إن حسن الظن بالناقل، أو غرابة الخبر وجاذبيته، تحول بعضنا أحيانا إلى وكالات أنباء أو ناقل رسمي وحصري للخبر دون تحري الدقة. في حين أننا لو أمعنا النظر قليلا، وقمنا بالبحث عن مصداقية الخبر قبل تداوله، لتيقنا ودون أدنى شك أن مصادر هذه الأخبار ما هي إلا عبارة عن وكالة يقولون، وقد قال عليه الصلاة والسلام (بئس مطية الرجل زعموا). أو في أحسن الأحوال تمت نسبتها اعتباطا إلى إحدى الوكالات أو الصحف العالمية أو مواقع التواصل الاجتماعي التي تعج بالغث والسمين.
إنه لمن المؤسف بمكان أن أصبحت عورات الناس ومشاكلهم، بل وقل كذلك هفواتهم وأخطاؤهم، سلعة يتاجر بها البعض في المجالس، وفاكهة يطيب للبعض منا أن يتحلق حولها ويستمتع بها.
ولو أمعنا النظر لوجدنا أن هناك الكثير من الأحاديث التي تغنينا عن الخوض في أعراض الناس ومصائبهم، ويخرج منها المرء بفوائد تثري المجالس وتعود عليه بالفائدة والنفع، كالحديث في الفوائد المنتقاة من كتاب الله وإعجازه العلمي، وأحاديث النبي عليه الصلاة والسلام، وكالسؤال عن الأحوال وتفقد الغائب، وتذاكر أخبار الآباء والأجداد، والاهتمام بنقل الفوائد العلمية المختلفة من الدورات التدريبية والمحاضرات التوعوية وغيرها من الأمور النافعة.
إننا إذا فعلنا ذلك، سنسهم في رقي مجتمعنا وكف أذانا عن الناس، بل ولو عجز المرء منا فلن يعجز عن امتثال الصمت فهو خير له، قال النبي عليه أفضل الصلاة والسلام (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا، أو ليصمت).
قال الشافعي
إذا رمت أن تحيا سليما من الأذى.. ودينك موفور وعرضك صين
لسانك لا تذكر به عورة امرئ.. فكلك عورات وللناس ألسن
@azmani21