ويدعم اعتقادي هذا ما قاله لي مترجم يعمل في الاتحاد الأوروبي، إنهم بدأوا لا يثقون بالحاسوب ليترجم أسفارا من المواد التي يراد عرضها في مختلف جلسات الاتحاد، والمكتوبة بلغات شتى.
اللغات الرسمية للاتحاد الأوروبي هي اللغات الرسمية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. عدد هذه اللغات وفق آخر تشريع أوروبي هو 23 لغة. فلنتصور عدد المطلوبين بين متفرغين ومترجمي الدوام الجزئي، وأيضا المترجمين عن بعد.
يعيش عدد من المثقفين العرب في أوروبا على ما يكسبونه من تقديم خدمات الترجمة. وقابلت أحدهم في ندوة في الرياض وجرى الحديث عن أهمية تلك الخدمة، فقال لي إنه يعيش مع عائلته في قرية بعيدة بعض الشيء عن العواصم الأوروبية، لأن الحياة أرخص في القرى، والخدمات كالصحة والتعليم متوافرة وغير مزدحمة. لكنه يتلقى دعوات مدفوعة الرحلة والسكن والمعيشة مرة أو مرتين في الأسبوع للذهاب إلى جنيف أو بروكسل أو امستردام للقيام بتقديم خدمة الترجمة الفورية لندوة أو مؤتمر أو ورشة عمل. يذهب ليوم واحد أو يومين ويعود إلى أهله في القرية بمكافأة جزلة. وبقية نشاطه مع مصانع وشركات الأدوية (المطوية التى نجدها داخل علب الدواء من أعمالهم).
والترجمة الفورية وبالأخص في الطب تتطلب الحذر والتروي والتدقيق بما قاله المريض، أو بما سأل عنه الطبيب. وعندنا في البلاد العربية تأتي اللهجات المحلية بمثابة عائق أو عرقلة لنقل شكوى المريض بالدقة المطلوبة طبيا. فقد جاء إلى لندن رجل من نجد، ويشكو الأرق، وعدم الخلود إلى النوم بسرعة، بما يترتب عليه عدم أخذ ما يكفيه من النوم، ورافقه قريب له إلى الطبيب المختص، وذلك القريب حديث عهد بلغة الطب والعلاج، فأول سؤال للطبيب كان: هل يظل ساهرا طوال الليل؟ نقل المترجم السؤال إلى المريض فأجاب المريض: «أصفر» أول الفجر. والكلمة عند أهل نجد تعني النوم في السحر، أي بعد الفجر. فترجمها المترجم:
He whistles in the early morning
فسأل الطبيب:
؟Why Whistles - لماذا التصفير؟ فهم الطبيب الكلمة على أنه يصفر بفمه مثلا.
@A_Althukair