وقال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق «للأسف، لقد تبعثرت جهود فرقاء (14 آذار) وتفرقت، ولاسيما إزاء فريق قرر الالتحاق بمشروع خارجي همه الوحيد استتباع لبنان، والهيمنة على عدد من الدول العربية. وها هو لبنان يعيش في هذه الأيام أصعب أيامه وأكثرها مرارة. فدولته أصبحت مستتبعة، ومؤسساته مهدّمة، واقتصاده منهارا، وشعبه ينتظر فتات المساعدات في ظلمة العتمة والبرد والصقيع القارس، وتفاقم يد الوصاية السياسية لإيران وحزبها المسلح في لبنان، وفي ظلّ استعصاء مزمن ضد الإصلاح السياسي والإداري والمالي».
وأضاف السنيورة: «تصادف مرور هذه الذكرى مع صدور حكم الاستئناف للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان بإدانة عضوين آخرين من حزب الله، وهما: حسين عنيسي وحسن مرعي، ليرتفع عدد المدانين من أعضاء حزب الله باغتيال الرئيس الحريري إلى ثلاثة بعد إدانة سابقة لسليم عياش. ولقد حدّد هذا الحكم الاستئنافي الصادر عن المحكمة الدولية دور مصطفى بدر الدين ودلّ أيضاً على تورّط أفراد آخرين، والمناصب التي كانوا يشغلونها في حزب الله عندما ارتكبوا هذه الجريمة النكراء. ولذلك، فإنّ النضال الوطني بات اليوم نضالا من أجل تنفيذ أحكام المحكمة ومن أجل إنقاذ الدولة اللبنانية ومواطنيها من محنة الهروب من العدالة».
وتابع: «في هذه المناسبة الوطنية نتوجه إلى الشعب اللبناني لكي يدرك ما جرى وخطورة ما يجري، وكذلك إلى حزب الله بضرورة الإقلاع عن مسيرة الإنكار للحقائق الوطنية، والعودة إلى لبنان بشروط لبنان، ومن ذلك عبر تسليم المجرمين المدانين باغتيال الرئيس الحريري قبل فوات أوان المسامحة الوطنية عن هذه المسؤوليات». وأردف: «ستبقى انتفاضة الرابع عشر من آذار أم الانتفاضات العربية واللبنانية لأنها اللحظة التي قال فيها الشعب اللبناني إن التحرّر ممكن من ربقة الاحتلال الإسرائيلي والوصاية والأغلال لإيران وللنظام السوري، ليبقى لبنان حراً عربياً سيداً مستقلاً رغم أنف كل طامع بأرضه وسيادته واستقلاله وثرواته».
جعجع: للحفاظ على ما تبقى من السيادة
بدوره، رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خلال حفل إطلاق حملة حزب «القوات اللبنانية» الانتخابي، أنه «حين يكون الوطن مهدّدا والهوية بمهبّ الريح والمؤسسات مخطوفة والدستور شبه معطّل، وحين يكون الشعب بائساً والجوع يدق أبوابه وهاجر نصف شبابه والنصف الثاني على أبواب السفارات، وحين تتفجّر بيروت ويمنعون معرفة من فجّرها، حين يُسرق جنى العمر ويمنعون الذي سرق بمحاسبة السارق، وحين يصبح الحق سكوتا والباطل فجورا، وحين يصبح لبنان «منارة مطفيّة وخبرية منسيّة وسقطات حتميّة»، عندها تصبح الانتخابات النيابية معركة وجوديّة ليس مجرّد معركة سياسية، وبالتالي ما خلقت هيك معارك إلا للقوات اللبنانية».
وأكّد أنّ «معركتنا اليوم هي معركة وجود، فإما أن نحافظ على ما تبقى من لبنان ونسترد ما خسرناه أو نشهد زواله، إما نحافظ على ما تبقى من الحرية ونعيد سويا وطن الحريات أو نعود جميعنا إلى السجن الكبير».