DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

أوكرانيا تشعل «حرب الطاقة» بين موسكو والغرب

بايدن يحظر النفط الروسي وبوتين يرد بتقييد صادرات بلاده

أوكرانيا تشعل «حرب الطاقة» بين موسكو والغرب
بعد أن وصفت موجة اللجوء بأنه «الأسرع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية»، قالت الأمم المتحدة أمس الثلاثاء: إن عدد الأشخاص الذين فروا من أوكرانيا بسبب الحرب الروسية تجاوز المليونين، في وقت أشعلت فيه كييف حربا أخرى بين موسكو والغرب، بحظر الرئيس الأمريكي جو بايدن واردات النفط والغاز الروسية، لافتا إلى
أن الحرب على أوكرانيا، يجب أن تجعلهم أكثر استقلالية في مصادر الطاقة، ليرد الرئيس فلاديمير بوتين بتقييد الصادرات والواردات لحماية الأمن القومي. فيما دعا رئيس أوكرانيا السابق فيكتور يانوكوفيتش، الحالي فولوديمير زيلينسكي بالاستسلام في الحرب. وكتب يانوكوفيتش الموالي لموسكو في رسالة، نشرتها وكالة «ريا نوفوستي» الروسية أمس الثلاثاء «أنت ملزم شخصيا بوقف سفك الدماء والتوصل لاتفاق سلام بأي ثمن».
وأضاف: «هذا ما تتوقعه أوكرانيا ودونباس وروسيا منك»، مشيرا إلى أن شركاء كييف في الغرب سوف يرحبون أيضا بمثل هذه الخطوة.
في غضون هذا، أعرب زيلينسكي عن استعداده لإجراء مباحثات بشأن وضع المناطق المنفصلة في شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم التي قامت روسيا بضمها.
وأوضح لشبكة «ايه بي سي» الأمريكية ليل الإثنين/الثلاثاء، أنه لن يرضخ لمطالب موسكو بالاعتراف باستقلال «الجمهوريتين الشعبيتين» المعلنتين ذاتيا بالإضافة لحكم روسيا للقرم.
وأضاف «نحن على استعداد للحوار، ولكننا لسنا مستعدين للاستسلام»، وقال «يمكننا أن نتناقش ونتوصل لحل وسط بشأن هذه المناطق».
تحذير بوتين
وقال زيلينسكي في حواره مع القناة الأمريكية محذرا الرئيس الروسي فلادمير بوتين «هذا إنذار نهائي آخر، ونحن غير مستعدين للإنذارات النهائية».
ودعا زيلينسكي مجددا بوتين للتفاوض بصورة مباشرة، وقال «ما يجب عمله هو أن يبدأ بالتحدث والحوار بدلا من العيش في فقاعة معلومات بدون أكسجين». حسب تعبيره، في حين اعترف بأن روسيا لديها السيادة الجوية فوق أوكرانيا.
وطالب مجددا بفرض حظر للطيران فوق بلاده، قائلا: إنها مسألة تتعلق بوقف الهجمات الصاروخية على المنشآت المدنية.
وفيما يتعلق بحلف شمال الأطلسي أعرب زيلينسكي عن خيبة أمله، وقال إن التحالف ليس مستعدا لقبول أوكرانيا عضوا به.
وقال: «التحالف خائف من أمور مثيرة للجدل وحدوث مواجهة مع روسيا»، وأشار إلى الإحجام عن الانضمام للحلف، وقال: إن أوكرانيا ليست دولة ذليلة تتوسل من أجل أي شيء.
على صعيد آخر، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين تجاوز عدد الأشخاص الذين فروا بسبب الحرب الروسية المليونين.
وقالت متحدثة باسم المفوضية: إن معظم الفارين توجهوا إلى بولندا، وكذلك إلى المجر ورومانيا ومولدوفا وسلوفاكيا.
ووفقا للمنظمة، فإن من بين الفارين نحو 100 ألف شخص من دول أخرى.
تصعيد بريطاني
وفي حين يسعى حلف شمال الأطلسي إلى عدم التصعيد مع روسيا إن كان بقبول طلب زيلنيسكي الموافقة على انضمام أوكرانيا إلى «ناتو»، أو فرض حظر جوي فوق أجوائها، قالت لندن: إنها ستدعم وارسو إذا قررت تزويد كييف بطائرات مقاتلة، لكنها أشارت إلى أن ذلك قد يكون له عواقب مباشرة على بولندا.
