DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

رفع القيود لا يعني التهاون..استكمال «التحصين» صمام الأمان ضد انتكاسة كورونا

التقنية وبرامج التطعيم والوعي سبب تخطي الجائحة

رفع القيود لا يعني التهاون..استكمال «التحصين» صمام الأمان ضد انتكاسة كورونا
أكد مختصون أن المملكة تخطت تداعيات جائحة كورونا، بفضل الجهود المكثفة من جميع الجهات، إضافة إلى دعم القيادة الرشيدة، حفظها الله، للقطاع الصحي، منذ أول أيام الجائحة عالميا، بالإضافة إلى وعي الأفراد، ورفع نسبة التحصين باللقاحات المضادة للفيروس، لأكثر من 70 % في وقت قياسي، وكذلك تحصين الطلاب والأطفال من سن 5 سنوات، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في العودة الآمنة إلى المدارس، وتقليل انتشار الفيروس، بالرغم من سرعة انتقال متحور أوميكرون.
وأضحوا لـ(اليوم) أن المملكة سخرت جميع الإمكانات البشرية والصحية والتقنية، لمواجهة الجائحة، وكان لالتزام ووعي المواطنين والمقيمين، دور مهم في تقليل نسب العدوى، مشددين، في الوقت ذاته، على أهمية إكمال جرعات التحصين، بما فيها «التنشيطية»، إذ إن رفع القيود لا يعني بأي حال من الأحوال التهاون، في تطبيق أي اشتراطات صحية متعلقة بالجائحة، خاصة ما يتعلق بالتطعيم الذي كان له الدور الأكبر في محاصرة الوباء.
متابعة الوضع الوبائي بدقة
قال استشاري الطب الباطني والمستشفيات د. علي بالحارث: إن انخفاض منحنى الإصابات ‏والسيطرة على الوباء، ورفع القيود والاحترازات الصحية، جاء نتيجة للقرارات السليمة والمبنية على متابعة الوضع الوبائي بدقة، وعلى الرغم من ظهور متحور أوميكرون الأسرع انتشارا، في العالم، فقد تصدينا له بوعي المواطن والمقيم، والتزامهما بالتعليمات والإجراءات الصحية، ما أدى إلى انخفاض معدل الإصابات.
وأشار إلى أن ارتفاع نسبة التحصين، بما فيه الجرعة التعزيزية والوصول إلى المناعة المجتمعية وارتفاع الوعي، كان الطريق لرفع القيود والاحترازات والانفتاح على العالم، مشيرا إلى أن النظام الصحي في المملكة مبني على مراقبة الوضع بدقة، لاتخاذ القرارات المناسبة.
وشدد على أهمية الإقبال، وإتمام جرعات اللقاح، وتلقي الجرعة التنشيطية، لنعزز من مناعتنا ونتصدى لأي متغيرات جديدة.
تقنيات الذكاء الاصطناعي والحلول الرقمية
أكدت وكيل كلية علوم الحاسب والمعلومات في جامعة الجوف د. مرام فهاد المفرح أن جائحة كورونا، جعلت الاتصال الرقمي محورا للحياة اليومية، لا سيما في قطاعي الصحة والتعليم، ونجحت المملكة بامتياز في تسخير التقنية لمواجهة تبعات هذه الجائحة، من خلال استخدام الخدمات الرقمية، وهو ما وضع المملكة في مرتبة متقدمة بين دول مجموعة العشرين، في استخدام التقنية لمواجهة كورونا.
وقالت: في قطاع الرعاية الصحية، تم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ليس فقط للتنبؤ بانتشار الفيروس، ولكن أيضا لمراقبة موارد الرعاية الصحية والتنبؤ بها وإدارتها، إذ بادرت وزارة الصحة منذ بدء انتشار الجائحة إلى الاعتماد على التقنية للتعامل مع الأزمة، وتم تقديم العديد من الخدمات الإلكترونية والاستشارية عبر تطبيق "صحتي" بواسطة أطباء معتمدين من الوزارة، عبر المحادثات المرئية والصوتية والنصية بسهولة ويسر، كما تم تقديم خدمة المواعيد والعيادات الافتراضية والإجازات المرضية، وإنشاء العديد من التطبيقات مثل: توكلنا وتباعد وموعد، لتسهيل الحصول على كل ما يساهم في الحفاظ على صحة الفرد.
أنموذج عالمي في تسخير التقنية لمواجهة الجائحة
ذكر عميد كلية علوم وهندسة الحاسب بجامعة جدة والمتخصص في الذكاء الاصطناعي والرؤية الحاسوبية د. مناجي الكناني أن العالم عاش ظروفا استثنائية مع انتشار فيروس كورونا، إذ برزت صعوبات عدة، في التواصل واستمرار الأعمال، وتفوقت المدن التي تملك بنية تحتية رقمية وأنظمة إلكترونية متقدمة في تجاوز الكثير من الصعاب باستخدام التقنيات الرقمية الحديثة، في عالم يدخل اليوم عصر الثورة الصناعية الرابعة منذ الثورة الصناعية الأولى في القرن الثامن عشر.
وقال: يتميز هذا العصر باندماج المجالات الرقمية والبيولوجية والمادية، وتشكل التقنية الرقمية فيه جزءا لا يتجزأ من المجتمعات، ومنذ الوهلة الأولى، حرصت قيادتنا الرشيدة على اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة للحفاظ على سلامة كل فرد في وطننا الغالي، مشيرا إلى أن تكاتف الجهود لدعم استمرارية الأعمال، خفف من آثار الجائحة، لتقدم المملكة أنموذجا عالميا فريدا يسخر التقنية لمواجهة الجائحة، عبر تمكين التعليم الرقمي، ورقمنة الخدمات الصحية والحكومية والتجارة الإلكترونية.
