وكانت النسخة الأولى من البينالي قد انطلقت تحت قيادة القيّم الفني المدير العام والرئيس التنفيذي لمركز UCCA للفن المعاصر في الصين فيليب تيناري، بدعم فريق عمل مؤلّف من نخبة دولية من القيمين الفنيين.
وأقيمت فعاليات البينالي تحت شعار "عبور النهر من خلال تتبّع الحجارة"، وهو المصطلح الذي ظهر خلال فترة الثمانينات تعبيراً عن مرحلة زاخرة بالتحولات الاقتصادية والاجتماعية، وقد ضمّ البينالي ستة أقسام رئيسية، وهي: "عبور النهر" و"المحافظة التجريبية" و"التفكير المحيطي" و"الظهور العلني" و"عالم جديد كلياً" و"فيما يخص الروح".
وفي هذه المناسبة، قال المشرف العام على الشؤون الثقافية والعلاقات الدولية بوزارة الثقافة، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة بينالي الدرعية راكان الطوق: "تتبنى مؤسسة بينالي الدرعية، منذ نشأتها، رؤية واضحة المعالم تتمثّل في رفد المجتمع الإبداعي والفني بكافة عوامل النمو والازدهار وتشجيع أفراده من كوادر الإبداع وتمكينهم على الأجل الطويل، مما يدعم مساعينا المبذولة في رسم ملامح مستقبل الحراك الفني المحلي وترسيخ مكانة المملكة على الخارطة الثقافية العالمية. وقد قطعنا شوطاً طويلاً في هذا الصدد، كما شكّلت النسخة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر إضافةً رائعةً إلى المشهد الفني، بعدما احتفت بأعمال المبدعين والفنانين السعوديين، وأتاحت لنا فرصة رائعة لمواصلة مسيرة التعاون مع الشركاء في جميع أنحاء العالم، الذين نفخر بهم ونعتبرهم أصدقاء وسفراء لأهداف البينالي".
بدورها أكدت الرئيس التنفيذي لـ "مؤسسة بينالي الدرعية آية البكري أن البينالي فتح أبوابه أمام الجمهور منذ شهر ديسمبر الماضي، وذلك بوصفه منصّةً جديدة تدعو المبدعين والملهمين من داخل المملكة وجميع أنحاء العالم لاستشراف مستقبل الفنون والإبداع وبحث سُبل التعاون مع المشهد الفني السعودي ومجتمعه الإبداعي, ولم يكن البينالي في مفهومه وفكرته مجرّد معرض، بل كان ملتقىً ملهماً تعلو فيه قيم الاستكشاف والحوار والتبادل المعرفي.
ورحب البينالي بالجمهور المحلي والدولي، الذين كانوا على موعد مع باقة متنوعة من الفعاليات والأنشطة شملت معارض وعروضاً سينمائية وحوارات وورش عمل وغيرها من التجارب والجولات الغامرة وكان من بين الحضور زوّار لم يسبق لهم تجربة بينالي للفنون المعاصرة، هذا بجانب عشّاق الفنون والثقافة, وما حققناه مجرد بداية مشرقة لمسيرة واعدة، متطلعة إلى الإعلان عن مزيد من التفاصيل حول بينالي الفنون الإسلامية الذي ستنطلق فعالياته في وقت قريب.
من جانبه أضاف القيّم الفني المدير العام والرئيس التنفيذي لمركز UCCA للفن المعاصر في الصين فيليب تيناري : "عندما نتأمل في أهمية البينالي، فأول ما يتبادر إلى الأذهان هو دور الفنانين السعوديين ومساهماتهم في دعم الحوار العالمي حول الفنون المعاصرة وانبهرنا من الجمهور السعودي الذي كان حريصاً على استكشاف ما قدمناه والتعرّف على مختلف محتويات البينالي، وأجد أن الطرفين، زوّاراً وفنانين، قد استمتع بهذه التجربة الإبداعية الغامرة".
وضمن الأنشطة المصاحبة للبينالي، نظمت مؤسسة بينالي الدرعية برنامجاً ثقافياً عاماً تخللته سلسلة واسعة من الفعاليات والأنشطة المناسبة لكافة الأعمار، استوُحيت مكوّناته من قوالب فنية وثقافية مختلفة من داخل المملكة وخارجها، في خطوة تعزز روح الاستكشاف والتبادل المعرفي، واعتماد أفضل الممارسات، وتمكين كافة أشكال التعبير الإبداعي ومختلف الأصوات الفنية, كما شارك فنانون سعوديون ودوليون في سلسلة الحوارات والجلسات النقاشية التي أقيمت على هامش فعاليات بينالي الدرعية.
كما انضم الزوّار إلى ورش العمل والجولات وغيرها من الدورات التعليمية التي قدمها البينالي، وسط حضور كبير من أبرز قادة المؤسسات الدولية، فيما قدم "بينالي الدرعية للفن المعاصر" مخيم أنشطة فنية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و14 عاماً.
ويأتي بينالي الدرعية للفن المعاصر بتنظيم مؤسسة بينالي الدرعية إلى جانب عدد من الشركاء في القطاع الحكومي والخاص.