واعتبرت الخارجية الروسية في بيان نُشر بعد استدعاء سوليفان، أن «هذا النوع من التصريحات الصادرة عن رئيس أمريكي والتي لا تليق برجل دولة من الصف الأول، جعلت العلاقات الروسية-الأمريكية على حافة القطيعة».
وحذرت الوزارة من أن الأعمال العدائية التي تُتخذ ضد روسيا ستلقى رفضا حاسما وحازما.
وتسببت الحرب في أوكرانيا بكارثة إنسانية، وفقا للأمم المتحدة، مع فرار نحو 10 ملايين شخص، أي حوالي ربع سكان البلاد، من منازلهم، فيما لم تحرز المفاوضات الجارية بين الوفدين الروسي والأوكراني تقدما ملموسا.
وتشن القوات الروسية هجوما عنيفا على مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة (جنوب شرق) والتي تملأ شوارعها الجثث وفق شهادات.
في حين قال المندوب والمشرع ديفيد أراخاميا أحد أعضاء الوفد الأوكراني: إن المفاوضين الروس والأوكرانيين أجروا مكالمة عبر رابط فيديو لمدة 90 دقيقة الإثنين وسيواصلون الاجتماع.
وتحاول القوات الروسية تطويق العاصمة كييف، حيث أوقع قصف على مركز تجاري مساء الأحد ثمانية قتلى على الأقل.
وضع «ماريوبول»
ووصفت أوكرانيا الإثنين الوضع في ماريوبول بأنه «صعب للغاية»، وقالت: إنها غير قادرة على توفير ممر إنساني آمن جديد لإجلاء المدنيين من المدينة المحاصرة بعد أن تحدت الإنذار الروسي للاستسلام.
وتخضع ماريوبول الساحلية الواقعة على بحر آزوف للحصار والقصف مع عدم توافر الطعام أو الدواء أو الكهرباء أو المياه العذبة منذ الأيام الأولى للعملية الروسية بأوكرانيا في 24 فبراير.
وأمر الجيش الروسي الأوكرانيين في المدينة الواقعة جنوب شرق البلاد بالاستسلام بحلول الساعة الخامسة من صباح اليوم الثلاثاء (0300 بتوقيت جرينتش)، قائلا: إن من يقوم بتنفيذ هذا الأمر سيسمح له بالمغادرة عبر ممرات آمنة.
وقالت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني «بالطبع نرفض هذه الاقتراحات».
وأضافت: إنه تم التوصل إلى اتفاق مع روسيا بشأن إنشاء ثمانية ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين من المدن المحاصرة، ولكن مدينة ماريوبول لم تكن ضمن تلك المدن.
كما أشارت إلى أن الجهود المبذولة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدينة باءت بالفشل.
وفي سياق مطالبة الصين بالتدخل لحل الأزمة، كتب وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا، في تغريدة: «نتشارك موقف بكين حول ضرورة إيجاد حل سياسي للحرب على أوكرانيا، وندعو الصين كقوة دولية، إلى لعب دور مهم في هذه الجهود».
وسبق أن دعا المسؤول الأوكراني الذي يقود المفاوضات مع روسيا ميخائيل بودولياك الصين الأسبوع الماضي إلى اتخاذ موقف و«إدانة الهمجية الروسية».
وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يي دعا في وقت سابق إلى حل الأزمة الأوكرانية عبر المفاوضات، وأكد دعم بكين لكافة الجهود الدولية البناءة الرامية لإيجاد حل سياسي.
محيط «أوديسا»
وفي واشنطن، قال مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الإثنين: إنه تم رصد تحركات بحرية متزايدة للقوات الروسية في البحر الأسود، مشيرا إلى وجود أكثر من سفينة حربية هناك وبعض عمليات القصف التي تستهدف محيط أوديسا على ساحل هذا البحر، مصدرها هذه السفن.
وقال المسؤول: «لا نعلم إذا كانت هذه التحركات هي تحضير لإنزال بحري في أوديسا».
وأفاد المسؤول الأمريكي بأن القوات الروسية أطلقت أكثر من 1100 صاروخ على أوكرانيا منذ بدء الغزو في 24 فبراير الماضي.
وحول الإعلان الروسي الأخير بشأن استخدام صواريخ خارقة لسرعة الصوت في الحرب الجارية، قال المسؤول: «لا نستطيع التأكيد بشكل مستقل ادعاء روسيا»، مضيفا إنه لو صحت هذه المزاعم، «فقد يكون ذلك بسبب انخفاض مخزون القوات الروسية من الصواريخ الموجهة».
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنها استخدمت صواريخ «كينغال» (خنجر بالروسية) الحديثة فرط الصوتية لتدمير موقع تخزين وقود في منطقة ميكولاييف، وتدمير مستودع كبير تحت الأرض للصواريخ وذخائر الطائرات في منطقة إيفانو فرانكيفسك الأوكرانية قرب الحدود مع رومانيا.
وقالت روسيا يوم السبت إنها استخدمت منظومة كينجال الأسرع من الصوت لتدمير مستودع أسلحة كبير بمنطقة إيفانو فرانكيفسك في غرب أوكرانيا.
وذكرت وكالة «إنترفاكس» للأنباء أن هذه هي المرة الأولى التي تنشر فيها روسيا منظومة «كينجال» الأسرع من الصوت منذ الدفع بقواتها إلى أوكرانيا يوم 24 فبراير.
وقال الرئيس فلاديمير بوتين في ديسمبر «إن روسيا هي الأولى في العالم في مجال الصواريخ الأسرع من الصوت والتي يصعب تعقبها واعتراضها بسبب سرعتها وقدرتها على المناورة».
