ألم تسأل نفسك يوما يا ترى إلى أين ستأخذك وجهتك في الكتابة إذا كنت وما زلت تسير دون منعطف وفي طريق مستقيم لا يؤدي بك إلى النهاية، هناك مَن يكتب للتنفيس عما بداخله، والبعض كتفريغ لطاقته فحسب، وآخر يظن أن العالم سيتغير بجرة قلم، وهناك مَن يسطر كلماته على ذاكرة الأوراق لعله يصنع الفارق وهكذا.. دون أن نقف وقفة مصارحة أمام أنفسنا ككتّاب إلى أين ومتى!
سنظل نكتب إلى ما لا نهاية لطالما هناك فكرة أو قضية أو ما يدفعنا لترجمة الأحاسيس على هيئة ملحمة، وستتدفق أفكارنا وكلماتنا من أجل الوطن والحب والإنسانية والثقافة دون توقف أو حدود سنظل نورث القراء عصارة خبراتنا ولب تجاربنا، التي دوما اعتبرها طريق النجاة في الحياة وسيبقى الإنسان هو المعلم الأول لنفسه وللآخرين وعلى اعتبار أيضا أن كتابتك لمذكراتك أو لسيرة حياتك قد تنقذ أفكارك ومحتواك الفكري من الهدر والضياع لكن الأهم من كل هذا وذاك أن تنتبه لنهج تغذيتك المعرفية لعقلك وتزويد مخزونك الثقافي بما يزيده من الألق والرقي والاستثنائية، قمة الجهل أن تتباهى بالقراءة وتعتبر نفسك القارئ المغوار، الذي ينام ويصحو على كتاب، الاستعراض لن يتقدم بك خطوة إلى الأمام، بل هو فخ سيجرك إلى الخلف بملايين الخطوات، انتبه فالقارئ الحقيقي مرآة لنفسه الخالية من شوائب التباهي بما ليس فيه، ويمتلك ثراء فكريا أنيقا تستطيع أن تلتمسه بعمق عند حواراته مع العامة وأخلاقه مع العابرين ومفرداته، التي تخلق له بصمة خالدة في أذهان الآخرين.
لذلك كتبت هذا المقال بنبرة تحفيزية لا انتقادية أدعو فيها الإنسان المتثاقف أو الكاتب الذي يريد تحقيق أهدافه القصيرة المدى على حساب القراء أن يبتعد عما لا يفيده، وأن يركز في نفسه ونعم الله عليه والمواهب المدفونة قسرا بسبب إهماله لذاته بمجرد انك تبتعد عن التباهي بالثقافة وزج قلمك في بحر النقد القاحل، وتبتعد عن تقييم جهود الآخرين ستنشغل حتما بصقل ذاتك، هناك مَن يصنع الأثر بالمثابرة، وهناك مَن لا إنجاز له سوى انتقاد الآخرين ليعوض نقصه، وبالتالي يصبح هو عديم الأثر. ذكّر نفسك بأن تنطلق بثقة وهمة عالية، وأن الطرق المؤدية إلى النجاح تتطلب وجود المنافسين لا المتثاقفين والشوائب والأشواك.
@DalalAlMasha3er