استغربت من سلوكه، الذي لم أتوقع أن يصدر من شخص عاقل ومدرك وواعٍ مثله، كان بالإمكان أن يضعها في سلة المهملات، التي كانت متوزعة في كل مكان ولا تبعد عن سيارته سوى بضعة أمتار بعد أن انتهى من استعمالها.. لا أن يضعها في عربة التسوق، التي مما لا شك فيه سيستخدمها متسوق آخر بعده..
تساءلت بيني وبين نفسي هل هذا ما تعلمناه من وباء كورونا؟ هل تعلمنا من هذا الوباء الأنانية؟
ولكنني رجحت أن سلوكه صادر من شخص مدرك على مستوى نفسه فقط دون أن يفكر بالآخرين أو على الأقل يفكر بالعامل، الذي سيقوم بإعادة العربة إلى مكانها من جديد وهو تاركا له كمامته وقفازاته، التي جابت أرجاء السوبر ماركت!!
إن جل ما نحتاج إليه اليوم هو أن نكون أكثر تضامنا وتكافلا.. أن نكون أكثر مسؤولية اتجاه أنفسنا والآخرين.. أن نكون أكثر تعاونا.. فحتى هذه اللحظة ليس الجميع ممن يصاب بهذا الوباء تكون أعراضه طفيفة عليهم، بل ما زال البعض ممن يصابون به تظهر أعراضه عليهم بصورة خطيرة جدا قد تنتهي بالموت..
حين تمنح حكومتنا الرشيدة كامل ثقتها من خلال تطبيق إجراءات التباعد في المساجد وجميع الأماكن المغلقة والمفتوحة وكل الأنشطة والفعاليات وعدم إلزامها بارتداء الكمامة هذا لا يعني أن نكون أقل اكتراثا وأقل مسؤولية.. فأجمل ما أوصى به رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- هو حين قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
دمتم بخير وصحة وعافية.
@al_muzahem