- يمثل مجلس الأعمال السعودي البريطاني قناة مهمة لتعزيز وتطوير حجم التعاون
- تعد المملكة الشريك التجاري الثالث للمملكة المتحدة في المنطقة من حيث حجم التبادل التجاري
- يبلغ متوسط التبادل التجاري بين المملكة وبريطانيا 6 مليار دولار لآخر 5 سنوات
- نمو الاستثمارات البريطانية في المملكة عن العام 2019 بنسبة 200%
تعكس زيارة دولة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى المملكة مكانتها السياسية والاقتصادية عالميا وثقلها ودورها المحوري دوليا في التعامل مع الأزمات والتحديات العالمية في مختلف المجالات.
وترتبط المملكة العربية السعودية مع المملكة المتحدة بعلاقات تاريخية ومميزة في مختلف المجالات السياسية والأمنية والعسكرية، والتجارية والاستثمارية والخدمات المالية، وفي الصحة والتعليم، والطاقة والصناعة والبيئة، وكذلك الثقافة والرياضة والسياحة وستسهم زيارة رئيس الوزراء البريطاني في تعزيز هذه العلاقات وتطويرها.
هذا ودخلت العلاقات بين البلدين مرحلة جديدة من التعاون بعد تأسيس مجلس الشراكة الاستراتيجية السعودي البريطاني، الذي عقد اجتماعه الأول في العاصمة البريطانية لندن (مارس 2018)، وعكس تأسيسه عمق العلاقات بين البلدين وحرصهما على تعزيزها، والالتزام بشراكة استراتيجية أعمق لخدمة المصالح المشتركة.
ويمثل مجلس الأعمال السعودي البريطاني بمجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية قناة مهمة لتعزيز وتطوير حجم التعاون القائم بين البلدين، بما يخدم المصالح المشتركة لهما في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار، والاستفادة من الفرص التي تتيحها برامج رؤية 2030، والمشروعات الكبرى التي أطلقتها المملكة في مختلف المجالات.
وتعد المملكة الشريك التجاري الثالث للمملكة المتحدة في المنطقة من حيث حجم التبادل التجاري، ويبلغ متوسط التبادل التجاري 6 مليار دولار لآخر خمس سنوات، كما تشير الإحصاءات الخاصة بحجم التبادل التجاري إلى زيادة الصادرات السعودية إلى بريطانيا نسبياً مقارنة بالسنوات الماضية، ويتطلع الجانبان السعودي – البريطاني إلى الانتهاء من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بينهما، والمستهدف توقيعها خلال العام 2022.
كما تطورت العلاقات الاستثمارية والشراكات التجارية بين البلدين، إذ نمت الاستثمارات البريطانية في المملكة عن العام 2019 بنسبة 200%، ويتجاوز عدد الشركات البريطانية المرخصة للاستثمار في السوق السعودية 500 شركة برأس مال يزيد على 6 مليار دولار، كما توجد 200 شركة تضامنية بين الجانبين.
ويتفق الجانبان السعودي والبريطاني على أهمية إيجاد حل سياسي شامل للأزمة اليمنية وفق المرجعيات الثلاث وقرارات مجلس الأمن الدولي، إضافة إلى معالجة الأزمات القائمة في كل من سوريا والسودان وليبيا وأفغانستان، وضرورة التوصل اتفاق سلام للقضية الفلسطينية في إطار حل الدولتين، وعلى أساس مبادرة السلام العربية.
وتحرص المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة على تعزيز تعاونهما المشترك في مجال الطاقة والصناعة، بما في ذلك الطاقة المتجددة والجوانب التنظيمية ومستقبل النقل، وقد أطلق البلدان حوار الطاقة والصناعة الوزاري السعودي - البريطاني، وتم توقيع مذكرة تفاهم حول الطاقة النظيفة، ويسعى البلدان إلى التعاون في مجالات عدة رئيسية ذات أولوية، ومن ذلك التعامل مع تحديات النمو النظيف والذكاء الاصطناعي.
كما يحرص البلدين على استقرار وموثوقية واستدامة وأمن أسواق البترول العالمية، وتقود المملكة جهود تحالف (أوبك بلس) للحفاظ على التوازن بين مصالح المنتجين والمستهلكين، كما يسعيان معاً إلى تعزيز تعاونهما المشترك في مجال تقنيات الطاقة النظيفة، وتفعيل التعاون بينهما في تطبيق مخرجات القمة العالمية للأمم المتحدة لتغير المناخ (Cop26)، وتنفيذ مبادرتي الشرق الأوسط الأخضر والسعودية الخضراء، وتسريع مسار التفاوض لإبرام اتفاقية للتعاون التقني بينهما في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، وجذب الاستثمارات البريطانية في مشروعات الطاقة المتجددة في المملكة.
وحققت الشراكة الاستراتيجية القائمة حالياً بين البلدين العديد من المنجزات، شملت إزالة الازدواج الضريبي والضرائب الإضافية غير المباشرة والتهرب الضريبي بالإضافة إلى إزالة المصاعب المتعلقة بالتجارة عبر الحدود وتدفق الاستثمارات بين البلدين، تقديم الجانب البريطاني الاستشارات ودعم برنامج إصدارات الدين للمملكة، وكذلك دعمها لجهود المملكة خلال رئاستها لمجموعة العشرين 2020، إضافة إلى دعم التعاون المشترك في المحافل والمنظمات المالية الدولية.
يضاف لذلك تأسيس شركة أرامكو السعودية مكتب التقنيات التابع لها في مدينة أبردين الاسكتلندية، ليسهم في تطوير تقنيات الحفر والإنتاج، وتقع الذراع الأوروبية لشركة أرامكو السعودية لمشاريع الطاقة في هذا المكتب، الذي تتمثل مهمته في إقامة علاقات مع شركات تقنيات الطاقة الرائدة ذات الثقل الاستراتيجي وتوطيدها.
كما توجد عدد من الفعاليات والبرامج الثقافية المشتركة بين البلدين، مع العديد من المؤسسات الثقافية والفنية ومنها برنامج صُنّاع الأفلام لبناء القدرات في مجال الأفلام بالتعاون مع المعهد البريطاني للأفلام (BFI) ومدرسة لندن للأفلام.
أما العلاقات التعليمية بين البلدين تطورت بشكل كبير، وشهدت السنوات الماضية تزايد عدد الطلبة السعوديين الدارسين بالجامعات والمؤسسات التعليمية في بريطانيا ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وكذلك الطلبة الدارسين على حسابهم، إذ يفوق عددهم حاليا (14.742) ألف طالب وطالبة في مختلف التخصصات، كما قدمت المملكة 138 منحة دراسية في جامعاتها للطلبة البريطانيين، وقبل منهم 63 طالباً، وذلك في العام 1442.