المشهد الراهن للإرهاب الإيراني في المنطقة والمتمثل في السلوك الحوثي على وجه التحديد يؤكد أن تلك الأذرع الإيرانية لا يمكن أن تكون غير عنصر معطل لكل دعوات السلام.. وهو ذات الحال مع بقية أذرع طهران في المنطقة.. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه مجددا هو عن موقف المجتمع، وماذا ينتظر بعد كل تلك التجاوزات والتهديدات لموارد الطاقة العالمية لكي يتخذ موقفا فوريا وحاسما لوقف هذه الاعتداءات الإرهابية المتكررة التي تستهدف المنشآت الحيوية والمدنية وأمن المملكة العربية السعودية، وإمدادات الطاقة واستقرار الاقتصاد العالمي، خاصة وأن جماعة الحوثي ومن يقف خلفها يثبتون يوما بعد آخر أنه لا نية لهم أن يكونوا جزءا طبيعيا من العالم بل عنصر الشر ومنبع التهديد للبشرية.
ما صرح به مصدر مسؤول في وزارة الخارجية بأن المملكة العربية السعودية تعلن أنها لن تتحمل مسؤولية أي نقص في إمدادات البترول للأسواق العالمية في ظل الهجمات التي تتعرض لها منشآتها النفطية من الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، وأن المملكة تؤكد على أهمية أن يعي المجتمع الدولي خطورة استمرار إيران في تزويد الميليشيات الحوثية الإرهابية بتقنيات الصواريخ البالستية والطائرات المتطورة دون طيار، التي تستهدف بها مواقع إنتاج البترول والغاز ومشتقاتهما في المملكة، لما يترتب على ذلك من آثارٍ وخيمة على قطاعات الإنتاج والمعالجة والتكرير، وأنه سوف يُفضي ذلك إلى التأثير على قدرة المملكة الإنتاجية وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها، الأمر الذي يهدد بلا شك أمن واستقرار إمدادات الطاقة إلى الأسواق العالمية، كذلك ما بينه المصدر عن أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته في المحافظة على إمدادات الطاقة ووقوفه بحزم ضد الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران وردعها عن هجماتها التخريبية التي تشكل تهديداً مباشراً لأمن الإمدادات البترولية في هذه الظروف بالغة الحساسية التي تشهدها أسواق الطاقة العالمية..
هذه التفاصيل آنفة الذكر لتصريح المصدر المسؤول في وزارة الخارجية السعودية تأكيد على موقف المملكة المسؤول من إمدادات البترول للأسواق العالمية مهما كانت المتغيرات والتحديات، وعليه جرى التأكيد على إخلاء المسؤولية في ظل استمرار الاعتداءات الحوثية الإرهابية ومعها استمرار للصمت السلبي الدولي تجاه هذه الأفعال الإجرامية.
لم يعد هناك الكثير من الخيارات أمام المجتمع الدولي لكي يتخذ موقفا مسؤولاً فوريا وحاسما لوقف هذه الاعتداءات الإرهابية الحوثية المتكررة، والأهم أن يكون ذلك قبل فوات الأوان.