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس الثلاثاء لشبكة «سكاي نيوز»: سندعم بولندا، وأي خيار يتخذونه، مضيفا «أن بلاده لا تستطيع تقديم طائرات يمكن للأوكرانيين استخدامها».
وأضاف «سنحمي بولندا، وسنساعدهم في أي شيء يحتاجونه، ستدرك وارسو أن أي قرار يتخذونه سيساعد أوكرانيا بشكل مباشر وهو أمر جيد، لكنه قد يضعهم أيضا على خط النار المباشر من دول مثل روسيا أو روسيا البيضاء».
وزودت بريطانيا أوكرانيا بأسلحة دفاعية إلى جانب مساعدات عسكرية وإنسانية أخرى.
وقال والاس: إنه سيدلي ببيان أمام البرلمان اليوم الأربعاء لتحديد المساعدات الفتاكة وغير الفتاكة التي ستقدمها بريطانيا، وكذلك الإجراءات التي ستحث الحكومة البريطانية الدول الأخرى على القيام بها.
إجلاء المدنيين
من جهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج الثلاثاء: إنه يجب إجلاء المدنيين بأمان من أوكرانيا.
وقال في مؤتمر صحفي مع رئيس لاتفيا إيجلز ليفيتس: إن أوكرانيا في حاجة «لممرات إنسانية حقيقية تحظى باحترام كامل».
وأضاف «استهداف المدنيين يعد جريمة حرب»، وزاد: «إن الغزو الروسي تسبب في معاناة مروعة وإن آثاره الإنسانية مدمرة».
من ناحية أخرى، وصف عاملو الإغاثة الإنسانية الوضع في مدينة ماريوبول الأوكرانية بأنه كارثي بالنسبة لمئات آلاف الأشخاص هناك. وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إيوان واتسون، في جنيف الثلاثاء «الموقف مروع».
وفي الوقت نفسه، أعلن واتسون استعداد الصليب الأحمر لإتاحة فرصة المغادرة لمن يرغب من المدنيين في الخروج من المدينة.
واتهم واتسون روسيا وأوكرانيا بعدم توفير الظروف المناسبة لخروج المدنيين «ونحن نحاول جاهدين لإتاحة الحوار (بين الجانبين)».
وأعلن الجيش الروسي دخول وقف جديد لإطلاق النار في أوكرانيا حيز التنفيذ الثلاثاء وفتح «ممرات إنسانية» في خمس مدن.
وبحسب البيانات، سيُتاح للمواطنين في العاصمة كييف والمدن الرئيسية في تشيرنيهيف وسومي وخاركيف وماريوبول الساحلية، التي عانت بشدة من القتال، الفرصة للوصول إلى أماكن آمنة.
ممرات الهروب
ويعتبر وقف القتال شرطا أساسيا لإقامة ممرات الهروب في المدن التي تشهد معارك، والتي تتكثف في مدينة ماريوبول الساحلية المطلة على بحر آزوف، حيث تحاصرها القوات الروسية.
وبحسب بيانات الصليب الأحمر، ينتظر 200 ألف شخص في ماريوبول الخروج من المدينة عبر طرق مختلفة.
وهذه هي المحاولة الرابعة في ماريوبول لإخراج المواطنين من المدينة، ومن المخطط أن ينتقلوا عبر حافلات وسيارات.
وبحسب بيانات من كييف، اتفق ممثلو أوكرانيا وروسيا على تفاصيل الإجلاء من المدينة في الجولة الثالثة من المفاوضات الإثنين.
وفي السياق، قالت السلطات في أوكرانيا: إنه تم إطلاق النار الثلاثاء خلال محاولة جديدة لإنقاذ المدنيين من مدينة ماريوبول المحاصرة.
وكتب المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية أوليج نيقولينكو في تغريدة «تم انتهاك وقف إطلاق النار، القوات الروسية تقصف الآن الممر الإنساني من زابوريجيا إلى ماريوبول».
وأضاف: «إن ثماني شاحنات و30 حافلة كانت على استعداد لتوصيل المساعدات الإنسانية لماريوبول ونقل المدنيين إلى زابوريجيا».
وقال «يجب زيادة الضغط على روسيا لكي تحافظ على التزاماتها».
واتهم عمدة كاركيف المحاصرة، القوات الروسية بتعمد قصف البنية التحتية المدنية.
