ينظم الوعي نشاطه باستجابته لكل من الانتباه والنوايا، فتوجيه الانتباه إلى أي أمر يعني زيادة في النشاط، وكلما صرفت النظر عن هذا الأمر تضاءل ذلك النشاط، فالانتباه والاهتمام ينشّط مجال الطاقة، أما النوايا فتنشّط مجال المعلومات، وإذا كنا نعتمد في العالم المادي على العديد من الوسائل، التي تكسبنا المعلومات مثل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والهاتف والكتب والتليفزيون، فنحن في المستوى الروحي بحاجة إلى وسائل أخرى للوصول إلى المعلومات في المجال غير المادي عند مستوى الروح، فهذه الوسائل لا نفع منها، لأننا بحاجة لطرق أخرى مختلفة، وتعتبر النوايا والانتباه أقوى الأدوات الروحية مهارة، فهما المحرضان على كسب نوع معين من الطاقة، ونوع معين من المعلومات، ويترجمان ذلك بإشارات تحملها لك المصادفات، فكلما أوليت الصدف المزيد من الاهتمام أصبحت أكثر قدرة على التقاط المزيد منها، التي بدورها ستساعدك على إيضاح معانيها، فحين تتساءل أمامها عما تعنيه، سيمنحك ذلك المزيد من المعلومات والمعرفة، وقد يأتي الجواب على شكل فكرة معينة أو شعور بديهي أو لقاء مع آخر، فكلما أوليت الصدف المزيد من الاهتمام صرت أكثر قدرة على فهم رسائلها، والتحقق من أهميتها وروعتها، وكلما تضاعف عدد الصدف في حياتك، صارت معانيها أكثر وضوحا لك، وبهذه الطريقة تصبح الصدف قرائن على المشيئة الكونية، وتوفر لنا وسيلة للاستفادة من فرص الحياة، التي لا حدود لها، ولهذا فمن المهم ألا تتجاهل الصدفة حين تحدث، بل اسأل نفسك عن الرسالة التي تحملها، والمغزى منها، ولست مضطرا لبذل الجهد بحثا عن الأجوبة، وكل ما عليك أن تطرح الأسئلة، فتحضر الأجوبة وتكون رهن إشارتك، وقد تصل إليك من خلال فكرة ما، أو تجربة إبداعية، ولربما تلتقي شخصا يحمل رسالة ما، فما عليك إلا أن تكون يقظا مستمرا في مراقبة أية صدفة تحصل في نهارك أو عبر أحلامك، وقد يكون ذلك صعبا، خاصة في ظل الحياة اليومية المثقلة بالهموم والمسؤوليات، التي ترهقنا وتشعرنا بالإحباط، لكن الأمر يبدو أسهل لو خصصت وقتا قصيرا من اليوم لا يتجاوز الخمس دقائق، تجلس فيه صامتا بهدوء وتتساءل من قلبك؛ ماذا أريد من حياتي اليوم؟، بعدها حاول الاسترخاء كليا، واصغ لصوتك الداخلي، ستلمح تدريجيا بعض الأجوبة عن تساؤلاتك، وإذا داومت على التساؤل وتدوين الإجابات ستبدأ في ملاحظة التناغم بين تساؤلاتك وإجاباتك الداخلية، وصدف أحداث حياتك اليومية، وهذه هي بداية مرحلة التسخير وتزامن الأقدار في رحلة حياتك، وقد يكون ذلك صعبا للبعض للوهلة الأولى، لعدم اعتيادهم الاختلاء بأنفسهم، والتفكير في دوافعهم الدفينة، لكن البوصلة الداخلية موجودة دوما، والمطلوب هو إلقاء نظرة على داخل ذاتك لاكتشاف أنقى رغباتك الروحية، لأنك حينها ستجد منارتك، التي ستنير لك طريقك.
@LamaAlghalayini