التدخل العائلي
وأوضح: إن التدخل العائلي في الخلافات الزوجية غالبا ما يكون بسبب الارتباط العاطفي والتعلق بين الوالدين والأبناء، أي تعلق أحد الزوجين بوالديه، وهذا الأمر ليس سلبيا خالصا أو أنه مشكلة في حد ذاته، ولكن فيه تجاوز على خصوصيات الطرف الآخر، وبالتالي تصبح المشكلة أعمق بما يصدر من قرارات ناتجة عن ذلك الارتباط العاطفي المؤثر أحيانا على العلاقة الزوجية، ناهيك أن المعاملة الوالدية والتربوية بالأصل تؤدي إلى اكتساب أنماط سلوكية معينة، وبالتالي فإن ارتباط أحد الزوجين بوالديه أو أحدهما ارتباطا قويا عامل مساعد على حدوث الخلافات الزوجية المؤقتة، وربما الدائمة إن حدث التدخل سواء كان مباشرا أو غير مباشر.
الخصوصية الزوجية
وشدد على ضرورة أن يحافظ الزوجان على أسرارهما وخصوصيتهما الزوجية مهما بلغ الأمر من خلافات، وذلك من خلال تكوين ثقافة أسرية خاصة بهما بعيدا عن الثقافة العائلية التي تربيا عليها، لأن ذلك سيؤدي إلى الاستقرار النفسي الزواجي بعيدا عن المؤثرات الخارجية المعقدة التي تساعد على اتساع الفجوة بينهما وزيادة العناد والجفاء.
طرف عادل
وقالت المستشار الأسري آمنة عطا الله: إن الشكل الطبيعي لحل المشكلات الزوجية يكون دون تدخل أي شخص، وفي بعض الحالات تزيد المشكلة وتصل إلى وقت يجب فيه تدخل الأهل، وهي حالات بسيطة جدا ولا يمكن أخذها كذريعة للتدخل الدائم في مشكلات الأزواج، والحالات التي يمكن للأهل فيها التدخل بين الزوجين هي الحالات الشديدة التي تخرج فيها المشكلات عن السيطرة، ويتطلب الأمر تدخل رأي ثالث وطرف آخر، ولكن من المهم أن يكون هذا الطرف عادلا وحكيما ومتزنا.
تضخم المشكلات
وذكرت عدة أسباب لتدخل الأهل بين الزوجين، ومنها شعور الأهل بالمسؤولية المستمرة على الأولاد حتى بعد الزواج، وإنقاذ الأبناء من تكرار تجربة الزواج الفاشل وعدم قدرة الزوجين على رسم حدود واضحة للأسرة، وعدم انتباه الآباء إلى احتياج الزوجين الجدد إلى الاستقلالية، وإخبار أحد الزوجين أهله عن كل شيء يحدث بينه وشريكه، أو عن كل شيء يخص شريكه، وعدم تمييز الأشياء التي لا ينبغي أبدا أن يعرفها أحد غير الزوجين.
التفاهم والحوار
وأوضح المستشار في العلاقات الأسرية والزوجية شجاع القحطاني، أن الحياة الزوجية تقوم على الهدوء والاستقرار والتفاهم والحوار والتضحيات، وكل علاقة زوجية مليئة بالأسرار والخصوصية، وتدخل أحد من أهل الطرفين يزيد من الفجوة والخلافات بين الزوجين، بالتالي يصعب التفاهم معها ويجعل الحياة الزوجية مليئة بالخلافات، وتزداد المساحة وتكبر الفجوة، وهنا يصبح الزوجان غير قادرين على احتواء المشكلة، لذلك لا بد أن يؤمن الزوجان بأن الحياة الزوجية بها خصوصية، وأن البيوت أسرار ويجب أن يحافظا عليها، ولا بد من حل المشكلات بينهما، وعدم طلب العون من الأهل إلا في الظروف الشديدة اليائسة جدا.
التدخل السلبي الأكثر بروزا يبنى غالبا على الآراء الشخصية والعاطفية
الاتزان الانفعالي يتيح للأسرة الاستقرار المبني على تقدير الذات والآخرين
الزوجان الناجحان يحافظان على أسرارهما وخصوصيتهما وسط الخلافات