غير أن حاكم منطقة كييف قال إن القتال والتهديدات بشن هجمات جوية روسية استمرت أثناء محاولات الإجلاء، وقال حاكم منطقة دونيتسك إن القصف المستمر يعقد جلب المساعدات إلى ماريوبول.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن المحاصرين في ماريوبول في حالة يأس.
أضاف المكتب: «هناك تقارير عن عمليات نهب ومواجهات عنيفة بين المدنيين على الإمدادات الأساسية القليلة المتبقية في المدينة. الأدوية الخاصة بالأمراض التي تهدد الحياة تنفد بسرعة والمستشفيات تعمل بشكل جزئي فقط والغذاء والماء يشحان».
وقال مستشار للرئاسة الأوكرانية في وقت سابق، إن 79 حافلة للإجلاء وشاحنتين تحملان شحنات إنسانية غادرت إلى سومي أمس السبت، كما غادرت حافلات وشاحنات زابوريجيا إلى ماريوبول.
استهداف قوافل
حذرت موسكو من أن القوافل الغربية التي تجلب مساعدات عسكرية للقوات الأوكرانية، يمكن معاملتها كأهداف عسكرية مشروعة للقوات الروسية التي تغزو أوكرانيا.
ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية، عن نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف قوله: «لقد حذرنا الولايات المتحدة من أن عملية إغراق أوكرانيا بالأسلحة التي تنظمها الولايات المتحدة لصالح أوكرانيا، والواردة من بعض الدول لا تعد خطوة خطيرة فحسب؛ بل إجراء يجعل هذه القوافل أهدافا مشروعة».
وجدد الإشارة إلى أن هدف روسيا هو نزع سلاح أوكرانيا، وأضاف أن عمليات إرسال الشحنات التي تنظمها الولايات المتحدة يمكن اعتبارها «تصعيدية».
مقتل 1300 جندي
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس السبت، إن نحو 1300 جندي أوكراني قتلوا منذ بدء الغزو الروسي.
وأضاف زيلينسكي في إيجاز صحفي، أن فريقي التفاوض الأوكراني والروسي شرعا في مناقشة موضوعات محددة بدلا من تبادل المطالب.
وتابع أن على الغرب الانخراط أكثر في المفاوضات لإنهاء الحرب، لكنه رحب بجهود رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت للوساطة بين أوكرانيا وروسيا، وقال إنه اقترح على بينيت إجراء المحادثات في القدس.
وقال زيلينسكي إن روسيا ترسل قوات جديدة إلى أوكرانيا بعد تكبدها ما وصفها أنها أكبر خسائرها منذ عقود.
وأضاف زيلينسكي أيضا أنه تحدث مع المستشار الألماني أولاف شولتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بخصوص الضغط على روسيا، من أجل إطلاق سراح رئيس بلدية ميليتوبول الذي تقول أوكرانيا إن القوات الروسية خطفته يوم الجمعة.
وحث زيلينسكي روسيا - في كلمة بثها التلفزيون - على الالتزام بوقف إطلاق النار المتفق عليه للسماح بعمليات الإجلاء من مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة بعد تحميل موسكو المسؤولية عن فشل محاولات الإجلاء السابقة.
شولتس وماكرون
من جهته، طالب المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالوقف الفوري لإطلاق النار في أوكرانيا.
كما حث شولتس وماكرون الرئيس الروسي على الانخراط في حل دبلوماسي للصراع.
جاء ذلك وفقا لما أعلنه المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبيشترايت، أمس، بعد اتصال هاتفي لشولتس وماكرون مع بوتين، والذي استغرق 75 دقيقة.
وأضاف هيبيشترايت أن شولتس تحدث قبل ظهر أمس، مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي واستعلم خلال الاتصال عن تقديرات زيلينسكي للوضع الراهن.
من جانبه، قال الكرملين إن بوتين أطلع شولتس وماكرون على «الحالة الفعلية» للوضع في أوكرانيا، وأضاف أن بوتين ركز في حديثه على العديد من الانتهاكات الكبيرة لحقوق الإنسان من جانب القوات المسلحة الأوكرانية، مشيرا إلى قيام وحدات أوكرانية بشنق مخالفين لرأي كييف، وأخذ رهائن وأخذ مدنيين كدروع بشرية ونصب أسلحة ثقيلة في مناطق سكنية.
وأضاف الكرملين أن بوتين قال إن القوات «القومية» منعت محاولات للإجلاء بشكل ممنهج، وأرهبت المدنيين الذين كانوا يرغبون في الفرار.
وذكر الكرملين أن بوتين طالب شولتس وماكرون بممارسة الضغط على أوكرانيا لوقف ارتكاب هذه الجرائم، كما قام بوتين بإطلاع المستشار الألماني والرئيس الفرنسي على وضع المفاوضات مع أوكرانيا.
قصف مستمر
قال حاكما منطقتي كييف ودونيتسك الأوكرانيتين في بيانين منفصلين أمس، إن الهجمات الروسية مستمرة في مناطق تحاول أوكرانيا إجلاء سكان منها، ونقل مساعدات إليها عبر «ممرات إغاثة إنسانية».
