وحذر الكرملين، الخميس، من أن أي شخص يهاجم أفراد القوات الروسية في أوكرانيا يجعل نفسه «هدفا»، وذلك في ضوء تشريع صادق عليه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ويسمح لجميع سكان أوكرانيا بحمل أسلحة.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: «المقاومة المسلحة، هي التي تجعل إطلاق النار المضاد أمرا حتميا».
ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عنه القول: «بالتأكيد، إذا ما هاجم شخص قواتنا بأسلحة، فإنه سيصبح هدفا أيضا».
تدفق اللاجئين
يأتي هذا فيما بلغ عدد اللاجئين من أوكرانيا الذين وصلوا إلى بولندا حاليا أكثر من 1.4 مليون خلال الأسبوعين الماضيين منذ بدء الحرب، مع استقبال دول مجاورة لنحو مليونين آخرين، في حين قالت كاملا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي أثناء زيارة للعاصمة البولندية وارسو، أمس الخميس: إنه ينبغي إجراء تحقيق في ممارسات روسيا في الحرب بأوكرانيا، واستنكرت ما وصفته بـ«فظائع لا يمكن تصورها».
وأضافت في مؤتمر صحفي: «بالتأكيد يجب إجراء تحقيق وعلينا جميعا مراقبة الوضع، لا شك أن عيون العالم تتابع الحرب وما فعلته روسيا فيما يتعلق بهذا العدوان وتلك الفظائع».
وتصف روسيا أعمالها في أوكرانيا بأنها عملية عسكرية خاصة لنزع سلاح جارتها وعزل من تعتبرهم خطيرين من القادة.
إلى ذلك، تخطط أوكرانيا للسماح بمزيد من عمليات إجلاء المدنيين من المدن المحاصرة في شمال وشرق البلاد، وكذلك في العاصمة كييف.
وقال نائب رئيس المكتب الرئاسي كايريلو تيموشينكو، أمس الخميس، في قناة إخبارية عبر تطبيق «تليجرام»: إن عمليات الإجلاء سوف تجرى في الأساس في منطقة سومي بالقرب من الحدود الروسية شمال أوكرانيا.
كما أن هناك محاولات لإجلاء المدنيين من بلدة إزيوم في منطقة خاركيف ومن المدينتين المحاصرتين ماريوبول وفولنوفاخا في منطقة دونيتسك.
وقالت كييف إن موسكو قامت بقصف موقع لضباط شرطة أوكرانيين في قرية ديميديف، ما أسفر عن مقتل أحدهم.
ورفضت روسيا اتهامات بانتهاكها وقفا لإطلاق النار كان تم الاتفاق عليه من أجل السماح بإجلاء مدنيين من أوكرانيا.
تبادل اتهامات
وقالت وزارة الدفاع الروسية: إنه تم بشكل صارم الالتزام بوقف إطلاق النار من قبل الجانب الروسي، وأضاف: في المقابل، أن أوكرانيا قصفت مواقع روسية في ضواحي كييف وخاركيف وماريوبول وسومي.
ولم يتسن التحقق من ذلك من مصدر مستقل.
من جهة أخرى، لا تزال أوكرانيا ترفض إجلاء مواطنين إلى روسيا، وفقا لميزينتسيف الذي قال: إن موسكو اقترحت عشرة طرق للإجلاء، مقابل ثلاثة فقط قدمتها كييف.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: إن المقترح الروسي بفتح ممرات هروب يومية ما زال قائما الخميس، مضيفا أن هؤلاء المسؤولين على الأرض سوف يحددون التوقيت والممرات المحددة.
في غضون هذا، قال الرئيس الروسي في اجتماع حكومي ترأسه، أمس، لبحث تقليل تأثير العقوبات الغربية على موسكو، بعد أن حظرت الولايات المتحدة واردات النفط الروسية: إن بلاده تفي بالتزاماتها فيما يتعلق بإمدادات الطاقة، وشدد على أن «العقوبات الغربية على بلاده غير مشروعة، وأن الحكومات الغربية تخدع شعوبها»، مؤكدا أن روسيا ستحل مشكلاتها بهدوء.
وفي كلمة له بنفس الاجتماع، قال وزير المالية أنطون سيلوانوف: إن روسيا اتخذت تدابير للحد من تدفق رأس المال إلى الخارج وإنها ستفي بالتزاماتها فيما يتعلق بالديون الخارجية بالروبل.
وقال بوتين: «إن روسيا ستخرج في نهاية المطاف من الأزمة الأوكرانية أقوى وأكثر استقلالية بعد التغلب على الصعوبات الناجمة»، عما وصفه بالعقوبات الغربية غير المشروعة.
وأضاف بوتين: إنه لم يكن هناك بديل لما تسميه روسيا «العملية العسكرية الخاصة» التي بدأتها الشهر الماضي في أوكرانيا.
بوتين يشدد
وشدد الرئيس الروسي على أن بلاده ليست الدولة التي يمكنها قبول المساس بسيادتها من أجل مكاسب اقتصادية قصيرة المدى.
وتابع قائلا في اجتماع للحكومة الروسية: «هذه العقوبات كانت ستفرض على أي حال، هناك بعض المشكلات والصعوبات لكننا تغلبنا عليها في الماضي وسنتغلب عليها».
