DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الإخوان فشلوا في إعاقة تشكيل الحكومة الجديدة

السياسي الليبي رضوان الفيتوري لـ «اليوم»:

الإخوان فشلوا في إعاقة تشكيل الحكومة الجديدة
الإخوان فشلوا في إعاقة تشكيل الحكومة الجديدة
رضوان الفيتوري
الإخوان فشلوا في إعاقة تشكيل الحكومة الجديدة
رضوان الفيتوري
قال السياسي الليبي رضوان الفيتوري إن الموقف السعودي الداعم لقرار البرلمان الليبي بتكليف حكومة جديدة بقيادة فتحي باشاغا ساهم في إفشال مؤامرة الإخوان لعرقلة المسار السياسي السلمي في ليبيا، كما أدى إلى تغير وجهة النظر الدولية المؤيدة للحكومة السابقة برئاسة عبدالحميد الدبيبة، مستبعدا في حواره مع «اليوم» عودة سيناريو الحرب، الذي عانت منه ليبيا أكثر من 10 أعوام، وأدى إلى سقوط البلاد في العنف والفوضى.
وشدد الفيتوري على أن المرحلة الراهنة في تاريخ ليبيا مفصلية وتحتاج إلى تكاتف جميع أبناء الشعب الليبي لمنع التدخلات الخارجية وخروج المرتزقة من البلاد، وإنهاء دور الميليشيات المسلحة، إضافة إلى نبذ الخلافات وتنحية المصالح الشخصية من أجل الوصول إلى مرحلة الاستقرار وإعادة بناء مؤسسات الدولة بعد إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
* كيف ترى تطور الأحداث في ليبيا بعد رفض حكومة الدبيبة تسليم السلطة؟
- كل الاحتمالات مفتوحة، لكن الاحتمال الأقرب هو تفادي سيناريو الحرب أو المواجهات المسلحة بين الحكومة السابقة برئاسة عبدالحميد الدبيبة والحكومة المكلفة من البرلمان برئاسة فتحي باشاغا.
وشاهدنا باشاغا عندما كان على وشك أن يسيطر على العاصمة طرابلس من جهة غريان أو مصراتة لكنه آثر السلامة وأعلن أنه يريد الدخول إلى العاصمة بقوة القانون وليس بقوة السلاح ما يؤكد أن الحكومة الجديدة لن تسمح بإراقة الدماء.
* هل تتوقع حدوث صدام مسلح في العاصمة طرابلس؟
- لا أتوقع حدوث صدام مسلح في العاصمة طرابلس، لأن الميليشيات الموالية لحكومة الدبيبة، هي ميليشيات مأجورة بالمال كما أنها نفعية، وعندما تتيقن أن باشاغا على وشك استلام السلطة بشكل رسمي، فإنها ستدرك أنها ستخسر كثيرا ما سيدفعها بأن تغير كل توجهاتها، هي كيانات لا تعرف الانتماء، وتدين بالولاء لمَن يدفع لها أكثر أو تستفيد منه.
رئيس الوزراء الليبي فتحي باشاغا أمام البرلمان في طبرق (رويترز)

