في تحقيق انفراجة، ولم يذكر المفاوضون موعد عقد جولة جديدة.
وواجه بوتين ضغوطا دولية متزايدة في الأسبوع الماضي بعد أن شن أكبر هجوم تتعرض له دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وأدى تأثير العقوبات الغربية إلى تراجع الروبل ما يقرب من 30% الإثنين قبل تدخل البنك المركزي لإنقاذ العملة من أدنى مستوياتها. وفي وقت سابق قالت شركة الأقمار الصناعية الأمريكية «ماكسار»: إن روسيا حشدت قافلة من المركبات المدرعة والدبابات ومعدات عسكرية أخرى تمتد بطول نحو 64 كيلومترا في إطار سعيها للسيطرة على كييف.
وقال السناتور الجمهوري الأمريكي ماركو روبيو بعد إفادة مع كبار مسؤولي إدارة بايدن «أعتقد أنه من المؤكد تماما أن روسيا لم تحقق الجدول الزمني الذي وضعته، وأعتقد أنهم كانوا يعتقدون أنهم سيسيطرون على كييف في غضون 72 ساعة».
وفرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها عقوبات على البنك المركزي الروسي وشركات كبيرة والنخبة الحاكمة ومسؤولين، بمن فيهم بوتين، ومنعت بعض البنوك الروسية من استخدام نظام سويفت الدولي للمدفوعات.
ووجهت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي تحذيرها للدول المتحاربة من عبور سفنها الحربية مضيقي البوسفور والدردنيل اللذين يفصلان البحر الأسود عن البحر المتوسط، مما يؤدي فعليا إلى تحجيم الأسطول الروسي في البحر الأسود.
الهدف «كييف»
واستبعدت واشنطن إرسال قوات لمحاربة روسيا أو فرض منطقة حظر طيران بناء على طلب أوكرانيا خشية حدوث تصعيد بين أكبر قوتين نوويتين في العالم.
لكن الولايات المتحدة وحلفاءها وعدوا بدلا من ذلك بتقديم مساعدات عسكرية إلى كييف في الوقت الذي حذر فيه زيلينسكي من أن العاصمة تتعرض لتهديد مستمر.
وقال زيلينسكي في رسالة بالفيديو الإثنين «بالنسبة للعدو كييف هي الهدف الرئيسي»، وأضاف «لم نسمح لهم بكسر دفاع العاصمة وإرسال مخربين، سنحيدهم جميعا».
وقال زيلينسكي: إن روسيا، التي تصف تحركاتها في أوكرانيا بأنها «عملية خاصة»، كانت تستهدف محطة طاقة توفر الكهرباء لمدينة كييف التي يبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة.
وتقول روسيا: إن تحركاتها لا تهدف إلى احتلال أراض ولكن لتدمير القدرات العسكرية لأوكرانيا واعتقال من تعتبرهم قوميين خطرين.
واندلع قتال حول ميناء ماريوبول وفي مدينة خاركيف بشرق البلاد حيث قال مسؤولون أوكرانيون: إن الهجمات بالمدفعية الروسية قتلت عشرات المدنيين بينهم أطفال، ولم يتسن التحقق من هذه الأرقام. وقالت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة: إن أكثر من 660 ألف شخص فروا من أوكرانيا مما يثير أزمة لاجئين مع انتظار آلاف العبور عند المعابر الحدودية الأوروبية.
وقالت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق لإنسان إن ما لا يقل عن 102 مدني لقوا حتفهم منذ بدء الغزو يوم الخميس لكن الرقم الحقيقي قد يكون أعلى من ذلك بكثير.