زيادة العقوبات
في غضون هذا، قالت وزارة الدفاع الروسية: إن أكثر من 80 شخصا قتلوا في هجوم روسي على منشأة تدريب في شمال غرب أوكرانيا.
وأضافت الوزارة «إن الهجوم الصاروخي استهدف موقعا في منطقة نوفا ليوبوميركا في إقليم روفنو».
وفي واقعة منفصلة، قالت الوزارة: إن أكثر من 60 جنديا أوكرانيا سلموا أنفسهم وتم أسرهم عندما تم السيطرة على قاعدة عسكرية أوكرانية في ضواحي كييف.
ولم يتسن التأكد من أي من التقريرين بصورة مستقلة.
ومن براغ، قال رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا الإثنين: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرتكب جرائم حرب في أوكرانيا، وإن فرض المزيد من العقوبات على بلاده هو الطريقة الوحيدة لردعه. وفق تعبيره.
وقال فيالا على موقع «تويتر»: «لقد دمر الجيش الروسي مدينة ماريوبول الأوكرانية، العالم أجمع يرى أن بوتين يرتكب جرائم حرب وأن حربه تسببت في قتل الأبرياء».
وأضاف «لا بد من مواصلة الضغط من أجل نهج واضح وموحد بخصوص روسيا، وفرض المزيد من العقوبات، هذه هي الطريقة الوحيدة لردع بوتين». حسب قوله.
وفي موسكو، قالت وكالة المخابرات الرئيسية «إن مئات الألغام جرفتها المياه إلى البحر الأسود بعد أن انفصلت عن كابلات تربطها بموانئ أوكرانية»، لكن أوكرانيا رفضت هذه المزاعم قائلة: إنها معلومات مضللة ومحاولة لإغلاق جزء من البحر.
والبحر الأسود شريان ملاحي رئيسي لتجارة الحبوب والنفط ومنتجاته، وقالت سلطة ميناء نوفوروسيسك في مذكرة أطلعت عليها «رويترز»: إن الملاحة أصبحت مهددة في غرب البحر الأسود.
تحذير روسي
من ناحيته، حذر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس الإثنين، من أن أي قرار يتم تبنّيه بفرض حظر على إمدادات نفط بلاده سيلحق ضررا خطيرا بالسوق العالمية، ويقوض وصول دول الاتحاد الأوروبي إلى الطاقة، ويؤثر على الجميع.
وحذر من أن الأوروبيين «سيواجهون أوقاتا عصيبة» من جراء ذلك، وفقا لما نقلته عنه وكالة «تاس» الروسية.
وردا على سؤال يتعلق بإمكانية فرض مثل هذه العقوبات، قال: «في الواقع، ووفقا لمعلوماتنا، إنهم يعملون عن كثب لفرض حظر على إمدادات النفط (الروسي)، هذا الموضوع معقد للغاية، لأن مثل هذا الحظر سيكون له تداعياته، وسيؤثر بشكل خطير على سوق النفط العالمية بشكل عام».
ولفت إلى أن مثل هذا القرار «سيفاقم بشكل خطير موازين الطاقة في القارة الأوروبية».
وأَضاف: «سيظل الأمريكيون قادرين على توفير احتياجاتهم، وهذا واضح، وسيشعرون أنهم أفضل حالا من الأوروبيين، بينما سيواجه الأوروبيون أوقاتا عصيبة، وربما يتسبب هذا القرار في إلحاق الضرر بالجميع».
وقفزت أسعار النفط أمس الإثنين مع اشتداد حدة الصراع في أوكرانيا وتبدّد الآمال في التوصل لوقف لإطلاق النار.
بينما أكد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، أن بلاده ستنوع إمداداتها النفطية إذا تخلت الدول الغربية على النفط الروسي بشكل كامل.
ومن المتوقع أن تبحث حكومات الاتحاد الأوروبي الانضمام إلى الولايات المتحدة في حظرها للنفط الروسي خلال اجتماعات خلال الأيام القادمة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.
حجب خدمات
وعلى صعيد العقوبات الغربية والإجراءات الروسية المتخذة بمواجهتها، قضت محكمة في روسيا أمس الإثنين، بحظر منصتي فيسبوك وإنستجرام بوصفهما «متطرفتين».
وقبلت المحكمة طلبا بهذا الخصوص قدمه الادعاء العام الروسي.
يشار إلى أن الخدمتين محجوبتان بالفعل في روسيا.
وحسب المحكمة، فإن القرار الصادر لا يسري على خدمة الرسائل «واتس آب» المملوكة أيضا لمجموعة «ميتا» الأمريكية.
وجاءت هذه الخطوة من جانب القضاء الروسي على خلفية قرار «ميتا» السماح بنشر دعوات للعنف ضد القوات الروسية في أوكرانيا.
يذكر أن خدمة تويتر للرسائل القصيرة أيضا غير متاحة في روسيا، ويتخوف الناس في روسيا من إمكانية إغلاق خدمة «واتس آب» أيضا.
وانتقد ناشطون تنامي الرقابة على الإنترنت في روسيا.
كانت «ميتا» أعلنت عن تخفيف قواعدها فيما يتعلق بالحرب الروسية على أوكرانيا، وقال متحدث باسم شركة فيسبوك: إن عبارة «الموت للغزاة الروس» تُعَدُّ من ضمن الأمثلة على الاستثناءات في العبارات التي تنتهك الإرشادات.
وقد أثار ذلك غضبا كبيرا في موسكو، وفي وقت لاحق حددت «ميتا» القواعد لمراجعي المحتويات، وقالت: إن هذه القواعد تسري فقط في أوكرانيا، وأضافت «أنه لا يجب توجيه دعوات عنف ضد الروس بوجه عام أو ضد الرئيس فلاديمير بوتين».