والأرقام عالميا تخبرنا بأن هناك ما يقارب من (مليون) نوع من الحيوانات والنباتات البرية معرضة للخطر ومهددة بالانقراض. وأصبح من المؤكد أن دور الإنسان واضح وجلي في تهديد الحياة الفطرية والبرية بسبب الجور في الصيد، وكذلك اقتلاع الأشجار وتدمير الغابات، والانبعاثات الغازية السامة والضارة، التي تسبح ويعج بها الهواء. والإنسان أيضا في نفس الوقت يستطيع معالجة ما أفسده بالوعي وسن القوانين وبناء المحميات الطبيعية، وغيرها من التدابير والإجراءات للمحافظة على البيئة، وبالتالي الموارد الطبيعية على هذه المعمورة لاستعادة التوازن البيئي.
وبمناسبة هذا اليوم العالمي، وجه الأمين العام للأمم المتحدة رسالة إلى العالم، حيث قال: «فلتكن ضالتنا، في هذا اليوم العالمي للأحياء البرية، التماس نفع الأجيال الحالية والمقبلة وسعادتها من خلال التزامنا بالحفاظ على الأحياء البرية لكوكبنا، التي لا تقدر بثمن، والتي لا يمكن تعويضها».
وأما محليا فيوجد عدد من الحيوانات مهددة بالانقراض منها على سبيل المثال النمر العربي والمها والظباء والوعول والنعام وغيرها. وبحسب جريدة الوطن (20 مايو 2021) ونقلا عن وزارة البيئة والمياه والزراعة، فقد قدرت عدد الحيوانات الفطرية المنقرضة، والحيوانات الفطرية المهددة بالانقراض (111) نوعا. وأشارت إلى أن المملكة تنعم بتنوع أحيائي نباتي وحيواني ثري وفريد، يتكون من (79) نوعا من الثدييات، و(99) من الزواحف، و(432) من الطيور، و(3099) من اللافقاريات.
ومن القضايا المؤسفة حقا، التي كانت منتشرة ونأمل أن تكون قد قلت في الآونة الأخيرة هي المباهاة والمفاخرة بالصيد الجائر للحيوانات من أجل التصوير وعرضها على مواقع التواصل الاجتماعي. وهذه العادة أتمنى أن تختفي كليا مع القوانين الصارمة، التي سنت مؤخرا وطبقت بحزم من أجل المحافظة على الأحياء في البرية.
لو نظرنا إلى المسألة من الناحية الشرعية، فإنه لا يجوز قتل الحيوان للتسلية أو المتعة. فقد جاء في الحديث النبوي، الذي رواه مسلم: «مر ابن عمر بفتيان من قريش قد نصبوا طيرا، وهم يرمونه، وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال ابن عمر: من فعل هذا لعن الله، من فعل هذا؟ إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعن مَن اتخذ شيئا فيه الروح غرضا».
وأما ناحية إنسانية وأخلاقية فلا أظن أن في إيذاء الحيوان أو قتله للتسلية واللهو يدعو إلى شيء من الفخر، بل على العكس هو سلوك غير حضاري للإنسان، ويُظهر تأزما نفسيا ليثبت قوته فيما هو أضعف منه وأقل حيلة، خصوصا إذا كانت حيوانات غير مفترسة وطيورا غير جارحة.
وأشير إلى نقطة مهمة، وهي في زمن مضى وقبل اختراع البندقية كانت من الشجاعة مواجهة الحيوانات المفترسة من أجل حماية قطيع الماشية أو الدواجن أو حماية الناس. وأما اليوم وبتوافر أنواع من الأسلحة للصيد عن بعد (مئات الأمتار) فلا أظن أن في ذلك المدعاة للمفاخرة أو الشجاعة أو المقارنة، حيث إن الحيوانات المفترسة لا تملك أدوات التكنولوجية الحديثة، التي يملكها الصياد، فالمواجهة بينهما ليست عدالة!
abdullaghannam@