وأشار إلى أن التربية الإيجابية تتضمن رعاية الطفل وتعليمه وإرشاده والتواصل معه وتلبية احتياجاته بشكل مستمر ودون شروط، كذلك الاهتمام بالتكوين النفسي والعاطفي للطفل من خلال تعميق القيم في شخصيته، وتعريضه إلى خبرات إيجابية تسهم في تحسين نظرته لنفسه والمجتمع والعالم، وهذا أحد المفاهيم الأساسية للتربية الإيجابية، إذ تؤدي الأساليب التربوية إلى تعليم الطفل الانضباط بطريقة تبني احترام الذات لديه، وتدعم علاقته بالوالدين، وتشير الدراسات إلى أن التربية الإيجابية تسهم بشكل كبير في ثبات شخصية الطفل، ونمو شخصيته الفكرية والوجدانية من خلال رفع مستوى الرصيد المعنوي لديهم، الذي يتشكل من مجموعة القيم الأساسية: اللطف واللين والتسامح والتعاون والرحمة.
وأضاف أن الزج بالأطفال في خبرات ومواقف حياتية بسيطة قد يعرض حياتهم النفسية إلى الخطر، إذ تشير إحدى الدراسات إلى أن 2 من كل 10 أطفال يصابون باضطراب نفسي بسبب الأساليب التربوية الخاطئة، والشواهد الإكلينيكية كثيرة أيضا، فمن الأطفال مَن يختار «الصمت الاختياري» بسبب كلمة جارحة قيلت له، وأيضا الكثير من المخاوف التي يطلق عليها «القلق الأساسي» هي نتاج لأساليب تربوية خاطئة، وقيل في بعض أدبيات علم النفس: لا يولد الأطفال وهم يخافون الظلام. وقال: أساليبنا التربوية تحدد رحلة الأطفال في الحياة، كما سوف تحدد الكثير من ملامح مستقبلهم، نستطيع التنبؤ بمستقبل المجتمعات من خلال الخبرات التربوية التي نقدمها للأبناء، فهي خارطة طريق كاشفة للمستقبل، فهذه الخبرات سوف ينتقل بها الإنسان في جميع مراحل حياته، فعندما يكون طالبا يحتاج إلى قيمة الاجتهاد والتفاؤل والأمل، وعندما يكون مهنيا يحتاج أيضا إلى التعاون والنزاهة، وعندما يكون أبا أو أما يحتاج إلى معنى المسؤولية والضبط الانفعالي، مع الأخذ في الاعتبار أن الإنسان يحتاج إلى تلك القيم في كل هذه المحطات.