* وما السيناريو المحتمل حال استمرار سقوط طرابلس في قبضة الميليشيات الموالية للدبيبة؟
- لن يحدث أي صدام أو مواجهات مسلحة، لأن ما تشهده الساحة الليبية الآن هو خطوة جادة في طريق التوافق بين كل الأطراف والقوى السياسية، وهو يحدث للمرة الأولى منذ أحداث الفوضى في البلاد، التي بدأت منذ 2011.
كما أن هذه الحكومة الجديدة هي نتاج «ليبي - ليبي»، وتوافق بين كل المناطق «الشرق والغرب والجنوب»، كما أنها أيضا نتاج تنازل جميع الأطراف في سبيل استعادة أمن واستقرار الوطن، وهي حكومة وطنية تم تكليفها من مجلس النواب، وتم تشكيلها بإرادة الليبيين بعيدا عن دور الأمم المتحدة وتدخلات ما يطلق عليه المجتمع الدولي.
ولأن حكومة باشاغا، نتاج محلي «ليبي - ليبي» فإن بعض الأطراف الدولية الفاعلة بقوة وذات المصالح في المشهد الليبي تسعى لإفشالها، لرغبتها في الاستمرار بالسيطرة على أي قرار يخض القضية الليبية لتواصل سيطرتها في إحكام قبضتها على سيناريوهات حل الخلافات بين القوى السياسية.
* هل ستعود ليبيا للانقسام بوجود حكومة بالغرب يقودها الدبيبة وأخرى بالشرق يقودها باشاغا؟
- باشاغا لن يبدأ عمل حكومته إلا في العاصمة طرابلس، ولولا حكمة الحكماء بضرورة حقن الدماء ما عادت الأرتال المدججة بالسلاح بعد أن حاصرت العاصمة وكانت قادرة على الدخول بقوة.
هناك وعود بعودة هذه الأرتال للسيطرة على الموقف الأمني في طرابلس ومن ثم يدخل باشاغا عبر مطار معيتيقة الدولي ويستلم زمام الأمور، ويبدأ مرحلة جديدة من الهدوء والاستقرار.
حكومة الدبيبة فقدت شرعيتها، فما معنى أن حكومة نصف وزرائها في السجن، ومعظم وزرائها يقدمون استقالاتهم، بدون شك أن الدبيبة يريد التمسك بكرسي رئيس الوزراء دون النظر إلى مصلحة ليبيا.
الدبيبة مطالب في هذه الفترة المفصلية في تاريخ ليبيا أن يتنحى عن منصبه ويحترم إرادة الليبيين، ويقبل قرار البرلمان بتكليف رئيس جديد للحكومة، والباب مفتوح أمامه للترشح للانتخابات الرئاسية.
وقد تابعنا مؤخرا تصريحات المستشار الإعلامي لرئاسة مجلس النواب الليبي فتحي المريمي، التي أكد فيها أن حكومة عبدالحميد الدبيبة قاربت على الانتهاء بشكل قانوني حتى بدون تسليم السلطة رسميا بعد استقالة عدد كبير من الوزراء ووكلاء الوزراء، واعترافهم بحكومة فتحي باشاغا، إضافة إلى استلام نائب رئيس الوزراء علي القطراني وعدد من الوزراء وعمداء البلديات مقر مجلس الوزراء في بنغازي، وكذلك ستتسلم الحكومة الجديدة مقر مجلس الوزراء في المنطقة الجنوبية.
* كيف رأيت تشكيل حكومة باشاغا.. وما أبرز المهام المطلوبة منها؟
- حكومة باشاغا حكومة واسعة جدا لطبيعة المرحلة الراهنة، التي تمر بها ليبيا وتعدد الملفات، وقد تعرض باشاغا لضغوط وابتزاز لإعلان تشكيل هذه الحكومة من أطراف عدة، لكن يمكن القول إن العنوان العام لهذه الحكومة أنها لكل الليبيين.
الوزارات السيادية توزعت على كل المناطق، وباشاغا كان موفقا جدا، حيث أدرك أنه لا حل لاستعادة استقرار الأوضاع في ليبيا إلا عن طريق التفاهم والتصالح مع القيادة العامة للقوات المسلحة، والمشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني، لذلك رأينا زيارته إلى بنغازي ولقاء حفتر رغم أنه يعلم جيدا أنه سيواجه إثر هذه الزيارة انتقادات كبيرة في الغرب الليبي، لكن باشاغا أثبت أنه يسعى إلى سلام الشجعان لوقف الحرب ونزف الدماء.
وبالتأكيد أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية هي أبرز مهام الحكومة الجديدة بعدما فشلت حكومة الدبيبة في إجرائها في ديسمبر من العام الماضي.
ومن النقاط المهمة، تعهد باشاغا في أكثر من لقاء بأنه لن يترشح للانتخابات، وهو ما يؤكد أنه لن يستغل أموال الدولة للترويج لنفسه بأنه مرشح رئاسي كما فعل الدبيبة.
منتدى الحوار السياسي الليبي في تونس ويظهر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)

