ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس إلى إجراء محادثات سلام شاملة مع موسكو لوقف غزوها لبلاده وإلا استغرق الأمر «عدة أجيال» قبل أن تتعافى روسيا من الخسائر التي تكبدتها في الحرب.
ومنذ الهجوم الذي شنته موسكو في 24 فبراير بقرار من الرئيس فلاديمير بوتين تكبدت القوات الروسية خسائر فادحة وتوقف تقدمها إلى حد بعيد كما توقفت طوابير طويلة من القوات عند ضواحي العاصمة كييف بعد أن هاجمت المدينة.
ومع ذلك فرضت القوات الروسية حصارا على مدن، وأحالت مناطق حضرية إلى أنقاض، وكثفت في الأيام القليلة الماضية هجماتها الصاروخية على أهداف متفرقة في غرب أوكرانيا بعيدا عن ساحات القتال الرئيسية في شمال البلاد وشرقها.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها دمرت مستودعا كبيرا تحت الأرض للصواريخ وذخائر الطائرات في منطقة إيفانو فرانكيفسك في غرب البلاد باستخدام صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، والتي يمكنها أن تتجه إلى الأهداف المحددة لها بخمسة أمثال سرعة الصوت أو أكثر. وذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء أن هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها روسيا هذه الصواريخ في أوكرانيا.
وأكد متحدث باسم قيادة القوات الجوية الأوكرانية الهجوم لكنه قال إن الجانب الأوكراني ليس لديه معلومات عن نوع الصواريخ المستخدمة.
ملايين اللاجئين
وفر عبر حدود أوكرانيا الغربية أكثر من 3.3 مليون لاجئ في حين نزح مليونان آخران في داخل البلاد. واستمرت جهود إجلاء المدنيين من المدن المحاصرة عبر «ممرات إنسانية». وقالت السلطات الأوكرانية إنها تأمل في فتح عشرة ممرات.
وفرض الغرب عقوبات غير مسبوقة على روسيا بهدف تعجيز اقتصاد روسيا وإنهاك آلتها الحربية، لكن هذه العقوبات لم تنجح في وقف ما سماه الرئيس فلاديمير بوتين «عملية خاصة» لنزع سلاح أوكرانيا وتطهيرها من «النازيين». ووصفت كييف وحلفاؤها الغربيون ذلك بأنه ذريعة لا أساس لها لشن الحرب.
10 ممرات
أعلنت نائبة رئيس الحكومة الأوكرانية، إيرينا فيريشتشوك، أمس إنشاء عشرة ممرات هروب للسكان المدنيين المحاصرين في مناطق الحرب.
وأوضحت فيريشتشوك أن أحد هذه الممرات يقود إلى الخروج من مدينة ماريوبول في الجنوب، التي تشهد معارك عنيفة منذ أيام، باتجاه مدينة زاخبوريششيا.
وأضافت فيريشتشوك إن من المنتظر نقل اللاجئين هناك من محطة برنديانسك الوسيطة على متن حافلات، مشيرة إلى أنه سيتم تقديم مساعدات عينية لهم أيضا.
وتابعت فيريشتشوك في كلمتها عبر الفيديو أن هناك أربعة ممرات تقود إلى الخروج من منطقة لوهانسك، شرقي البلاد، إلى مدينة باخموت. وقالت إنه تم إنشاء ممرات هروب أخرى من قرى ومدن حول العاصمة كييف.
عمدة كييف
من جهته دعا عمدة كييف، فيتالي كليتشكو، الحلفاء الغربيين، لمواصلة إمداد أوكرانيا بالأسلحة في حربها ضد روسيا.
وقال في مقابلة مع صحيفة (كوريير ديلا سيرا) أمس «من فضلكم، ادعمونا».
وحث الحلفاء الأوربيين وحلف شمال الأطلسي (ناتو) على إرسال أسلحة أساسية للدفاع عن المجال الجوي فوق كييف.
وتابع كليتشكو «نحن قادرون على إغلاق مجالنا الجوي بأنفسنا. لكن نحتاج، بالتأكيد، إلى الحصول على الأسلحة المناسبة»
واستبعد الناتو مرارا فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، خوفا من أن يؤدي ذلك إلى مواجهة عسكرية بين روسيا والغرب.
وذكر كليتشكو أن كييف سجلت حتى الآن مقتل 200 مدني. وما زال حوالي مليوني ساكن بالمدينة.
وأضاف «لا تنسوا أننا ندافع عن بلدنا، لكننا في نفس الوقت، ندافع عن القيم الأساسية للديمقراطية الأوروبية».
وتابع «رسالتي واضحة: من فضلكم أوقفوا أي علاقة اقتصادية مع روسيا، نظرا لأن بوتين يستخدم كل يورو، لتعزيز جيشه، الذي يزحف نحونا».