وأضافت روسيا أكثر من 200 مفردة إلى قائمة السلع والمعدات التي كانت تستوردها روسيا في السابق من الخارج، والتي يحظر تصديرها من البلاد حتى نهاية 2022، بحسب وكالة «إنترفاكس».
ويعد تصدير السلع المدرجة على القائمة مقيدا بشكل مؤقت لكل الدول الأجنبية باستثناء الدول الأعضاء بالاتحاد الاقتصادي الأوراسي وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، بحسب وكالة ما نقلته وكالة بلومبرج للأنباء.
واتخذت موسكو أيضا قرارا بتقييد تصدير أنواع معينة من الأخشاب.
وفي سياق السعي للتهدئة، أفاد المتحدث باسم الكرملين بأن اتصالا هاتفيا جرى بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف القول: إن القادة تباحثوا بشأن تطورات أوكرانيا، في حين قال قصر الإليزيه: «إن الرئيس الفرنسي والمستشار الألماني طالبا بوتين بوقف فوري للحرب في أوكرانيا».
ومن أنطاليا، قال دميترو كوليبا وزير خارجية أوكرانيا: إنه لم يتم إحراز تقدم باتجاه وقف إطلاق النار في بلاده خلال محادثات أجراها مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، الخميس، هي أول محادثات رفيعة المستوى بين البلدين منذ بدء الحرب.
محادثات أنطاليا
وقال وزير الخارجية الأوكراني للصحفيين بعد المحادثات مع نظيره الروسي في تركيا: إن مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية تشهد أكثر الأوضاع سوءا، لكن لافروف لم يتعهد بفتح ممر إنساني هناك، ولم يتم إحراز تقدم في الاتفاق على وقف إطلاق نار أوسع نطاقا.
وأضاف: «قدمت اقتراحا بسيطا للوزير لافروف: يمكنني أن أتصل بالوزراء والسلطات والرئيس في أوكرانيا الآن وأحصل لك على تأكيدات 100 ٪ بشأن الضمانات الأمنية للممرات الإنسانية».وقال: «سألته هل تقوم بالمثل؟ لكنه لم يرد».
وفي مؤتمر صحفي منفصل قال لافروف: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يرفض الاجتماع بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لبحث قضايا «بعينها».
وقال لافروف: إن روسيا لا تريد الاعتماد مرة أخرى على دول وشركات غربية، وأضاف أن الغرب يستغل أوكرانيا لتقويض روسيا ويوجد وضعا خطرا في المنطقة سيستمر لسنوات عديدة.
وقال لافروف ردا على إدانة كييف لقصف مستشفى ولادة في ماريوبول الأربعاء: إن المبنى لم يعد يستخدم كمستشفى وتحتله القوات الأوكرانية، لكن الكرملين قال بشكل منفصل: إنه يجري التحقيق في الواقعة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس: إن ثلاثة أشخاص بينهم طفل قتلوا في الضربة الجوية على المستشفى.
وتابع قائلا في خطاب بثه التلفزيون: إن تأكيد روسيا عدم وجود مرضى في المستشفى غير صحيح، وأضاف: «كما هو الحال دائما، يكذبون بثقة».
وقالت موسكو: إنه يتعين تلبية جميع مطالبها لإنهاء الهجوم، والتي تشمل أن تتبنى كييف الحياد وتتخلى عن مساعي الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
زيارة لوكاشينكو
وتصف موسكو ما تقوم به بأنه «عملية عسكرية خاصة» لنزع سلاح أوكرانيا وعزل زعماء تصفهم بالنازيين الجدد، وترفض أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون ذلك باعتباره ذريعة لا أساس لها من الصحة لحرب غير مبررة على دولة ديمقراطية يقطنها 44 مليون نسمة.
من جهة ثانية، أعلنت رئاسة بيلاروس في بيان على موقعها على شبكة الإنترنت أن «رئيس البلاد ألكسندر لوكاشينكو يعتزم زيارة روسيا غدا (اليوم الجمعة)».
وأضاف البيان أنه من المقرر أن يلتقى لوكاشينكو بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن «البيان أشار إلى أن الرئيسين سوف يناقشان التعاون الاقتصادي في ظل ضغوط العقوبات». وكانت الولايات المتحدة قد فرضت الشهر الماضي عقوبات على بيلاروس بسبب «دعمها» للحرب على أوكرانيا.
واستهدفت الخزانة الأمريكية 24 فردا ومنظمة في بيلاروس بإجراءات قسرية بسبب «دعم الغزو الروسي»، بحسب بيان للوزارة وكان رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا قد قال أمام البرلمان الأسبوع الماضي: إن بلاده ستفرض عقوبات على بيلاروس هذا الأسبوع.
وذكرت صحيفة «جابان توداي»، أن كيشيدا قال في البرلمان: «في ضوء تورط بيلاروس الواضح في الغزو الروسي لأوكرانيا، قررنا فرض عقوبات على أفراد من بينهم الرئيس ألكسندر لوكاشينكو بالإضافة إلى كيانات، وفرض إجراءات تقييد على الصادرات».
ويذكر أن دول الاتحاد الأوروبي أعدت بالتعاون مع الولايات المتحدة وبريطانيا عقوبات واسعة النطاق استهدفت القطاع المالي الروسي بالدرجة الأولى، كما تم حظر عبور الطائرات الروسية في المجال الجوي لبريطانيا والاتحاد الأوروبي، وذلك بعد العملية العسكرية التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا.