يؤكد إطلاق سمو ولي العهد إستراتيجية برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الجهود الحثيثة التي تقوم بها الدولة لتهيئة كافة متطلبات تحقيق رؤية المملكة 2030 في كافة المجالات وفي مقدمتها الموارد البشرية والكفاءات التي لا تقل أهمية عن أهمية الموارد المالية والميزانيات لجعل الرؤية حقيقة وواقعا ملموسا -بإذن الله-، ومما يبعث على مزيد من الثقة أن نظرة لهذه الإستراتيجية تظهر بوضوح تكاملها وشمولها متطلبات تحقيق الهدف من هذا البرنامج سواء من حيث اختيار التخصصات التي يتم ابتعاث الطلبة والطالبات بها حيث روعيت فيها بدقة احتياجات سوق العمل على ضوء المشروعات التي تعتني الرؤية بتنفيذها أو من حيث المسارات التي حددتها هذه الإستراتيجية، وكذلك الاختيار الأمثل للجامعات ومؤسسات التعليم العالي والتي تم تحديدها في أفضل (200) جامعة على مستوى العالم شملت بشكل رئيس جامعات في الولايات المتحدة الأمريكية منها هارفارد وستانفورد ومعهد ماسوتش التكنولوجي وشيكاغو، وبيركلي وكولومبيا وجون هوبكنز وواشنطن ومتشيغل وغيرها، وأخرى في المملكة المتحدة ومنها على سبيل المثال جامعة أكسفورد وكامبرج وامبيريال كولدج وجامعة بن، وكذلك جامعات في اليابان مثل جامعة طوكيو، وأخرى في الصين مثل جامعة ديوك وفي سنغافورة جامعة (نيس) فهي أيضا تؤكد ريادية هذه الإستراتيجية غير المسبوقة حيث تم تحديد أربعة مسارات تهدف إلى رفع كفاية رأس المال البشري وتحقيق التنمية المستدامة سواء مسار (الرواد) الذي يتم من خلاله ابتعاث الدارسين على أفضل (30) جامعة ومعهدا في العالم في مراحل البكالوريوس والماجستير، أما المسار الثاني فهو (إمداد) ويهدف إلى ابتعاث الطلبة إلى أفضل (200) جامعة ومعهد حول العالم لتلبية احتياجات سوق العمل، أما المسار الثالث فهو مسار (البحث والتطوير) ويهدف إلى ابتعاث طلبة الدكتوراة إلى أفضل (200) جامعة في العالم أيضا بقصد تنمية كفايات البحث والتطوير بين الدارسين والعلماء، أما المسار الرابع فهو (واعد) وهو يهتم بابتعاث الطلبة في القطاعات والمجالات الواعدة حسب المتطلبات الوطنية للمشاريع والمبادرات الكبرى وإعادة التأهيل وتعزيز القدرات في القطاعات الواعدة. ولعل إلقاء نظرة سريعة على التخصصات المستهدفة التي حددتها الإستراتيجية بالتفصيل تؤكد أنها حددت بما يوافق الاحتياجات الحالية والمتوقعة لسوق العمل في ضوء المشاريع الكبرى والمبادرات التي يجيء تنفيذها على ضوء الرؤية وفي سبيل الوصول إلى غاياتها، وهي جميعا تخصصات مطلوبة وهامة وتتناسب مع احتياجات المرحلة القادمة التي يؤمل أن تشكل نقلة نوعية ببلادنا إلى آفاق أرحب من التنمية والتحديث والتطوير، خاصة وقد يسر الله لوطننا قيادة مخلصة لديها التصميم والإرادة للعمل لمستقبل هذا الوطن، والانفتاح الواعي على المستجدات العلمية والتقنية والسعي إلى اكتسابها وتسليح أبناء الوطن بها وتوظيفها لتحقيق المزيد من التقدم والبناء والعمران لتتبوأ بلادنا المكانة التي تستحقها تحت الشمس وبما يتناسب مع أهميتها وموقعها وقداسة أرضها وثرواتها وقدرات أبنائها، ومما يجعل ذلك ممكنا أن تنظم هذه الجهود في إستراتيجية جاءت على الوجه الأمثل الذي يعزز الجهود ويحقق أفضل المخرجات والنتائج -بإذن الله-.
@Fahad_otaish