الخروج الآمن
إلى ذلك، لقي أكثر من 21 شخصا، بينهم طفلان، حتفهم الثلاثاء، في غارات جوية على مدينة سومي الواقعة شمالي شرق أوكرانيا، وذلك قبل ساعات فقط من بدء تشغيل ممر للخروج الآمن، مما سمح للمدنيين بالفرار من الاشتباكات
وقال دميترو جيفيتسكي، رئيس الإدارة الإقليمية في سومي، في بيان نُشر على موقع «فيسبوك»: «تم قصف بعض المباني السكنية في بعض المناطق»، مضيفا «أن هناك عدة منازل تم تدميرها عندما سقطت قنبلة بالقرب من وسط المدينة».
كما قُتل أربعة جنود أوكرانيين في ما وصفه جيفيتسكي بأنه «قتال غير متكافئ مع الجيش الروسي».
ولم يتسن التحقق من المعلومات بشكل مستقل.
وأعلنت ألمانيا وفرنسا والصين اعتزامها تعزيز التعاون من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبيشترايت أن المستشار أولاف شولتس والرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والصيني تشي جين بينغ اتفقوا في مؤتمر عبر الفيديو أمس الثلاثاء على تقديم الدعم الكامل لكل المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى حل دبلوماسي للصراع.
وأضاف هيبيشترايت أن من المنتظر أن يقوم وزراء خارجية الدول الثلاث بتنسيق الجهود اللاحقة لإنهاء الصراع.
قلق صيني
وقالت مصادر: إن الجانب الصيني أبدى قلقا كبيرا بشكل ملحوظ حيال إمكانية تأثير الصراع بقوة على الاقتصاد العالمي، وأضافت أن بكين أعلنت اعتزامها العمل على المساهمة في تهدئة الوضع.
وذكرت المصادر أن شولتس وماكرون اتخذا المبادرة للحديث عن هذه القضية مع الرئيس الصيني في الوقت الحالي.
كان الرئيس الصيني وصف الوضع الراهن في أوكرانيا بـ«المقلق»، وأعرب في المؤتمر عن «أسفه إزاء عودة الحرب إلى القارة الأوروبية»، حسبما ذكر التليفزيون الرسمي.
وأكد تشي وجوب احترام سيادة وسلامة أراضي جميع الدول.
كما أكد الرئيس الصيني ضرورة أن يتعاون الجميع وأن يدعموا محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، مضيفا أنه يتعين حث الجانبين على المضي قدما في المحادثات وتجاوز الصعوبات لتحقيق النتائج والسلام، وقال: «يجب أن ندعو إلى أقصى درجات ضبط النفس للحيلولة دون وقوع أزمة إنسانية كبيرة».
وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يي أوضح الإثنين أن بلاده تدعم «شريكتها الإستراتيجية» روسيا.
وترفض بكين إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، وامتنعت الصين عن التصويت على قرار إدانة صدر مؤخرا من الأمم المتحدة.
عقوبات جديدة
يأتي هذا بالتزامن مع إعلان إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عن فرض حظر على واردات الطاقة الروسية الثلاثاء، في عقوبات جديدة من واشنطن دون مشاركة الحلفاء الأوروبيين. ونقلت وكالة «بلومبيرغ» للأنباء عن شخصين، رفضت الكشف عن هويتهما: إن الحظر سوف يشمل النفط والغاز الطبيعي المسال والفحم الروسي، فيما قال آخر: إنه تم اتخاذ القرار بعد التشاور مع الحلفاء الأوروبيين، الذين يعتمدون أكثر من أمريكا على مصادر الطاقة الروسية.
وأظهرت بيانات رسمية ألمانية أن روسيا تعتبر حتى الآن أهم شريك تجاري للموانئ البحرية الألمانية بسبب صادرات الطاقة الهائلة.
وذكر مكتب الإحصاء الاتحادي في مدينة فيسبادن الثلاثاء أنه خلال عام 2021 - باستثناء شهر ديسمبر - بلغ حجم المناولة في الموانئ الألمانية المتعلقة بروسيا حوالي 24.1 مليون طن، وشكلت البضائع الواردة الجزء الأكبر منها (21.5 مليون طن).
وفي المقابل، بلغ حجم صادرات البضائع التي شُحنت من الموانئ الألمانية إلى روسيا 2.6 مليون طن فقط.
من ناحيتها، استبعدت الحكومة البلغارية مشاركة البلاد في حظر محتمل لواردات النفط والغاز القادمة من روسيا.
وقال رئيس الوزراء البلغاري كيريل بيتكوف أمام صحفيين الثلاثاء: «الأشياء التي لا يمكن لنا القيام بها هي وقف استيراد النفط والغاز».
تجدر الإشارة إلى أن بلغاريا، وهي أفقر الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، تعتمد بشكل شبه كامل على واردات الطاقة الروسية.