ومن الأهمية تعريف الطاقة المتجددة، والحديث عن فوائدها، حيث يقصد بها تلك التي تتولد من مصادر طبيعية وبصفة مستدامة لا تنضب. تتوافر معظم مصادر الطاقة المتجددة في الطبيعة كالطاقة الشمسية والرياح والمياه ودوران الأرض وحرارة جوفها المليء بالمعادن المنصهرة نتيجة غليان شديدة للمعادن في باطنها، حيث تبحث عن نقطة ضعيفة للانطلاق من خلالها إلى سطح الأرض، كما يحدث في الثورات البركانية. أما فوائد الطاقة المتجددة فكثيرة يمكن تبسيطها في النقاط التالية حسب ما ورد في موقع الطاقة الإلكتروني http://www.bee2ah.com
(١) حماية صحة الإنسان وتحسين مستوى معيشته والحد من الفقر، (2) تأمين فرص عمل جديدة، (3) المحافظة على البيئة الطبيعية، (4) الحد من الانبعاث الحراري وعواقبه الخطيرة، (5) انخفاض عدد وشدة الكوارث الطبيعية الناتجة عن الانحباس الحراري، (6) الحد من تشكل الأمطار الحامضية التي تلحق الضرر بكافة أشكال الحياة، (7) الحد الكبير من تشكل وتراكم النفايات الضارة بكافة أشكالها الغازية والسائلة والصلبة، (8) حماية كافة الكائنات الحية وخاصة المهددة بالانقراض، (9) حماية المياه والثروة السمكية من التلوث، (10) المساهمة في تأمين الأمن الغذائي، (11) زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية نتيجة تخلصها من الملوثات الكيميائية والغازية.
يعتمد العالم على أربعة مصادر للطاقة، وهي: النفط والشمس والفحم الحجري ومياه البحار والأنهار من خلال الأمواج التي تحرك المولدات الكهربائية. واليوم نسمع عن الطاقة المتجددة وما لها من أهمية اقتصادية في توليد الطاقة اللازمة في المصانع والمؤسسات والشركات والمنازل والمكاتب. أما الطاقة الأحفورية الناتجة من النفط والطاقة الناتجة من الفحم الحجري فإنها تتناقص بزيادة الاستهلاك والنمو السكاني العالمي ولها تبعات سلبية على البيئة.
تتصدر الولايات المتحدة الدول من حيث الاستثمار في تكنولوجيا الطاقة المتجددة بأكثر من 286 مليار دولار في عام 2015م. استثمرت بكثافة كل من الولايات المتحدة والصين في الطاقة المتجددة بواسطة الرياح والشمس والماء والطاقة الأحفورية البيولوجية. لقد ساهمت صناعة الطاقة المتجددة في توفير 7.7 مليون وظيفة حول العالم، حيث كان أغلبها منذ عام 2015 حوالي 50 % من المحطات الكهربائية، بحيث صممت على أساس تشغيلها بالطاقة المتجددة.
الخلاصة أن مصادر الطاقة المتجددة آمنة وأقل تكلفة وأنظف من غيرها من مصادر الطاقة من حيث علاقتها بالبيئة والحياة البشرية والنباتية والحيوانية، لذلك الاستثمار فيها يعد خطوة إستراتيجية ناجحة مهما كانت التكلفة في الأجل القريب لأن فوائدها الاقتصادية والبيئية الكثيرة مجدية في الأجل الطويل مهما بلغت تكاليفها على الحكومة والمواطن والمؤسسات والشركات المستثمرة في مجال الطاقة المتجددة. سيوفر الاستثمار في الطاقة المتجددة نسبة كبيرة من الوظائف في المملكة، ويساهم في التنويع الاستثماري، ناهيك عن تقليل الاعتماد على النفط التقليدي في مصادر الدخل الوطني، بل سيفتح المجال للشركات الوطنية للتخصص الاستثماري في هذا المجال الاقتصادي الحيوي. وعلى الحكومة الاستعداد للتحول من الطاقة التقليدية إلى الطاقة المتجددة، قبل أن تتراجع مرة أخرى إيرادات النفط التقليدي بشكل حاد لا يساعد على ضخ الأموال اللازمة للاستثمار في مشاريع عملاقة في مجال الطاقة المتجددة الواعدة. وبصفة عامة ستستفيد الدولة والمواطن من الطاقة المتجددة من حيث التكلفة ونظافة وصحة البيئة على المدى البعيد، بشرط أن تتبنى الحكومة البرامج المناسبة لتنفيذ برنامج التحول إلى الطاقة المتجددة.