وقال بافلو كيريلينكو حاكم دونيتسك لوسائل إعلام محلية: «تتجه شحنة إغاثة إنسانية إلى ماريوبول، وسوف نبلغكم كيف تسير الأمور.. الوضع معقد، وهناك قصف مستمر.. الوضع صعب إلى أبعد حد».
وقال مجلس مدينة ماريوبول في بيان على الإنترنت الجمعة، إن ما لا يقل عن 1582 مدنيا لقوا حتفهم نتيجة القصف الروسي والحصار المستمر منذ 12 يوما على المدينة الجنوبية الشرقية، ولم يتسن التحقق من عدد القتلى أو المصابين.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن صفارات الإنذار انطلقت في معظم المدن الأوكرانية صباح أمس، لحث الناس على الاحتماء.
قصف فندق
وقدم حاكم تشرنهيف، التي تقع على بعد حوالي 150 كيلومترا، شمال شرقي كييف، والذي بدا عليه الإرهاق، تحديثا باللقطات المصورة أمام أطلال فندق أوكرانيا بالمدينة، الذي قال إنه قُصف أمس.
قال فياتشيسلاف تشاوس، بينما يجفف دموعه: «لم يعد هناك مثل هذا الفندق، لكن أوكرانيا نفسها ما زالت موجودة وستنتصر».
ونقلت وكالة إنترفاكس الأوكرانية عن ناتاليا بالاسينوفيتش، رئيس بلدية فاسيلكيف، قولها إن الهجمات الصاروخية الروسية دمرت قاعدة جوية أوكرانية وأصابت مستودع ذخيرة قرب بلدة فاسيلكيف في منطقة كييف صباح أمس.
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية، إن مسجدا كان يحتمي به أكثر من 80 شخصا في ماريوبول تعرض للقصف، دون أن تذكر ما إذا كان أي ممن فيه قد لقي حتفه أو أصيب.
وتنفي موسكو استهداف المدنيين خلال العملية التي تصفها أنها خاصة لنزع سلاح أوكرانيا وإزاحة قادتها الذين تصفهم بالنازيين الجدد، ولم تستجب للتحديات الأوكرانية بأن تقدم أدلة.
هجمات جديدة
وتقول أوكرانيا إنها تتوقع موجة جديدة من الهجمات على المناطق المحيطة بالعاصمة كييف وخاركيف، ثاني مدن البلاد، ودونباس في الشرق حيث وسع الانفصاليون المدعومون من روسيا سيطرتهم.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية الجمعة، إن القوات الروسية تعيد تنظيم صفوفها فيما يبدو، ربما لشن هجوم جديد قد يستهدف العاصمة كييف في غضون أيام قليلة، وقالت في تحديث أمس، إن القتال شمال غربي العاصمة مستمر، وإن الجزء الأكبر من قوات المشاة الروسية على بعد 25 كيلومترا من وسط المدينة.
وأضافت أن مدن خاركيف وتشرنهيف وسومي وماريوبول ما زالت تحت الحصار والقصف الروسي المكثف.
مدينة ماريوبول
أعلن الجيش الأوكراني، أمس، أن «العدو» (القوات الانفصالية المدعومة من روسيا)، استولى على عدد من الضواحي شرقي مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في وقت سابق من يوم أمس، الاستيلاء على أجزاء عدة من المدينة.
يشار إلى أن ماريوبول، التي تقع على بحر أزوف ويقطنها 400 ألف نسمة، محاصرة منذ أيام، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني بالمدينة على نحو مأساوي.
وبحسب بيانات الجانب الأوكراني، فإن ما يصل إلى نصف بلدة ايسيوم في منطقة خاركيف، يخضع للسيطرة الروسية، وأشارت بيانات الجانب الأوكراني إلى أن العدو تحصن في الجزء الشرقي من البلدة.
وذكر الجانب الأوكراني أن القوات الروسية تحاول بدء هجوم حول مدينة فولونوفاخا في إقليم دونباس، وأشار إلى وقوع معارك عنيفة حول بلدة روبيشنه الواقعة شرقي أوكرانيا.
جسر جوي
ذكرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أن برلين تعمل مع شركاء دوليين على إقامة جسر جوي لنقل اللاجئين الأوكرانيين من مولدوفا.
وقالت الوزيرة عقب اجتماعها مع نظيرها المولدوفي نيكو بوبيسكو في العاصمة تشيسيناو، أمس، إن مثل هذا الجسر الجوي سيكون «مجديا تماما».
وفي الوقت نفسه، أعلنت بيربوك أن الحكومة الألمانية ستنقل 2500 لاجئ أوكراني من مولدوفا مباشرة إلى ألمانيا في خطوة أولى، مضيفة أنها اتفقت على ذلك مع وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر.
وذكرت بيربوك أن هذا لن يكون سوى بداية لدعم مولدوفا في استقبال وتوزيع اللاجئين مع دول أخرى داخل الاتحاد الأوروبي وخارجه، وأوضحت أنه لهذا الغرض سيجري إنشاء «ممر أخضر» باستخدام حافلات تمر عبر رومانيا، مشيرة إلى أنه سيُجرى أيضا نقل الأشخاص جوا من مولدوفا مباشرة أو عبر بلدان مجاورة ذات سعة أكثر في المطارات.