هل تعلم عزيزي القارئ أن من أجمل ميزات الإنترنت أنه أطلق للإنسان حرية لم يألفها أحد من قبله.
أتساءل ماذا سنفقد؟ وهل سنعود لعام 1950 م.. شخصيا سأفتقد رسائل والدتي ذات القلب الرؤوم ودعاءها اليومي لي بالتوفيق أنا وإخوتي وأيضا رسائل عائلتي الصباحية والتي تعني بأننا جميعا بخير حتى وإن لم نلتق كل يوم.
سيكون من الصعب علي إرسال مقالي الأسبوعي لصحيفة «اليوم» عبر البريد الإلكتروني مما يعني حرمان قراء عمودي الأسبوعي من المتعة.
سأضطر للذهاب إلى البنك لتسديد الفواتير وطلب الخدمات الأخرى.
سأفقد كثيرا من الصور التي تم حفظها في غيمة آبل، ولا أعلم كيف وثقت بها أصلا وهي بهذه التسمية.
أما أسئلتي التي غالبا أجد إجاباتها في محرك «جوجل» فستبقى دون إجابة.
سأفتقد خرائط جوجل التي طالما أنقذتني من الضياع.
ستتعطل خدمة ساهر، وستخسر العديد من الشركات كثيرا من المليارات مثل شركة الطيران والفنادق والبورصات العالمية.
أكثر من سيكون سعيدا في منزلي هو التلفاز لأنني هجرته منذ زمن لكن إذا ما عرفنا الفرق بين التلفاز والإنترنت - كما يقول سيث غودن المتخصص في ريادة الأعمال عبر الإنترنت - أن الأول يجعلك مستهلكا فقط بينما الثاني يجعلك مشاركا في صناعة محتواه، فإن الإنترنت يستجيب لاحتياجات الناس أكثر بشكل أفضل من التلفاز، الإنترنت يعني اختصار الوقت والجهد والقوة البدنية والنفسية للإنسان.
سيعود العالم لجهاز التلفاز والراديو والرسائل الخطية والحمام الزاجل وقراءة الكتب، شخصيا لم أترك قراءة الكتب الورقية وأفضلها على الكتب الإلكترونية وستكون نقطة قوة في حال ما انقطع الإنترنت عن العالم.
أخيرا يقول الكاتب غير المعروف لدينا، التكنولوجيا نجحت في تحديد موقعك على الأرض، تبقى البحث عن تقنية تحدد فيها: موقعك في الحياة.
دامت شبكاتنا الإلكترونية محمية.. ودام تواصلنا..
@raedaahmedrr