وأضاف: تجاوز مجموع الترددات المخصصة لتقديم خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات 1110 ميجاهرتز، لتلبية الطلب المتزايد على البيانات، بزيادة تقدر بـ 50 % عن الترددات المستخدمة في تلك النطاقات، وبلغ متوسط استهلاك الفرد اليومي للبيانات 4 أضعاف المعدل بما يتجاوز المعدل العالمي بنسبة 450 %، وفي صعيد التطبيقات الإلكترونية الذكية كان «توكلنا» المقدم من الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» التطبيق الأبرز عالميا لإدارة الحشود وإصدار التصاريح الإلكترونية، لمكافحة فيروس كورونا المستجد، من خلال تقديم معلومات لحظية ومباشرة مما سهل عملية إدارة مكافحة الفيروس والحد من انتشاره، واستفادت منه جميع القطاعات كالتعليم والصحة والنقل.
وأكد أن هذه الجهود انعكست إيجابا على التقدم الذي حققته المملكة في مؤشر التنافسية العالمية بدعم القيادة لعام 2021، بمحور الاتصالات وتقنية المعلومات، إذ قفزت 20 درجة في المؤشر العام، كما تقدمت 86 درجة في محور النظام البيئي الرقمي لتحقق المرتبة 32 عالميا، كما حققت مكانة متخصصة بين أكبر الاقتصادات لتحتل المرتبة الثالثة في محور القدرات الرقمية بين دول مجموعة العشرين.
الجرعة المعززة ضرورة وليست رفاهية
أوضحت استشاري الأمراض المعدية د. حوراء البيات أن النجاح الذي وصلت إليه المملكة، في مكافحة الجائحة، جاء بفضل الجهود المكثفة من جميع الجهات ودعم خادم الحرمين وولي عهده الأمين، حفظهما الله، ووعي الأفراد ورفع نسبة الحصانة لأكثر من 70 %، وحصانة الطلاب من عمر 12 سنة فما فوق، بنسبة قاربت على الـ 100 %، وهو ما ساهم بشكل كبير من عودة المدارس، وتقليل انتشار الفيروس، بالرغم من سرعة انتشار المتحور أوميكرون.
وقالت: علميا كان دور الجرعة التنشيطية مهما في مواجهة كورونا، بجميع التحورات، إذ إنها أسهمت بشكل فعال في تخفيف حدة الأعراض وأعداد الوفيات بشكل كبير جدا. وشددت على أهمية تلقي جرعات اللقاح كاملة، بما فيها الجرعة الثالثة، التي أصبحت ضرورة وليست رفاهية، خاصة وأن غالبية الحالات الحرجة، كانت لغير متلقي أو مستكملي جرعات اللقاح.
كفاءة الخطط الإستراتيجية لمكافحة الوباء
بين الاستشاري د. عليان آل عليان أن نهاية أزمة كورونا، باتت قريبة جدا، مع قرار رفع العمل بالإجراءات الاحترازية، مشيرا إلى أن هذا النجاح نتاج لتكاتف الجميع من مسؤولين ومواطنين ومقيمين، إضافة إلى كفاءة الخطط الإستراتيجية الموضوعة للخروج من هذه الجائحة بسلام.
وقال: الأرقام لا تكذب، ونسب التحصين العالية، بما فيها تحصين الأطفال من سن 12 عاما بنسبة قاربت 99 %، أدت إلى انخفاض ملحوظ وحاد في الأعداد اليومية للحالات المكتشفة الجديدة، ما يؤكد الفائدة الكبيرة لهذه اللقاحات وخصوصا الجرعة التنشيطية منها.
وأضاف: ما زلت أشدد على أهمية هذه اللقاحات، وخصوصا التنشيطية في المستقبل لمنع ظهور أي متحورات جديدة في المستقبل، وللحفاظ على هذا النجاح وهذا المجهود المبذول من الجميع.
تطعيم الطلبة والأطفال خطوة مهمة
أوضحت استشاري الأمراض الباطنية بمستشفى الملك فهد الجامعي في جامعة الإمام عبدالرحمن، د. عائشة العصيل أن الموجة الثالثة لفيروس كورونا، مرت بنجاح، بفضل حكمة القيادة الرشيدة، والتعاون بين الوزارات والمجتمع، وحرص المواطنين والمقيمين ووعيهم ورفع الإجراءات الاحترازية والوقائية المتعلقة بمكافحة الجائحة.
وأضافت: تكاتف جميع الجهات المعنية، وارتفاع نسبة التحصين لمن هم فوق 12 سنة إلى 99 %، إضافة إلى تطعيم الأطفال فوق سن الخامسة، أدى لتجاوز هذه الأزمة بنجاح، ولكي يكتمل النجاح، يجب الحرص على إكمال تلقي جرعات اللقاح بما فيها «التنشيطية»، للوصول إلى انتهاء الجائحة تماما.
وعي المواطن والمقيم بإجراءات الوقاية
قالت الأستاذ المشارك في الصحة العامة والمتخصصة في الوبائيات وجودة الرعاية الصحية بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل د. أروى العمران إن المملكة تغلبت على فيروس كورونا بأقل عدد ممكن من الخسائر البشرية والمادية، وذلك مقارنة بالعديد من الدول المشابهة لبلادنا، في التوزيع السكاني والخصائص الديموغرافية للمجتمع، بفضل الله أولا، ثم، بفضل التخطيط السليم والتعامل الأمثل مع تداعيات الجائحة، وكذلك القرارات الاستباقية.
وأشادت بالتزام المواطنين والمقيمين التام بكامل الإجراءات الاحترازية التي أقرتها المملكة منذ بداية الجائحة، وهو ما ساهم في التغلب على الجائحة، ورفع القيود الاحترازية.