* هل تتوقع في ظل هذه التعقيدات بالمشهد السياسي الليبي إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية قريبا؟
- هناك خطة مبرمجة بالتوقيت لإقامة الانتخابات، ووضعت هذه الخطة بالتنسيق بين القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، والبرلمان، ورئيس الحكومة الجديدة فتحي باشاغا. وهي خطة متكاملة لإعادة ليبيا إلى الليبيين، وأول خطواتها هي الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
الانتخابات هي الخطوة الأولى في طريق عودة الاستقرار للبلاد بانتخاب رئيس جديد للمرة الأولى بطريقة الاقتراع المباشر، إضافة إلى اختيار برلمان جديد بعيد عن إرهاب جماعة الإخوان وأعوانها من الجماعات الإرهابية والمتطرفة ما يعني أن المواطن الليبي أمام فرصة تاريخية لاختيار رئيس وبرلمان جديدين دون ضغوط داخلية ولا إملاءات خارجية.
* وأين موقف المجتمع الدولي من استمرار حكومة الدبيبة غير الشرعية؟
- المجتمع الدولي مع الأقوى، ودوما مواقفه تتسم بالضبابية والمراوغة، لو كان صادقا لكان فورا بعد تكليف البرلمان، باشاغا أيد الحكومة الجديدة، لكن المواقف الدولية تراجعت عن دعم الحكومة السابقة برئاسة الدبيبة بعد البيان السعودي المصري القوي، الذي كان واضحا بدعم الحكومة الجديدة الحاصلة على تكليف من البرلمان الليبي.
الكل أدرك أن الدبيبة وراءه أخطبوط ضخم من توأمة المال الفاسد مع التطرف الديني ورأيناه يسرق الملايين من أجل تحقيق ما يصبو إليه دون النظر لمصالح البلاد.
وأتساءل ما معنى أن الدبيبة عندما حاز على ثقة مجلس النواب قال إنه مجلس شرعي وعندما سحب منه الثقة قال إنه غير شرعي ويحرض على الفتنة وهي تصريحات تعكس تناقضا في مواقف وتوضح أنها ترتكز على مصالح شخصية فقط.
هناك تخبط واضح في حكومة الدبيية وقد ظهر في استقالة عدد من الوزراء رفضا لمواقف الحكومة بعدم تسليم السلطة للحكومة الجديدة، وسوف يدخل باشاغا العاصمة طرابلس بقوة القانون وليس قوة السلاح وسوف تدرك الميليشيات أن باشاغا يملك قوة كبيرة، خصوصا في حال وجود دور قوي للجيش الوطني في السيطرة على العاصمة.
كما يجب أن تواصل مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني وليامز التأكيد على أن أفضل طريقة لحل معضلة الأزمة الليبية هي إجراء انتخابات نزيهة وذات مصداقية، فمن المهم أن تتمسك المسؤولة الأممية بإنجاح المحادثات، التي ترعاها الأمم المتحدة وتجمع البرلمان والمجلس الأعلى للدولة دون تأخير للخروج من الانسداد الراهن.
 البرلمان الليبي خلال اجتماع في مدينة سرت (رويترز)

* هل ترى أن الجيش الوطني هو الرهان الحقيقي لاستعادة الاستقرار في ليبيا؟
- الجيش الوطني هو عمود استقرار ليبيا، فما معنى إصدار قرارات دون قوة على أرض الواقع لتنفيذها.. الجيش هو حامي الحمى والديار.
ومن الأمثلة البارزة على دور الجيش الوطني الليبي في حفظ البلاد من خطر التقسيم، الذي سعت إليه جماعة الإخوان والتنظيمات الإرهابية والمتطرفة، ما حدث في بنغازي أكبر ثاني مدينة ليبية قبل 2014 حيث كانت على وشك أن تصبح «إمارة» وفقا لتسميات الجماعات المتأسلمة، وأيضا كان سيرفع على هذه المدينة علم تنظيم داعش الإرهابي.
لكن المعجزة بتطهير بنغازي من خطر الإرهاب حدثت بتوأمة الجيش مع الشعب، وعندما قرر المشير خليفة حفتر التصدي لهذه التنظيمات الإرهابية، وصفت وسائل إعلام دولية حفتر «بالجنرال المنتحر» لأنهم يرون أن التصدي لهذه التنظيمات المتطرفة المدعومة من أجهزة استخباراتية «انتحار»، لكن تم تحرير «بنغازي ودرنة والحقول والمواني النفطية والجنوب»، ولم يعول الجيش على المجتمع الدولي سواء من حيث الإدانات أو الإشادات.
الذين يستعين بالغريب على بني وطنه وحل مشاكل بيته فلا بيت له إطلاقا، الذي يستعين بالأمم المتحدة لحل مشاكل بلاده سيطول انتظاره.
الجيش الليبي صاحب مواقف وطنية مشرفة يشار إليها بالبنان، وساهم في الحفاظ على التراب الليبي من مؤامرات جماعة الإخوان الإرهابية والتنظيمات المتطرفة الأخرى، التي سعت إلى تقسيم ليبيا وإسقاطها في نيران الحروب الأهلية، وهي مؤامرة كبرى شاركت فيها أجهزة استخباراتية لدول كبرى تريد فقط نهب خيرات البلاد.
* كيف ترى الدعم العربي، خصوصا البيان السعودي المصري الأخير الداعم لوحدة واستقرار ليبيا؟
- عندما نتحدث عن السعودية ومصر، نحن نتحدث عن الدولتين الكبيرتين في المنطقة العربية، وهما قلب الأمة العربية النابض بالمواقف القوية الداعمة لكل القضايا العربية المهمة.
وجاء البيان السعودي المصري ليشدد على احترام قرار البرلمان الليبي بوصفه الجهة الشرعية الناطقة باسم الشعب الليبي، ويعد الموقف السعودي المصري نقطة فاصلة ومهمة جدا في المسار الحالي للأزمة الليبية إذ إنه اعتراف ودعم للحكومة الجديدة.
ومواقف المملكة دوما داعمة لخيارات الشعب الليبي وحقه في اختيار مَن يمثله وتقرير مصيره، وهي مواقف تنسجم مع الدور الكبير للمملكة في دعم وحل القضايا العربية ومنها القضية الليبية.