لهذا لم يكن اهتمام الهلال الأحمر السعودي مستغربا بمنح المرأة فرصتها في التمكين الصحي كمسعفة وسفيرة حياة بعد تمكينها وفق الرؤية الوطنية بأدوار عديدة ساهمت بخروجها للمنزل وتسهيل التنقل لها.
كذلك قد تتعرض المرأة لمخاطر أو حالات تتطلب التدخل الإسعافي داخل المنزل عند قيامها بالتزاماتها الأسرية، التي تشمل الواجبات المنزلية ورعاية الأطفال وكبار السن والمراهقين تتسبب لها بالهلع لو كانت تجهل كيفية التعامل مع ما ألم بها أو بأسرتها.
فمن الواقع هناك حكايا عاصرتها بنفسي عن تأثير جهل المرأة بالإسعافات الأولية رغم توافر سبل المعرفة حاليا لكنها لم تصل لها لأسباب عدة، فلم تتأهب للتعامل معها أو التواصل مع الجهات الإسعافية لتأمين المساعدة حتى وصولهم.
إن وعي المرأة بالرعاية الإسعافية يحمل من الأهمية في تمكينها الصحي ومساهمتها المجتمعية وفق الرؤية الوطنية بركيزتها الثالثة المجتمع الحيوي، الذي يعزز من مشاركة وتمكين المرأة الصحي ويحقق المساواة بين الجنسين وفق هدفي التنمية المستدامة الثالث والخامس.
دور المرأة الواعية إسعافيا، الذي يتسم بالمفاجأة والارتباك والحاجة للتصرف السريع، وبالتالي التجهيز المسبق بات ضرورة ضمن برامج تثقيف نوعية تستهدفها وتتناسب مع خصوصية المرأة وأدوارها العائلية والمجتمعية داخل وخارج المنازل مستشعرين المخاطر، التي قد تتعرض لها وعائلتها أو مَن يحيط بها سواء كان من حيث التعامل مع الحالة الإسعافية والحرجة والحوادث والمخاطر، أو نقلها، أو التواصل لطلب الخدمة الإسعافية ومتابعة النقل.
وقد أثبتت المرأة السعودية كفاءتها واقتدارها في شتى المجالات، وهي قادرة -بإذن الله- على أن تتعلم الإنقاذ لو أتيحت لها الفرصة لتكون بذلك منقذة وسفيرة حياة (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا).